الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهاء هذا السيناريو مرهون بطرد القوات الأمريكية وإقالة الحكومة المصطنعة وتحجيم الإسلام السياسي!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2004 / 8 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ عدة أيام وبعض مدن العراق ومنها، بغداد والنجف والناصرية والبصرة، قد تحولوا إلى ميدان للمواجهات بين الإسلام السياسي لعصابات الصدر والقوات الأمريكية، وفي خضم ذلك فقد زهق أرواح المئات من الأشخاص الأبرياء وراحوا ضحايا للحرب الرجعية الدائرة بينهما. هذا وبمعزل عن كل ذلك فبذريعة (( حماية الأمن وإعادة الاستقرار وسيادة القانون ))، انعدم تماما" أجواء الأمن والاستقرار للجماهير في تلك المدن وبالإضافة إلى ذلك فقد تم فرض الأحكام العرفية في العديد من المدن والمحلات، وبهذه الصورة فقد أصبحت حياة ومعيشة ملايين الناس ضحية لسياسة الاحتلال الأمريكي وجماعة الصدر.
إن زمرة الصدر وما تتسم به، برجعيتها وسلوكها الإرهابي ومعاداتها الأعمى للحرية والإنسانية وكل أماني وأهداف الجماهير، شفافة وواضحة. فقتل الناس الأبرياء ومداهمة البيوت واختطاف أبنائهم، وفرض الضرائب وعمليات السلب، والاعتداء على حقوق الناس والتحرش بمسائلهم الشخصية، والمعاداة الرجعية للمرأة ومطالبهن ورغباتهن تشكل أبرز سمات تلك الزمرة... ولكن الأسس العامة لهذا الوضع ولهذا السيناريو الأسود للحرب وانعدام الأمن والكوارث، يقوم على السياسة والخطط الأمريكية. لقد قامت أمريكا من اجل تحقيق سياساتها بفتح الميدان أمام الإسلام السياسي، فمن إحدى الجوانب تساند الإسلاميين وتسند إليهم كرسي الحكم وتجعل من قوانينهم الرجعية أساسا" لدستور وقوانين البلد، ومن الجانب الآخر تجعل المدن وأماكن سكن الجماهير ميدانا" للحرب والقتل والدمار مع هذه الزمر، وفي كل الأحوال فإن ضحاياها هم جماهير العراق الآمنة والبريئة. لقد اتبعت أمريكا كل الطرق لترويض الإسلام السياسي وقواها من مختلف الألوان. وفي نفس الوقت سعت لإيجاد الأجواء والشروط السياسية التي من شأنها أن تساعد على توسع وتقوية الإسلام السياسي، ولتبلغ حدا" تصبح معها قطبا" وقوة" لتقف بوجه سياساتها في العرق ولهذا فأنها مرغمة بأن تشهر السيف بوجههم أحيانا"، وعقد الهدنة معهم أحيانا" أخرى، وتداعبهم أحيانا" وتمطرهم بالقنابل أحيانا" أخرى. ومع امتداد هذه السياسة، شكلت حكومة مطيعة لها للسيناريو الأسود، مؤلفة من مجموعة من الرجعيين والقوميين والطائفيين والإسلاميين، لتقف مباشرة" كسد منيع بوجه مطالب ورغبات جماهير العراق وتحولت إلى عنصر لتوسيع وتعميق انعدام الأمن والاستقرار.
إن حرب أمريكا واحتلالها وبقاء قواتها في العراق، تشكل السبب الأصلي لاستمرار الأوضاع التي تنعدم فيها الأمن والاستقرار في العراق، إن الوجود الأمريكي أمر مدان مهما كان شكلها أو مسمياتها ويستوجب على جماهير العراق أن تواجه هذه القوة بقواها الموحدة بغية طرد قواتها من العراق، وتعتبر في الوقت نفسه خطوة" مهمة من أجل استعادة إرادتهم واستعادة الأمن والاستقرار للمجتمع العراقي.
إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدين هذه المعركة ويناضل من أجل إنهائها. ويطالب جماهير العراق، وخصوصا" جماهير مدن بغداد والنجف والبصرة والناصرية، بأن لا يشاركوا بأي شكل من الأشكال في معركة تتضرر فيها فقط الجماهير. وفي نفس الوقت نعلن بأنه لا يحق لأي طرف أو قوة بأن يجعل أماكن حياة ومعيشة الجماهير ساحة للمعارك وقذف القنابل، ويجب على الجماهير بأن تقف بوجه كلا طرفي هذه المعركة وأن لا يسمح لهما بإدامة هذه المعركة الدائرة بينهما على حساب دمائهم ومعيشتهم وحياتهم. ويجب أن يخرجوا قواتهم المسلحة إلى خارج المدن.
إن طريقة الحل النهائي لضمان الأمن والاستقرار واستعادة الفرحة والسعادة لجماهير العراق، يتطلب بأن تخرج أمريكا من العراق و تنحي حكومتها الانتقالية المختارة، وأن يشكل جماهير العراق بدلا" منها حكومة تمثيلية مباشرة للإرادة الجماهيرية. وإن ذلك يمثل الطريق الوحيد لتأمين استعادة الأمن والاستقرار في ظل الأوضاع الحالية. وحاليا" نرى من الضروري بأن يلتف فورا" جماهير العراق وخصوصا" جماهير المدن المذكورة بكل قواهم ونضالهم الموحد برفقة الحزب الشيوعي العمالي العراقي، حول حقوقهم المدنية واستعادة المدنية للمجتمع العراقي لتتجسد في حكومة مدنية وغير قومية، ليتمكنوا من تنظيم أنفسهم من الآن من أجل الإيقاف الفوري لهذه المعركة وليتمكنوا من الوصول إلى حقوقهم المدنية فيجب عليهم الظهور في الميدان من أجل: أن يأخذوا على عاتقهم حماية الأمن في المدن وفي كل المحلات التي تندلع فيها المعارك، عن طريق ممثليهم المنتخبين مباشرة"، ولهذا الغرض يجب عليهم القيام بتشكيل مراكز حماية الأمن في المحلات والإشراف عليها. ومنع كل شكل من أشكال النشاطات والأعمال الإرهابية والقوى الإرهابية. إدانة ومنع قتل الناس المدنيين مهما كانت الذريعة. ويمنع وجود المليشيات أو أية قوة عسكرية أمريكية أو غير أمريكية والقواعد العسكرية، في المدن وخصوصا" في تلك الأماكن التي يندلع فيها المعارك وطردهم من المدن بقوتهم وإرادتهم ونضالهم الموحد. جعل القانون المتعلق بطريقة الحل السياسي لحسم النزاعات السياسية بين القوى والأطراف قانونا" للمدن والمحلات، الإعلان عن الحرية السياسية الغير مشروطة مع فرض إدارتهم الذاتية لأعمالهم على أمريكا وهيئاتها .

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
20 آب 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح


.. مسعود بارزاني في زيارة لبغداد لحل الخلافية بين الحكومة وإقلي




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي باي


.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يريد استمرار الحرب وجعل غزة مثل الضف




.. العلاقات البريطانية الأوروبية حاضرة بقوة في برامج انتخابات م