الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيان الإسرائيلي على مفترق طرق,, حرب أم سلام؟

سعيد موسى

2010 / 6 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


((مابين السطور))


لم يعد هناك مجال للتكهن بان متغيرات جذرية حدثت وتحدث على مسار الصراع مع الكيان الإسرائيلي، وسقوط ثوابت على كافة الساحات العربية والإقليمية والدولية، كانت تعتبر مجرد انتقاد جرائم الكيان الإسرائيلي الجريمة بعينها، ولم يعد مجال للشك بان تراكمات عدم الرضا الغربي المترافق بالصمت قبل الضعف العربي المترافق بالغضب؛ قد ظهرت إرهاصاته بل يحبوا صوب ذروة التصريح والجرأة والصراحة بالنقد والإدانة والتبرؤ من السلوك الصهيوني جاء مع مجيء"اوباما إلى البيت الأسود"، بل ونتيجة الأزمة التي يحاول أصدقاء بني صهيون إخفائها مع الإدارة والرأي العام الأمريكي، لدرجة ضرب عرض الحائط بسياسة وإستراتيجية اوباما في منطقة الصراع ، والاهانات والاستخفاف التي تبديه الحكومة الإسرائيلية حيال سياسة اوباما تجاه التسوية، مما شجع التحالف الغربي واقصد دول الاتحاد الأوروبي والتي كانت تدعم الكيان الإسرائيلي بتبعية في السياسة الخارجية لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية؛ تشجعت تلك الدول الأوربية فرادى وجماعات ومؤسسات غير حكومية أن ترفع صوتها ليس فقط لانتقاد سلوك الكيان الإسرائيلي العدواني الذي يهدد مصالحها ويسيء لسمعتها، بل تدين وتقترب من فرض العقوبات الاقتصادية بدء بالشروع في منع استيراد منتجات المستوطنات، ومرورا بالتداعيات السلبية على المستويات والعلاقات السياسية، فلم تعد تلك الدول الأوروبية المنحازة تاريخيا تجد مبررات اكذوبة إرهاب العرب واعتدال الصهاينة أمام شعوبها، بعدما ثبتت جرائم تلك الدول وأكاذيبها في العراق وأفغانستان كي تستمر في دفع الفاتورة الباهظة سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا واقتصاديا حيال العدوان والغطرسة الإسرائيلية والقضاء على أي جنوح للسلم، فقد كشفت أعين الكاميرات وشهود العصر من عرب وعجم حجم الحقد والإرهاب الصهيوني وان أموال الضرائب من شعوب تلك الدول؛ إنما تذهب لدعم الإرهاب والعدوان والدموية والاحتلال الصهيوني وليس لصناعة السلام، مما يهدد مصالح ذلك الغرب على المستوى الرسمي وعلى حياة ومصالح مواطني تلك الدول التي تتغنى ليل نهار بالتحضر وحقوق الإنسان.


وأكاد اجزم هنا بان مجيء "اوباما" إلى رأس هرم أهيمنة العالمية، وبغض النظر عن رضاء البعض أو عدم رضاءه عن اوباما، ولكن حقيقة مجيئه يعتبره الكيان الصهيوني كارثة ويصفون سياسته ووجوده بالخطر المصيري على تقليدية وتاريخية الانحياز الأعمى للعدوان الصهيوني، وانه لو كان الرئيس من صنف بوش لما كُسر حاجز الصمت والتبعية الأوروبية بالنقد واتخاذ خطوات كسوابق تاريخية وإرهاصات تدلل على مؤشرا مستقبلية خطرة بالنسبة للكيان الإسرائيلي، كان آخرها الإدانة بالإجماع من الاتحاد الأوروبي للعدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية ورفع الصوت بالطلب الفوري الجريء برفع الحصار عن غزة،وتقرير "جولدستون"، يتزامن ذلك مع تصريحات مهلهلة تحت سقف جماعات الضغط الصهيونية على اوباما ليصدر بعض البيانات التي تطمأن الكيان الإسرائيلي باستمرار الدعم الأمريكي ولكن في حقيقة الأمر ما لايمكن إنكاره بأنه خلف الكواليس الرسمية أزمة حقيقية وتحدي لم تعهده إسرائيل مما يجل سياساتها مرتبكة حيال المستجدات واهتزاز الغطاء الأمريكي المطلق، مما شجع الآخرين أعداء وأصدقاء على القفز بخطوات واسعة للأمام لإحاطة الكيان الإسرائيلي بواقع جديد طالت الثوابت القديمة المتهرئة لتزلزل أركان الكيان ولا يخفى اكبر قادتها أمثال آخر ما تبقى من عتاة وغلاة الصهاينة القدماء"شمعون بيرس" ليصرح بخوفه الحقيقي ويعرب بصراحة على أن هذه الفترة منعطف خطير هو الأسوأ في تاريخ هذا الكيان الغاصب، بل من كان يصدق في عهد بوش أو كلينتون أو ريجان وفي وسط ميدان الإخطبوط الصهيوني"أن تصرح اكبر صحفيات البيت الأسود بان على الإسرائيليين ترك فلسطين والعودة لبلدانهم الأصلية"ن بل هذه المتغيرات والزحف التركي الإيراني صوب ميدان الصراع وبقوة ولكل أهدافه ومصالحه تتوافق أحيانا وتتنافر أحيانا أكثر مع هيمنة وغطرسة هذا الكيان، بل نرى أزمات تطفوا على السطح بين كل من مصر والأردن من ناحية والكيان الإسرائيلي من ناحية أخرى بما يهدد الاتفاقيات" كامب ديفيد ووادي عربة" بين الطرفين، وآخر تلك السلوكيات الجديدة على سبيل المثال لا الحصر الموقف المصري الذي رفض وفرض على الكيان الإسرائيلي عدم استقبال وزير خارجية كيانهم"ليبرمان" وما حدث مؤخرا من منع مصر للطيران الحربي الإسرائيلي اختراق الأجواء المصرية حتى عند حدود طابا الذي تدعي إسرائيل أن هذا مسموح في اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، بل ورفض الطلب الإسرائيلي منع السفن الإيرانية المتوجهة إلى غزة من عبور قناة السويس، لم تأتي هذه المستجدات جزافا بل في موازاة ومناخ المتغيرات الإقليمية والدولية وعدم الظهور بمظهر الذي يقف في صف العدو وهذا سلوك مصري وأردني يجب تشجيعه والدفع به إلى موقف عملي متقدم في مواجهة العدوان والغطرسة الصهيونية.




وربما هذا ما يفسر اختراق حاجز العقلانية والهستيريا الدامية الذي أطلقها الصهيوني المندحر"أزنار" رئيس وزراء اسبانيا الأسبق الذي فاق من غيبوبته السياسية، ليفجر قنبلة الحقد والكراهية التقليدية وعداء الغرب للعرب والمسلمين ليقول محذرا الغرب"بان انهيار إسرائيل يعني انهيار الغرب" وعاد لاسطوانة إحياء عصر السادة والعبيد كما تتوهمها الحضارة الغربية، ليصرخ محذرا الغرب من سلوك انتقاد وتأنيب وعقاب الكيان الإسرائيلي بما يدعو للاستهجان من هذا الجنون اللا أخلاقي، كفزاعة غربية حاقدة تقول على الغرب أن يرسخ أقدام الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي لتامين مصالح الغرب، وعدم السماح بالتفرد العربي والإقليمي بالكيان الإسرائيلي، بل ماصدر مؤخرا وبعد جريمة العدوان البربري على أسطول الحرية واحتجاج تركيا وتخفيض العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، ليصرخ بعض النواب الأمريكان الصهاينة محذرين ومهددين تركيا بقطع العلاقات الأمريكية الأمريكية، وتشجيع صوت المعارضة التركية التي لا تقبل الانغماس في صراع ليست تركيا طرف فيه بل أن يعظهم رغم انتقاده للسلوك الإسرائيلي إلا انه وصف عمليات المقاومة عندما توقع قتلى من المغتصبين بالإرهاب مؤخرا، بما يفيد أن المعادلة آخذة في التغير في غير صالح الثوابت العدوانية الصهيونية.






اعتقد أن مرحلة اللاسلام واللاحرب آخذة في التلاشي، ويبدو إن لم تقبل إسرائيل بفرص السلام الشامل والعادل وتضيعها بمماطلتها التاريخية المعهودة، ستفرض الحرب عليها ولا أقول هنا أنني أتوقع أن تنتزع أي دولة أو أي جهة خاصية المبادرة الدموية من يد أصحابها الصهاينة البادئين دائما بالضربات الدموية العدوانية الأولى، بل تلك المتغيرات وتراكمها وانتقاد الغرب بصورة صارخة لعدوان ما عاد من المفيد السكوت عنه وضرب عرض الحائط بكل الجهود الغربية للتسوية المنقوصة والتي هي أصلا في صالح الكيان الإسرائيلي وخشية الكيان الإسرائيلي من الفتور الأمريكي في رفع العصا التاريخية بوجه من ينتقدون ويهددون الكيان العدواني الصهيوني، والخشية من معترك القانون الدولي الذي يتم استنهاضه بان لا يتحمس البيت الأسود بالدفاع عن المصالح الإستراتيجية الصهيونية القائمة على الاستيطان والاحتلال والعدوان، مما شجع الدول الأوروبية ليس للسماح بالإفلات من تبعية الفلك الأمريكي فقط بل للضغط على أمريكيا كي تلجم عدوان ربيبتها الصهيونية، ولا أريد التطرق هنا للسلوك الأوروبي والغربي الذي يشير لتلك المتغيرات بعد جريمة اغتيال "المبحوح" على أيدي الموساد الدموية بواسطة جوازات سفر أوروبية، إنما أردت الإشارة إلى أن تلك المتغيرات حتما تحدد موقع الكيان الإسرائيلي بوضوح على مفترق طرق، مما سيدفع هذا الكيان لأحد الخيارين لاثالث لهما" الحرب أو السلام" ورغم أن الإدارة الأمريكية ومعظم حلف شمال الأطلسي من حلفائها يتجهون صوب تقديم فرص السلام والتسوية وإعادة صياغة خارطة الشرق الأوسط سياسيا، إلا أنني اعتقد بان المكابرة والصلف والخبث والخداع الصهيوني الذي يجد نفسه وقد تغيرت ثوابت المعادلة سيتجه بجنون وفي لحظة الصفر صوب حرب مدمرة ليس بقصد الانتحار بل بقصد تغيير واستعادة الثوابت القديمة كما صرخ بها الصهيوني الاسباني"أزنار" ليجبر الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية مرغمة على خيار خوض المعركة عسكريا وسياسيا واقتصاديا إلى جانب الكيان الصهيوني كمقدمة لإعادة ترتيب الأوراق بمعادلة يستعيد فيها الكيان الصهيوني المترهل نفوذه وهيبته المحطمة وهذا ما أرجحه في المستقبل القريب المنظور فالوضع والمتغيرات لن تسعف الكيان الإسرائيلي " بخياره النووي الأخير" والذي يتعرض حاليا لتلك المتغيرات وطلب التفتيش والرقابة، كي يماطل بأيدلوجية اللاحرب واللاسلم مع استمرار الاحتلال والعدوان، ولا أقول أن سفن كسر الحصار ستكون سبب اندلاع شرارة الحرب ولكن ربما ستختار إسرائيل بعدما تدعي بان المعابر مفتوحة وتخدع الغرب عندما تطلب منهم الإشراف على دخول جميع متطلبات ومستلزمات الحياة لمليون ونصف مواطن في قطاع غزة، وان السفن القادمة هي عدوان سيجبرهم على ردعه خاصة من إيران حيث ستكون الثغرة التي يتسرب منها الخبث والخداع الإسرائيلي ، وحيث الخداع الصهيوني الذي يحاول أن يضع التنافس الإيراني التركي لامتلاك مفاتيح التوتر والاستقرار في المنطقة بأنه خطر على الغرب ومصالحه وحاجتهم للذراع العسكري والقاعدة الصهيونية التاريخية لتامين مصالح الغرب من جديد كما ينادي الحاقد" أزنار"، الخلاصة أن الأمور قد تغيرت والمعادلة قد تفككت وبحاجة إلى إعادة صياغة أو تجميع وهذا يجعل الكرة في الملعب الإسرائيلي في منعطف لامناص منه وفي المستقبل المنظور حرب أو سلام، وستشهد الأشهر القليلة القادمة على اقل تقدير إرهاصات عنوان المرحلة المقبلة قبل أن تدخل تركيا في تعقيدات الصراع وتجرأ الدول العربية على حراك قد يفرض عليها لا احد يستطيع التنبؤ بمساره، ولكن في المحصلة أقول إن لم تقبل إسرائيل بفرض السلام فإنها ستفرض الحرب التي تفرض عليها كخيار تداعيات المتغيرات والحراك الغربي العربي الإقليمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب