الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماسرة دكاكين الصحافة العراقية ..!!

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 6 / 18
كتابات ساخرة




ربما يستغرب البعض من الزملاء من اختيار هذا العنوان الاستفزازي الفنتازي ، لكن عذري إن الواقع الذي آلت إليه الصحافة اليوم حرفة ومهنة لا يمكن وصفها بكلمات اعتيادية ووصفات بلاغية أو مجازية ، لان المشهد أصبح مخيفا ولا نستطيع إن نعبر عنه إلا بالصراخ والكلمات المفخخة والجمل المتفجرة ، لان الكلمة هي وسيلتنا وليس الوسائل الأخرى التي يستخدمها القتلة .

العجيب إن يصفون الصحافة بأنها السلطة الرابعة وإنها مهنة ورسالة وانتزعوا من المعلم قدسيته ورسالته وأصبحوا يرددون قم للصحفي وفيه التبجيلا كاد الصحفي إن يكون رسولا ، فشتان مابين الرسول وبعض ما نراه اليوم من نماذج ما انزل الله بها من سلطان التي دنست رسالة الصحافة وجعلتها اقرب الى السخافة .

فالجسد الصحفي يضخم بدرجة كبيرة مثل بيروت كما يرى شاعرنا الكبير مظفر النواب حين قال تكرشت بيروت فعادت بلا رقبة ، فنحن أصبحنا نرى من هب ودب رئيسا للتحرير أو رئيسا لمنظمة تدافع عن حقوق وحريات الصحفيين ورحمة الله على المونولوجست عزيز علي الذي قال ( عشنا وشفنا وبعد نشوف قرينا الممحي والمكشوف ) .

فما الذي سنقرؤه ونراه بعد أكثر من ذلك في هذه الصورة المثيرة لبعض الذين سموا أنفسهم صحفيين وتحولوا إلى لصوص ومختلسين وأئمة للفساد من خلال رئاستهم لمافيا داخل الوزارات والمكاتب الأعلى منها والادني يمارسون من خلالها السمسرة بكل معانيها وإبرام الصفقات والضحك على ذقون الوزراء والنواب والحصول على تواقيعهم والتي يتم من خلالها نهب المال العام وانتهاك الحرمات وترأس الصحف و المنظمات وجعلوا من أنفسهم أسيادا على الشرفاء في هذا الزمان اللعين .

كنا في الأمس القريب نعيب على زمرة صدام كيف أنها اغتنت بعد فقر مدقع وأصبحوا من قوم حفاة إلى أسياد يلعبون بالملايين فما أشبه اليوم بالبارحة ، فحفاة اليوم أصبحوا يلعبون بالمليارات بدل الملايين ويتقاسمون الوزارات فيما بينهم وكأنها قطعان من الماشية ، كل واحد يأخذ نصيبه أو غنيمة من حرب لم يشهدوها بل حصدوا انتصاراتها ولولا عرابهم الأمريكي لكانوا حتى هذه الساعة يتسولون على أبواب الأمم المتحدة ودكاكين المخابرات الدولية .

هؤلاء كانوا لقمة سائغة سهلة الابتلاع في أشخاص امتهنوا الصحافة وسيلة لحلب الآخرين خاصة الجهلة الذين وجدوا أنفسهم وزراء أو من الذين ينهبون المليارات ويقررون القرارات ، واللعبة بسيطة جدا فهي لا تحتاج سوى إن ترمي القناع وتلبس قناع جديد ، فتخلوا عن قناع زمن الدكتاتورية وارتدوا قناع الدفاع عن الحريات وحقوق الصحفيين ، ولا نستغرب إن بعضهم الآن منظم إعلاميا لهذا المجلس أو تلك الكتلة ويتحدث باسم الوطن والعراق والوطنية والشرف والنزاهة .

.. وحقيقة الأمر إن هؤلاء ليس سوى ( حوسمجية ) استخدموا الصحافة والإعلام وسيلة للتكسب واختراق الحكومة بل وتضليل الرأي العام بأعلى المستويات ولا تعجب إن تجد صعلوكا يدير منظمة تجلب الملايين من الدولارات ويتعامل على صعيد الدول والسفارات ، فلكل شيء له ثمن والعالم ليست أكثر نزاهة منا فكل الأمور تأتي استنادا إلى نظرية ( شيلني واشيلك ) وبعد هذه النظرية صار من المضحك المبكي الحديث عن صحافة أو مواثيق شرف .


وأخيرا لم يعد غريبا إن نجد أميا رئيسا للتحرير أو مديرا لأكبر تجمع للإعلاميين أو يصبح ذباحا أو صعلوكا نبيا لحرية التعبير ونرى (سمسيرا ) أكثر الناس تحدثا عن شرف المهنة ولصا يناضل من اجل حرية وحقوق الصحفيين فالأمر على ما يبدوا وفي ظل الفوضى الخلاقة ينطبق عليه المثل الشعبي (من هل المال حمل جمال ) .

والمضحك المبكي إن لا تستغرب عندما تجد طابورا من الرجال يصطفون على احد الأبواب أو الشبابيك وإمام احد دكاكين ما يسمى بالاتحادات الصحفية أو الإعلامية وجميعهم لا لهم علاقة لا من قريب أو بعيد بمهنة الصحافة سوى شرائهم هويات تم إصدارها لهم بمبلغ بخس كتب عليها إعلامي أو منسق أو عضو عامل فتخيلوا في أي منحدر سقط هؤلاء الذين لم يراعوا ما يمر به العراق من ويلات ، وتناسوا إن هذه الهويات ستكون في متناول قوى الإرهاب يوما ما .. حينها ماذا سيفعلون إمام المادة 4 إرهاب أو المادة 56 من النصب والاحتيال وبموجب القانون ، إذن هي دعوة لجميع الجهات الأمنية لطرح موضوع الهويات الصحفية على طاولة البحث ومحاسبة هؤلاء الطارئين .

و في الختام نقول إن الكرة الآن في مرمى نقابة الصحفيين العراقيين وعليها الآن مهمة كبيرة ورثتها نتيجة التغيير الذي حصل بعد 2003 ، ولكن الكل يعلم إن الزميل مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين لا يملك عصا موسى السحرية ليزيح جميع الطارئين والطارئات على مهنة صاحبة الجلالة وكذلك المنظمات الوهمية والشبحية الإعلامية التي يسرق أصحابها الصعاليك أموال عوائل شهداء الصحافة والمليارات التي رصدت من قبل المنظمات العالمية لتطوير واقع الصحافة والإعلام في العراق ، ولكن المهمة يجب إن تكون مشتركة بين النقابة والمؤسسات الأخرى مثل هيئة النزاهة ودائرة المنظمات الغير حكومية في مجلس الوزراء وهمة الصحفيين العراقيين .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس