الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 6 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


منذ اعتراض القوات الإسرائيلية لأسطول قافلة الحرية في عرض البحر المتوسط ، والأنباء تتوالى تباعاً حول اهتزاز صورتها العامة ، سواء في الداخل الإسرائيلي على مستوى الأحزاب اليسارية ، أو في الخارج أمام الرأي العام الدولي وأمام الطوائف اليهودية في شتى أصقاع المعمورة .
فهل حقاً اهتزت صورة إسرائيل إزاء ما حدث في عرض المياه الدولية على خلفية محاولة الناشطين العرب والمتضامنين الأجانب كسر الحصار المفروض على قطاع غزة ، منذ اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل أربعة أعوام ؟.
قد تكون الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ، أحرجت نفسها والمجتمع الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي ، إزاء تصرف جنودها الفج مع المتضامنين ، لكنها وبكل الأحوال ، لم تشعر قط أن صورتها الداخلية ولا الخارجية اهتزت في أنظار العالم ، خصوصاً وأنها تعتبر نفسها في حالة حرب مفتوحة مع خصومها داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها .
والدليل الأبرز على ذلك ، شروعها في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح أثناء إقامته في دبي ، وقد بررت ذلك أمام الدول الغربية التي زورت جوازات سفر مواطنيها لتسهيل تنفيذ عملية الاغتيال وطمس آثارها ، بأن حربها المباشرة مع خصومها التقليدين تقتضي استباحة كل المحظورات ، كما فعلت ذلك أيضاً في عين الصاحب ، حينما أغار طيرانها الحربي على مركز عسكري للفصائل الفلسطينية يقع في شمال العاصمة السورية دمشق قبل سبعة أعوام .
إذن ، الصورة العامة لإسرائيل ، لا تهزها عملية عسكرية خاطئة ينفذها أحد جنودها ، كما لا تهزها العمليات العسكرية المضادة التي يشنها خصومها وتستهدف معسكراتها أو جنودها وقادتها ، إنما ما يهز صورتها ، إدانتها المباشرة في مجلس الأمن الدولي وبإجماع تام من أعضائه الدائمين على خلفية انتهاكها لقراراته المتعلقة بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 1967 أو ما يتعلق بتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين ، وغير ذلك يبقى مجرد تفاصيل عابرة وأوهام تمني النفس في تحقيقها ، لكن من دون أن يكون لها وجود على أرض الواقع .
فمعنى أن تدان إسرائيل في مجلس الأمن الدولي ، يعني أنها فوق القانون الدولي ، ويعني أيضاً أن الولايات المتحدة الأميركية في حالة تخلٍ عنها ، وعندما تتخلى عنها ، يعني أنها تخلت عن مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط أو في النصف الثاني من الكرة الأرضية ، وهذا يستحيل تصوره في عقيدة الإستراتيجية الأميركية .
لهذا كله ، فإن الحروب والمواجهات ، باعتبارهما جزء من النفسية الإسرائيلية ، فإنهما لا يؤثران البتة على صورتها العامة ، لكونها في حالة اعتياد دائم عليهما .
أما ما يؤثر على صورتها ، نظرة مجتمعها من الداخل ، نظرة ناقدة قد تصل إلى ما بعد حدود جلد الذات ، ونظرة المجتمع الدولي إليها من زاوية إدانتها لا معاتبتها .
ولأنها ليست عرضة للإدانة ، بحكم موازين القوى التي تميل لصالحها ، فهذا يعني أن صورتها بخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل واقعي وموضوعي
ضياء ( 2010 / 6 / 19 - 10:07 )
تحليل منطقي بدون التهور العاطفي الذي تتسم به مقالات معظم كتاب الموقع.

تقديري وتحياتي.


2 - سيدي الكاتب الرائع
زينب الصياد ( 2010 / 6 / 19 - 10:54 )
انا معك في ان موضوع العدوان على قافلة الحرية لم يجعل صورة اسرائيل تهتز وذلك لانها في الاصل مهتزة وسوداء واكيد ان صبغ السواد بالاسود نوع من العبث
المجتمع الدولي يعرف ماهية اسرائيل اما ان يكونوا هم لا يعرفون فهذه مشكلتهم
تحياتي لك استاذي الفاضل

اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات