الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسيه والدين

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 6 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اذا كان ماركس بظريته العلميه البحته قد اعلن انتهاء الفلسفه , حيث جميع العلوم عبر التاريخ تم تطويرها باستخدام العقلانيه, واكتشف النظريه الماركسيه القائمه على الماديه والحركيه الديالاكتيكيه , والتي هي نتاج لتطور فكري انساني , ولو ان ماركس لم يكتشف هذه النظريه لاكتشفها عالم اخر.

وقد نجحت الماركسيه نجاحا باهرا بتفسير التطور التاريخي والفكري للانسان منذ تميز الانسان عن باقي الحيوانت الى يومنا هذا
وما التفسيرات العلميه القائمه على اساس التجريب الا انعكاس للماديه في الفكر وصولا الى تفسيرات للظواهر الكونيه, فانت عندما تقوم باجراء تجربه فخبريه لتفسير ظاهره طبيعيه معينه , تتبع الاسلوب العلمي القائم الملاحظه( انعكاس الظاهره في الفكر) ثم التجريب ثم تعميم النتائج , وهذا هو نفسه النظريه الديالاكتيه.

النظريه الماركسيه لا تؤمن بما هو غير محسوس او ميتافيزيقي , ولذلك فسرت الاديان بناءا على مراحل تطور فكري مادي للانسان واعتبرت مراحل نشوء الاديان اعلى مراتب التطور الفكري في زمانها .
فسرت الاديان على اسس طبقيه وبرجوازيه تارتا كما في الديانات الثلاث , وتارتا على اسس عدم فهم الانسان لما يدور حوله منذ اختلافه وتميزه عن باقي الحيوانات , ولذلك اعتبرت في هذا السياق الدين هو البحث عن الذات او ذات الانسان الضائعه . , وتنبئت بتلاشي الاديان عندما يسيطر الانسان بالمطلق على جوانب المعرفة كاملتا , عندها يكتشف ذاته , فلا يعود هناك حاجه للدين .

وفي التجربه السوفيتيه حربت الشيوعيه الدين وقطعت الروابط بين الاديان ومرجعياتها مثل مكه, الفاتيكان وغيرهما , الا ان الدين بقي موجودا بعد انتهاء التجربه السوفيتيه رغم طول المده , مما يدلل على ان الاسباب والاسس الماديه لبقاء الاديان ما زالت قائمه .

يمكن اعتبار اغتراب الانسان عن ذاته , وروحية روحه هي العباره البسيطه كاساس مادي لبقاء الدين , وكذلك يمكن اعتبار استخدام الدين في الصراعات الطبقيه والراسماليه وتوظيفه لهذا الغرض ايضا من الاسس الماديه لبقاء الدين , ولكن تبقى الارضيه الاساسيه هي القاعده التى يتم استغلالها, ولا عجب في هذا السياق ان نسمع من زعيم اكبر دولة متقدمه في العالم ان يقول في حرب العراق : انني انفذ ارادة الرب.

ان الماركسيه تنبهت لخطورة الاديان , خصوصا عندما يتعلق الامر بسيادة دين على اخر, لذا لم تنكر الماركسيه حرية الاعتقاد باي دين او معتقد او الحاد , مادام في خصوصيته الفرديه , ومن منطلق تقافة البوليتاريا التي غالبا ما كانت افرادها ذوي نزعات دينيه , فهي تعلم ان نضال البوليتاريا سيقود الى التطور الفكري حتما , لكن في الوقت نفسه قطعت كل المعونات الحكوميه الماليه وصادرت كل الممتلكات الخاصه بالمؤسسات والمدارس الدينيه , ولكنها لم تنكر الاعتقاد الشخصي باي دين , ودعت الى المواطنه الصحيحه حتى تم حذف الديانه من الوثائق الرسميه .

الاديان ما زالت موجوده و بقوه في المجتمعات المتقدمه والتي بلغت من العلم ما لم تبلغه باقي الدول , وهي موجوده ليست فقط كمعتقد شخصي , وانما موجوده ككيانات ومؤسسات مزدهره لها حضورها وتاثيرها .
هنا يمكن فهم الظاهره باسلوبين:

الاول ان الدين في هذه الحاله ذو نزعه برجوازيه استعماريه , بمعنس استخدام الدين كحالة في تبرير الحروب واستعمار الشعوب , وهو ما حدث ويحدث باستمرار عبر التاريخ حتى الحاضر , وما الادعاء بيهوديه اسرائيل الا مثال على ذلك ووعد الرب , ولا يبتعد الموضوع كثيرا عن ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب , ولو كانت مناطق الثروات في العالم ذات ديانه بوذيه , ربما شهدنا ظاهرة بوذيفوبيا ايضا , فالدين في هذه الحاله حالة حرب يبرر الصراعات الطبيقيه والاستعماريه .

اما الثاني فهو القاعده الاساسيه لمنطلق الاديان وتداعياتها وهو عجز الانسان فهم الذات والاغتراب الروحي , التى تتراجع كلما حقق الانسان انتصارا على الطبيعه وفهم ظواهرها باستمرار, وصولا ان الاديان ستنتهي من حياة الناس عندما يوما ما يثبت الانسان بالدليل القاطع قصة الخلق ونشوء الكون أي عندما يثبت عدم وجود الاله بالدليل القطعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جيد ولكن
على طاهر محمد ( 2010 / 6 / 19 - 08:37 )
الاسس الماديه غير مقنعه


2 - مقال ممتاز
amir ( 2010 / 6 / 19 - 09:05 )
تطرقت فيه الى استخدام الاديان في الانظمه الاستعماريه
ومصلحة هذه الانظمه من وجود الاديان


3 - الأخطاء الإملائية
فؤاد النمري ( 2010 / 6 / 19 - 09:33 )
الأفكار الجيدة يجب أن يتم التعبير عنها بكتابة سليمة على الأقل
الرجاء من الرفيق آدم مراجعة الأخطاء الإملائية أكثر من مرة كيلا تكون كثيرة فيفقد الموضوع رونقه


4 - الأخطاء الإملائية
فؤاد النمري ( 2010 / 6 / 19 - 09:33 )
الأفكار الجيدة يجب أن يتم التعبير عنها بكتابة سليمة على الأقل
الرجاء من الرفيق آدم مراجعة الأخطاء الإملائية أكثر من مرة كيلا تكون كثيرة فيفقد الموضوع رونقه


5 - الدين هو وسيلة السلطةالديكتاتورية
عهد صوفان ( 2010 / 6 / 19 - 10:53 )
أخي آدم تحية لك
يسعدني ان اعلق على مقال جميل يبحث موضوعا حياتيا نعيشه. والفكرة التي احببت ان اقولها هي ان الدين بقي مستمرا وبقوة حتى داخل المجتمعات الماركسية لأن الدين هو وسيلة السلطةالديكتاتورية فما دامت السلطة الديكتاتورية قائمة فالدين قائم حتما. الدين يقدم للسلطان الجائر مشروعية البقاء والنهب والتحكم وامتلاك البلاد والعباد فكيف لا يحمي هذا السلطان هكذا دين؟؟ اضف الى ذلك ان الدين قائم على الإيمان بالغيب وعلى تقديس الذات الإلهية وذات الحاكم وذات الوزير وووو. لقد حدث اتفاق شبه تام بين مؤسسة النظام و مؤسسة الدين لاقتسام السلطة والوجاهة والمال فخدروا العقول وزرعوا الوهم في النفوس فتحول الشعب الى قطيع لا يعي ما حوله. صار الجميع عبيدا في هذه الدول. نحن عبيد للمال وعبيد للسلطة وعبيد للجامع والكنيسة. والعبيد لا يملكون قوة التغيير. لأجل ذلك بقي الدين وسيبقى إلى أن يحدث التغيير ويعلم الشعب انه مسلوب ومسحوق ومظلوم أحييك


6 - منتديات إسلامية وأخري ماركسية
العقل زينة ( 2010 / 6 / 19 - 13:33 )
الدين_وأي إيدولوجية إقتصادية أو سياسية أو.._ أراه مؤسسة أو جمعية أو نادي لممارسة رياضة روحية _كاليوجا مثلا لتوضيح الفكرة_ولكن تلك الرياضة أو اللعبة أو التجمع القائمون عليه يستنبطون أو يعتمدون أو ينقلون جزء من عادات وتقاليد وممارسات مجتمعاتهم أو تجمعاتهم القائمة علي مصالح مشتركة سيان كانت عائلية أو تجارية وعندما كانت وسائل نقل المعلومة بدائية كانت العقيدة الواحدة تختلف إختلافات تكاد تكون جوهرية ونتج عن ذلك تعدد المذاهب والنحل وتنوعت طرق ممارسة وتطبيق تلك العقائد ولكن وفي عصر الثورات وخاصة ثورة المعلومات تمكنت جماعة بثقلها الإقتصادي من غزو العقول الخامدة وخاصة بالبلدان ذات النزعة الأرثوذكسية والتي تمثلت خاصة بالبلدان العربية والإسلامية وروسيا _ودول البلقان المسيحية الأرثوذكسيية في الوقوع إما بقبضة السلفية الدينية أو الجمود الإيدولوجي الشيوعي والخلاصة أنه لا فرق ما بين الناديين سوي أن الماركسية كانت محاطة بدول الفكر والإقتصاد الحر مما ساعدها علي محاولة إثبات الوجود تكنولوجيا وإقتصاديا ولولا ثورة المعلومات وتأثير دول الجوار لكانت شعوب دول إيدولوجية ماركس أتعس حالا من العرب


7 - القراء الاعزاء
ادم عربي ( 2010 / 6 / 19 - 20:03 )
سيد علي طاهر محمد شكرا لمرورك واعتقد ان الاسس الماديه في نشوء وتطور الاديان اصبحت من البديهيات
السيد امير اتفق معك فيما تقول
الرفيق النمري عذرا على الاخطاء الاملائيه غير المقصوده وشكرا لمرورك الكريم
السيد عهد صوفان الدين هو الحرب واستخدمته الامبرياليه العالميه وما زالت تستخدمه شكرا لمرورك الكريم
العقل زينه وبالفعل شكرا لمرورك الكريم اعتقد هذه الدول التي تتحدث عنها هي من تريد اسقاط العالم كله افي قبضه الاسلاميين تحت شعار نهب الثروات والغايه تبرر الوسيله اما عن الاقتصاد الذي تتغنى به فاليوم اقتصاد سوريا افضل حالا من اقتصاد امريكا واعتقد ان العالم كله اليوم مستعمره صينيه


8 - انهم يخدعون الناس اليس كذلك؟
ايار ( 2010 / 6 / 20 - 16:16 )
مصيبة الماركسية انها تفند وبشكل علمي اكذوبة حاجة الانسان للدين وتثبت للانسان ان الدين الحقيقي يجب ان يكون حب اخيه الانسان وفهمه والعمل على التعايش المشترك والفهم للاخر وهذه تعتبر كارثة للعقول الجاهلة خصوصا اللتي نمت وترعرعت في اجواء النظام والففكر الالهي وربما على قاعدة ان الناس اعداء مايجهلون
في الجانب الاخر تجد ان الراسمالية كفكر تعرف جيدا وايضا على اساس علمي راسخ بان الدين وهم واكذوبة ولكنهم يعملون جاهدين على اخفاء هذا الامر عن الجمهور بل والتظاهر عكس ذلك لو تطلب الامر فتراهم يحرصون على اظهار التدين ودعم المتدينيين كسبا منهم للجمهور اللذي تحكمه وللاسف عقلية متخلفة لهذا السبب يزول الاستغراب عندما ترى ايمانهم على عملتهم الورقية وكذلك التذكير بانهم يلعبون دور المخلص والمنفذ للارادة الالهية كما سمعنا مرارا وتكرارا وكلنا يعرف ماهو دورهم في اعادة الاسلام السياسي الى الحياة ودابهم على ترسيخ وجوده بين شعوب المنطقة
ختاما اعتقد ان من اولويات اليسار عموما في هذه المرحلة هو ايجاد الية للفهم المشترك مع التيارات الدينية المتنورة واشدد على المتنورين وحسب
شكرا للسيد كاتب المقال


9 - للمسألة ضرورة
عبدالفتاح بيضاب ( 2010 / 6 / 20 - 21:06 )



القدير عربى
كون التعليق السريع وفى هذا الحيز بضيقه فيه استسهال للموضوع رغم ضرورته القصوى فىالتاريخ الراهن وفيه بانت صدقية الماركسية بأن الدين يمكن استخدامه كغطاء لاستغلال وقهر الانسان لاخيه الانسان ؛على كل حال؛يحمدان ادم فتح كوة فىنفق لا بد من اضاءة حوله تحيةوسلام:

اخر الافلام

.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة


.. الشرطة الإسرائيلية تستخدم مضخات الماء لتفريق متظاهرين طالبوا




.. بريطانيا.. الحكومة الجديدة تعقد أول اجتماع لها عقب الانتصار


.. اللغة والشعرعند هايدجر - د. دعاء خليل علي.




.. مواجهات في تل أبيب بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون