الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر وفشة خلق (2)

أحمد بسمار

2010 / 6 / 19
سيرة ذاتية


في بداية تعليمي الابتدائي, كنت أحب اللغة والكتابة, حيث كنت تلميذا في مدرسة فرنسية, كانت المواد كلها باللغة الفرنسية. واعتبارا من سن العاشرة بدأنا نتعلم اللغة العربية, كلغة ثانية أو ثالثة, لمدة ساعتين في الأسبوع الدراسي كله. وكان مدرس هذه المادة راهب لبناني يعبد اللغة العربية. وهو الذي علمني احترام الكلمة ومداها ومعانيها وتأثيرها. ولهذا ورغم غربتي وقلة استعمالي لها, أحاول احترام استعمالها,بالرغم أن غالب الكتاب اليوم يمزقون قواعدها الأصلية, وأصبحت الأغاني (الشعبية) الدارجة هي المساهم الأول في اضمحلالها وموتها (شوف الواوا)!...
عرفت شخصيا الكثير من شعرائها ورددت قصائدهم أكثر من الصلاة, لأنني احترمت هذه اللغة الجميلة الرائعة, التي بقيت رغم الأعاصير الهمجية الفكرية التي اجتاحتنا من مئات السنين, وتجتاحنا اليوم, الجوهرة الوحيدة في أوهام تراثنا...
وكل ما تبقى رماد رماد, رغم محاولة القليل النادر من المفكرين المحافظة على أشكال مقتبسة منقولة من حضارات مختلفة.
مزجت جمال هذه اللغة مع كل الألوان الجمالية التي أحسستها وتذوقتها في هذه المدينة الفرنسية التي تبنتني وحضنتني من زمن طويل وعلمتني أصول الطعم والخمر الجيد ونغمة الكلمة وصدقها والحب والصداقة. وخاصة عمق السياسة وتأثير الكلمة فيها وديمومة بقائها والأمل الذي تتركه عند من يقرأ ويحلل ويفهم.. هنا تعلمت أن للكلمة معنى ومغزى وأصول وإمكانات شتى في بناء الصداقات بين المعتقدات والأفكار المختلفة.. وخاصة احترام الآخر.. هنا تعلمت أن جملة لفولتير تبقى أصدق من كل الديانات العتيقة التي مزقت ولا زالت تمزق البشر. وأننا باحترامنا للرأي الآخر رغم اختلافه الفكري والمعتقدي, احترام لنا. وأننا مهما اختلفنا, يمكننا أن نجد كلمة نتوافق عليها وتجمعنا.. وأن الكراهية واحتقار الآخر سرطان ينخر كل الأسس الإنسانية وحضاراتها.. ولهذا أتساءل لماذا لم يبق عندنا إبداع ولا حضارة؟؟؟ لأن رجال الدين ودياناتنا علمتنا, حتى عندما كنا في قعر حفرات الانحدار, أننا أفضل أمة في الأرض. أفضل أمة في الأرض؟؟؟ لماذا.. لماذا... وهل تساءلنا مرة واحدة وبصدق داخلي حقيقي كامل؟ لماذا نحن أفضل أمة في الأرض؟؟؟ عندما نجد الجواب.. عندما نعرف الجواب.. عندما نحلل ما وجدنا ونقنع به.. نبدأ يقظتنا. تبدأ مسيرتنا إلى المعرفة والنور.. ونستطيع بناء جسور جديدة نحو الآخر.. ونلتقي مع البشر والإنسانية... وحتى نلتقي.. لكم جميعا محبتي وأطيب تحياتي المهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح جميل
مرثا ( 2010 / 6 / 19 - 09:09 )
سلام لك أخي احمد
أحب انسانية الإنسان وسمو فكره
وهذا ما قرأته في مقالك الصغير الكبير
تقديري واحترامي


2 - سيدي العزيز
سليم ( 2010 / 6 / 19 - 10:44 )
نعم خير امه
ولكن ليس لاننا شعب الله المختار بل اذا تحققت الشروط الثلاثه الوارده في الايه
تؤمنون بالله
وتامرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر
هاهو مقالك الثاني وها هي نبوئتي التي قلتها في مقالك السابق تتحقق


3 - رد بسيط للمعلق سليم
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 19 - 11:32 )
يا سيد سليم, حتى أجد أمرا بسيطا وكلمة مفهومة, نقبلها أنت وأنا.. اعطني مثلا تاريخيا في الماضي وخاصة في الحاضر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, يجعلنا جميعا أفضل أمة في الأرض.. أفضل من جميع البشر الذين تؤمن أنت أن الله خلقهم جميعهم متساويين... وحتى نـلـتـقـي...لك مني تحية مهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


4 - الإله والصنم وخير أمة
العقل زينة ( 2010 / 6 / 19 - 12:37 )
المشكل أننا حطمنا شواهد الأصنام ولم تعد لها وجود مادي في وطننا وحياتنا ولكننا نتوسل ونبتهل ونصلي و نحتفظ وندافع بشراسة عن أصنام وهمية تسيطر علي كل فكرنا


5 - الرجاء معاودة الكتابة
قاريء ( 2010 / 6 / 19 - 20:51 )
شكراً جزيلاً أستاذ أحمد
كانت المقالة ملائمة تماماً لكي أحضر قدح قهوة ممتاز ثم أعود لقارءتها مجدداً. أمثالك يجب أن يداوموا على الكتابة ومبرك عليهم خير أمة. هل هم محقون عندما يقولون خير أمة ؟ أعني هل يقصدون هذا الكلام فعلاً ؟ يقول توفيق الحكيم: ما فائدة نور العقل في مملكة كلها مجانين ؟!
تحياتي لك


6 - أين تعليقي ؟
رعد الحافظ ( 2010 / 6 / 20 - 10:26 )
للأسف لم يظهر تعليقي الطويل الذي كتبته أمس , إعجاباً بمقال الصديق الرائع أحمد بسمار
على كلٍ , هو خالي كعادتي من أي شتيمة لأي طرف
فقط رويت قصة حقيقية طريفة لأثنتين من المحجبات جئن الى المنتزة أمام شقتي لإلتقاط صور
فنزعت إحداهن الكثير ممّا تلبس حتى أصبح منظرها مضحك مقارنة مع ما كانت ترتديه
وذكرت صديقنا أحمد أن تتحول كنيتهِ مستقبلاً بفعل تزايد هؤلاء وإحتلالهم لكل شيء
الى مواطن من بلاد الحرية / القليلة الباقية ..... بدل الواسعة / سابقاً
تحياتي للكاتب الرائع والجميع


7 - رد إلى السيد رعد الحافظ
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 20 - 11:02 )
يا صديقي البعيد القريب الذي لا أعرفه...
بلاد الحرية الواسعة, موجودة في مشاعري, في فكري, في حياتي وكلامي وأحاسيسي. اخترتها بعد رحلة ومشاق أليمة طويلة, هيمنت على طفولتي وشبابي. وما من قوة تنتزع بلاد الحرية الواسعة من إيماني وتصميمي وكتابتي, حتى الموت... صحيح.. صحيح أن هذا المجال يضيق قي العالم كله يوما عن يوم.. وتختنق الكلمة أكثر وأكثر. لكن الفكر الــحــر لن تستطيع الأديان ولا السلطات الجائرة أن تقتله إلى الأبد, طالما تبقى امرأة واحدة أو يبقى رجل واحد في العالم.. يكتب كلمة : حــريــة!!!
ولك مني أصدق تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. بايدن وترامب وجها لوجه | #أميركا_اليوم


.. منذ 7 أكتوبر.. أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5




.. السباق إلى البيت الأبيض | #غرفة_الأخبار


.. بدء الصمت الانتخابي في إيران.. 4 مرشحين يتنافسون على منصب ال




.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات استمرار احتجاجات كينيا رغم تراجع ا