الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آن الأوان ياشعب العراق لتستعيد امجادك

يوسف ألو

2010 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



المعروف عن شعب العراق بانه الشعب الثائر ضد الظلم والتسلط والطغيان والأستغلال وكانت بوادر هذه الحالة الوطنية النادرة قد لاحت منذ الحتلال البريطاني للعراق ابان الحرب العالمية الأولى وما بعدها حيث كان الرفض والأستياء الشعبي واضحا من خلال الممارسات الجماهيرية الشعبية ضد المحتلين والتي بدأت من خلال اعمال بسيطة كقذف جنود الأحتلال بالطماطة والبيض وقشور الرقي وتطور للتظاهر واالأعتصام في الشوارع والساحات العامة وكانت ثورة العشرين قمة الغضب الذي اظهره شعبنا في تلك الحقبة المظلمة واثبتت بشكل لايقبل الشك بان شعبنا قادر على تقرير مصيره بنفسه وانه بامكانه الوقوف بحزم بوجه المحتل والمعتدي وكل من يحاول سلب حريته وارادته ونهب ثرواته والمساس بنيته الأقتصادية والأجتماعية وكانت نتائج ثورة العشرين مثلجة للصدور حيث حققت اهدافها المرجوة وتوالت المظاهرات والانتفاضات الشعبية العارمة بعد انسحاب المحتل الذي كانت مخلفاته حكومات استعمارية موالية للأحتلال البريطاني والامينة لكل مصالحه في العراق والمنطقة بشكل عام ولم يهدا أبناء ثورة العشرين فقامت العديد من الأنتفاضات والمظاهرات التي هزت عرش الملكية الموالية لبريطانيا حينها فكانت حركة مايس وانتفاضة الجسر وغيرها الكثير حتى توجت كل هذه التحركات الشعبية الرافظة للحتلال والمستعمر بثورة الشعب في 14 تموز 1958 بقيادة نخبة من الضباط الوطنيين الأحرار يقودهم البطل الشهيد عبد الكريم قاسم , تلك الثورة التي آزرها الشعب ووقف الى جانبها يحميها بكل ما أوتية له من قوة وحزم لكن وللأسف مالبثت تلك الثورة المجيدة الفتية ان اغتيلت على ايدي الخونة الذين تآمروا على الثورة وقادتها البطال وعلى راسهم الشهيد عبد الكريم قاسم و بعدها دخل العراق وشعبه في حالة صمت وخوف شديدين وغريبين اثار اعجاب العالم الذي كان يعرفه بالشعب الثائر !! كان ذلك بطبيعة الحال بسبب الأجراءات التعسفية والقسرية وأساليب القتل والترهيب الغريبة التي مورست ضده طوال اربعة عقود كاملة من حكم الطغاة العفلقيين المهووسين والمصابين بداء السلطة والتسلط الأعمى على رقاب شعبهم ونهب ثرواته وخيراته الوفيرة و حيث لم يتمكن شعبنا خلال تلك الفترة من القيام باي نشاط شعبي مضاد للسلطة لأسباب عدة في مقدمتها غياب القيادة الوطنية ( التي قمعتها وحاربتها مافية البعث ) المؤمنة بحق الشعب في تقرير مصيره والتي قادته ابان العقد الرابع والخامي من القرن المنصرم والتي كانت نتيجته كما اسلفنا ثورة 14 تموز العظيمة وايضا بسبب الأجراءات التعسفية التي ذكرتها انفا .
بعد سقوط الصنم في 2003 بالطريقة التي لم تكن برغبة الشعب العراقي وقواها الوطنية لأن التحرير من الظلم والثورة عليه ان لم تكن من الشعب فلا نكهة فيه !! مهما يكن سقط الصنم والدكتاتور الأرعن وزمرته الفاسدة التي الحقت بالشعب العراقي اكبر الأذى والتأخر والتخلف والحرمان على مدى حكم البعث المتسلط بالحديد والنار لثلاثة عقود ونيف سوداء , واستبشر شعبنا خيرا وامتلأت الآمال كل بيت وكل فرد من ابناء شعبنا ولكن وللأسف لم يتمكن القادمون الجدد بمساعدة المحتل من تحقيق اي من امنيات واحلام الشعب المحروم بل زادت معاناته وكثرت مصائبه تحت ظل الحكومات الوطنية والديمقراطية ( حسب ادعاها ) ودخل الشعب المسكين مرحلة اخرى من الصراع من اجل البقاء تحت الوعود الكثيرة التي أطلقها من تسلط عليه هذه المرة تحت مسميات عدة وبأغطية مختلفة دينية وطائفية وعرقية وعشائرية وأستمر صمت الشعب بعد تولي اول حكومة منتخبة لمهامها على امل ان تفي بوعودها التي قطعتها على نفسها تجاه شعبها الذي انتخبها واختارها وهو يعلم جيدا بانه قد اخطأ في قراره ! وانتهت المدة المقررة لها ( 4 سنوات ) وجرت الأنتخابات البرلمانية الأخيرة في ( 7 آذار ) الماضي بعد مخاض عسير ! ووصل الى قبة البرلمان بالطريقة التي عرفها شعبنا جيدا والذي ( اخطا ) ايضا للمرة الثانية في تقرير مصيره نفس الوجوه والمجاميع !! وهاهم اليوم يتخاصمون من اجل الكراسي والمناصب التي اصبحت هدفهم الرئيسي تاركا شعبهم الذي اختارهم يتخبط بهمومه ومعاناته التي لم يعد يتحملها ! لكن شعب العراق الثائر لم يعد بمقدوره السكوت على الضيم والتهميش خاصة وان الساحة السياسية مفتوحة على مصراعيها لقواه الوطنية التي تم تهميشها واجتثاثها من قبل الكتل البرلمانية ( الكبيرة ) وبالطرق الخسيسة المعروفة من لدن الجميع ! ولاحت في الأفق بوادر الغليان والرفض من خلال الشارع العراقي الغاضب والذي بدأ ثورته وانتفاضته الشعبية العارمة والحاسمة انشاء الله حيث وقبل عدة ايام ثار فلاحوا النجف مطالبين بحقوقهم وطالب المعلمين بحقوقهم من خلال المظاهرات والأعتصامات ويلحقهم اليوم اخوانهم الصحفيين الذين يعتصمون بساحة الفردوس رافضين ما يجري بالعراق الجديد وكانت المظاهرات العارمة التي طافت شوارع البصرة يوم 18/6/2010 بداية لنهاية كل من يستأثر بقدرات هذا الشعب العظيم الذي لم يعد يخاف اي شيء بعد ان سلبت كافة حقوقه بالعيش الرغيد والآمن على ارضه والتمتع بخيراته التي باتت تسلب منه في وضح النهار ! لقد اعاد الشعب امجاده ونظاله المشهود ولكن هذه المرة هيهات للسراق والمتخاصمين على الكراسي وثروة الشعب ! انه القرار النهائي لشعبنا ولن يهدأ ألا وقد تحققت كل مطاليبه العادلة والمشروعة ولن يكون هناك مكان لكل من ارتاى لنفسه ايذاء هذا الشعب الكريم والأبي .

يوســــــــف ألــــــو
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس