الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية مع وقف التنفيذ

فاطمة عطا العبودي

2010 / 6 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الديمقراطية المقرة أو الممارسة في العراق بلا قوانين أو ضوابط تحكم مقلديها او المسئولين الذين تولوها بالنيابة عن شعبهم .هذا الأخير الذي ذهب مسروراً إلى صناديق الاقتراع ليدلي بصوته ويخولهم سلطته لتكون منضبطة بهم وتعود منافع الديمقراطية عليهم . لكننا نجدها اليوم مع وقف التنفيذ ,إذ إن شكل من إشكال مراقبة ومحاسبة الشعب للمسئولين عند تقصيرهم بأداء واجباتهم هو شكل المظاهرات الشعبية ,ليعبر الشعب عن استيائه وغضبه عن الممارسات اللا منضبطة او اللا مسئولة من قبل متولي السلطة والنفوذ نيابة عنه ,إن ما فعله البصريون في محافظتهم البصرة كان احد أشكال التعبير عن غضبهم بالمظاهرة الشعبية التي توجهوا بها إلى مجلس المحافظة ,وكان الرد من قبل قوات حفظ الأمن والنظام هناك هو رشق المتظاهرين بوابل من الرصاص , هل الحجارة تقاس بالطلق الناري ؟ الذي أودى بحياة بعض المدنيين الذين طالبوا بحقوقهم هل هذه هي الديمقراطية المرجوة في العراق . أم انه شكل من إشكال الاستبداد بالناس والمتظاهرين . إن المسئول عن مجلس المحافظة المذكورة (محافظ البصرة شلتاغ عبود) صرح أمس 19/6/2010 إن الأمر ليس بيدهم وإنما المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الاتحادية أو الحكومة المركزية المتمثلة بمجلس الوزراء وتحديداً وزير الكهرباء وحيد كريم .السؤال هنا إذا ما هو دورك باعتبارك محافظ وما هي دواعي اللامركزية التي أيدتموها وباركتم إجراءاتها ليكون جوابكم بأن الأمر ليس بأيديكم أم إن الأمر شغل مناصب للتمتع بمزايا السلطة دوناً عن الالتزام بالواجبات المناطة بمرؤوسيها . أوليست مجالس المحافظات الحكومات المحلية التي تكون أداة ضغط على الحكومة المركزية , ما الذي فعلتموه انتم كمحافظين في مجالسكم ؟ الجواب هو لا شيء يذكر أو يلمسه المواطن على ارض الواقع . هذا من جهة ومن جهة أخرى تصريح وزير الكهرباء الذي ألقى باللائمة على طبيعة الاستهلاك للكهرباء من حيث انه يختلف عن سنة 2006 اويعقل يا وزير الكهرباء المحترم إن تقيس طاقة الاستهلاك من أربعة سنوات مضت .يبدو انه لم يجد ما يقوله فرجع بالزمن لأربعة سنوات مضت ليبرر تقصيره ,دائماً يجد المسؤولين التبريرات لأفعالهم وتقصيرهم بمسؤولياتهم . وانه وعد بتحسين الكهرباء بعد الخامس عشر من شهر حزيران من هذا العام وصرح بان التحسين تحقق . يبدو انه لا يعيش في العراق أم انه يقصد التحسن بدلاً من انقطاع التيار الكهربائي لمدة 22ساعة باليوم أصبح الانقطاع لمدة 20 ساعة أي إن التحسن بمعدل ساعتين هل هذا من قبيل السخرية بالشعب . يتضح إن الوزير لم يجد ما يقوله حتى إن القناة التي بثت تصريحه هذا بالبث المباشر اعتذرت عن استمراره لحدوث خلل , وما هو إلا قطع غير مبرر على الأكثر بطلب الوزير نفسه لأنه لم يجد ما يقوله كما بدا . من جانب أخر دعا رئيس الوزراء نوري المالكي أهالي البصرة إلى ضبط النفس وعدم جعل مسألة الكهرباء بداية لعدم الاستقرار . يقول هذا بدلاً من ان يحاسب وزيره على عدم مبالاته ومسؤوليته تجاه الشعب ومعاناته . لم تعد هناك نفس لنضبطها إذ إننا أجساد بلا أرواح تلك الأرواح التي غادرت أجسادنا منذ زمن إذ أنها لم تتحمل الحر القاتل ونحن على أبواب شهر الخير شهر الصيام في أحر أيام السنة , وغادرت مع دكتاتورية الإدارة الممارسة على صعيد كافة الوزارات من قبل الوكلاء والمدراء العامين الذين يتعاملون على غرار المحسوبية أم مع الفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة ووزاراتها .إن ما فعله أهالي البصرة هو جزء يسير من دروس الثورة الحسينية و شرارة البداية لنهاية اللا مسؤولية واللا مبالاة بالشعب ليمتد إلى جميع إنحاء العراق إذا لم يضع المسؤولون الحلول اللازمة بأيديهم كي تعود ثقة الشعب لهم ودعمهم بالمشروعية اللازمة لحكمهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟