الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا و من بعدي الطوفان

ليلي عادل

2004 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من السمات التي تخلق مع الإنسان حب الأنا أو ما يسمى الأنانية , وتظهر عند الأشخاص بدرجات مختلفة باختلاف الشخصية و باختلاف الظروف المتوفرة والتي قد تدفع الى نمو و تفاقم هذه الصفة وتحولها الى حالة مرضية .. وقد اتسم النظام السابق في العراق المتمثل بصدام بأنانية مفرطة قادت البلد الى الهاوية و ضحّت بالشعب للحفاظ على القائد ..و قد قالها صدام بلسانه انه مستعد لتسليم العراق أرضا" دون شعب , ولفرط انانيته و حبه لذاته فقد صدق الوهم الذي يصور له ان هذا الشعب المتعب خلفه و معه و سوف يدافع عنه حتى النهاية …و كلنا شهد كيف كانت النهاية .
واليوم يذكرني بالأمس والقائد الصدر الأصغر يذكرني بقائده صدام فالأنانية ذاتها و الغرور و حب النفس هو ذاته و التمتع بالعنف و القتل و التآمر مع الغرباء على تخريب البلد أكثر ما هو خرب .. إلتفاف عصابات من الخارجين عن القانون أصحاب الجرائم الكبرى الذين عفا عنهم صدام , زمر من الفاشلين و الجهّال و السراق الصغار ..و الموهومين , التفوا حول قائدهم الجديد و ساروا على المنهج الجديد في القتل و السلب و النهب بكل حرية باسم الدين و تحت وصاية السيد , يذكرني هؤلاء بزمن كنا نرى فيه أفواجا" من الرجال و الأطفال يربطون قطع بالية من القماش على جبينهم و مفاتيح الجنة متدلية من رقابهم بعضهم يركض و الآخر يركب الدراجات النارية …و يرتمون في حقول الألغام ليفتحوا الطريق أمام جيشهم …صورة ما زالت محفورة في ذاكرتي من الحرب العراقية الإيرانية و كيف أوهم الخميني الجهلة و منحهم مفاتيح تضمن لهم سكن في الجنة .
ويطل علينا كل يوم أشخاص يفترض انهم عراقيون , من أصحاب اللحى و الوجوه الكالحة , او صاحبات الحجاب المتكامل الذي يغطي كل العيوب الخلقية و الأخلاقية …او بعض المسؤولين الجدد من المؤمنين بالغيب , الذين يحتمون بخواتم و أحجار تملأ أصابعهم و يمتنعون عن وضع ربطة العنق فهي رجس من عمل الشيطان , وهي من المحرمات على الطريقة الإيرانية …
أقول يطل هؤلاء و تبح أصواتهم من كل قناة فضائية مشكوك بمصداقيتها ليدافعوا عن المليشيات و عن أفعالها الإجرامية الشنيعة مطالبين لهم بحقوق الإنسان..في السلب و النهب و القتل بحرية أكبر ..أتساءل فقط أين كان هؤلاء أبطال اليوم , بالأمس عندما كان قائدهم صدام يقتل آبائهم و يظلم أطفالهم و يغتصب أعراضهم ؟ لم لم يظهر أحدهم بعضا" من الشجاعة التي يقتتلون بها اليوم و يدافعون بها عن مقدساتهم !!
ها هو مقتدى يسير على خطى من سبقه و يلغم مقدساته و يتبع مقولة أنا و من بعدي الطوفان ….واما انا و الأمام ..او لا انا و لا الأمام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا