الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اقلام منديالية في الجزائرنيوز-2-
احميدة عياشي
2010 / 6 / 21عالم الرياضة
بناة حلم لا بغاة
أحميدة عياشي
مديرعام صحيفة الجزائرنيوز
في 30 جوان جهزت قطع من الأسطول الجزائري وأرسلت مباشرة إلى المحيط الأطلسي الذي لم تدخله السفن الجزائرية منذ عدة سنوات، وقد كان هدفها أسر بعض السفن الثمينة التابعة للبرتغال والبرازيل، كان من المنتظر وصولها إلى لشبونة في تلك الآونة، ولم تكن تنتظر لقاء أية سفن أمريكية، تلك السفن التي وصفها القنصل لوجي بأنها هياكل لا تملك قوة أو حيلة، وبالتالي فهي محتقرة ولم يكن ملكه يرى أنها جديرة بأي مجهود يبذل لأسرها•• كان القراصنة الجزائريون يطوفون عند شواطئ البرتغال وقد خاب ظنهم في أسر أية سفينة برازيلية، ولكنهم في مقابل ذلك تمكنوا من أسر عدد من السفن البرتغالية والجنوية وسفينتين أمريكيتين، إحداهما هي ماريا من بوسطن، التي كنت أنا على متنها، وقد أسرت السفينة الأخيرة على مسافة ثلاثة أميال من رأس سانت فانسانت (رأس يقع في جنوب شرق البرتغال) في 25 جويلية 1785 ، وصلت سفينتنا إلى الجزائر في الرابع من شهر أوت من نفس السنة•• هذه السطور هي مقتطفة من القنصل الأول الأمريكي الذي تم القبض عليه من قبل القراصنة الجزائريين، وقد سجل ذلك في مذكرات، واسم هذه الأمريكي جيمس لاندر كاثكارت، قضى حياته بالجزائر العاصمة أسيرا لدى داي الجزائر، ولم يحرر إلا بعد 10 سنوات من الأسر•• عندما قبل الأمريكان أن يدفعوا مقابل حريته فدية•• ونفس هذا الأسير أصبح فيما بعد قنصلا أمريكيا في بلاد المغرب••• والغريب أن هذه المذكرات ظلت شبه مجهولة في الولايات المتحدة الأمريكية، بل أيضا مجهولة عند العرب والمسلمين•• ولقد قام بترجمتها في العام 1982، الباحث والدبلوماسي الجزائري الراحل اسماعيل العربي•• ويوم التقيت الدبلوماسي الأمريكي روبرت فورد في التسعينيات، حدثته عنها لأول مرة، وأعدت الحديث عنها يوم رجع من جديد منذ سنوات قلائل سفيرا بالجزائر•• ودائما كان لا يعلم عنها شيئا••• المذكرات مثيرة، وتحتوي على وثائق ذات قيمة نادرة عن العلاقات الجزائرية الأمريكية، وعن الدور المؤثر الذي كانت تقوم به الجزائر في ذلك الوقت•• فلقد كانت قوة يحسب لها ألف حساب••! لم تكن وقتها الجزائر تشعر بأي عقدة نقص أمام القوى الكبرى في ذلك الوقت، لأنها كانت تعد من بين هذه القوى ذات السطوة والقوة•• لم يكن حينها أزِفَ وقت الاحتلالات والانهيارات التي حلت بالبلدان والشعوب الإسلامية والعربية، طبعا أورد مثل هذا الكلام لأننا على أبواب مواجهة تاريخية مع الأمريكان، مواجهة بين شبان طموحين، وجزائر مؤمنة بافتتاك النصر، في لعبة اسمها، لعبة الكرة المستديرة، ضمن منافسات المونديال••• هل هذا ممكن؟! هل نقدر على تحقيق الحلم واستعادة القوة الضائعة••؟! الحلم ممكن• بل الحلم واجب، هذا ما قاله فلاسفة كثر وقاله ذات يوم قائد الثورة البولشفية لينين•• نحن أمام قوة عتيدة، تمتلك أسباب النجاح والقوة والجبروت، نحن أمام فريق مرعب ومتجبر ويشكل النصر في جميع المجالات، ثقافته وشعاره وأسلوب حياته، ومع ذلك فإننا نحلم أن نحقق وننجز ذاتنا أمامه•• ولقد حققنا ذلك عندما خضنا حرب عصابات تاريخية تجاه فرنسا الكولونيالية وكنا بحق الإسفين في باخرة النظام الكولونيالي العتيد•• ولقد حققنا ذلك على ألمانيا، الآلة المدهشة في العام 1982 في منافسات المونديال، فلماذا لا، الآن•• نحن قادرون أن نهز المخيال الأمريكي، أن ننفذ إليه من خلال هذه اللعبة السحرية•• لم نكن كمسلمين وعرب في مخيال الأمريكيين إلا كأشرار يهددون الغرب وأمريكا بسلاح البترول•• ولم نعد حاضرين في مخيال القرن الواحد والعشرين إلا كتهديد إرهابي•• تلك هي صورتنا الراهنة في المخيال الأمريكي•• أما مهمتنا التاريخية هي استئصال هذه الصورة عبر هذه اللعبة السحرية والممتعة من أجل فتح جديد يقوم على قوة البدن وقوة الذكاء وسلطة الروح•• يجب أن نكسب مباراتنا ضد الأمريكان حتى نتمكن من الإعلان عن زمن جديد، يتحوّل فيه المستضعفون في الأرض إلى بناة حلم وبناة ثقافة جديدة تنتصر للإنسان وحرية الإنسان••
احميدة عياشي
انتفاضة الصغار
عزالدين ميهوبي
عندما قال المدرب البرازيلي المثير للجدل جواو صالدانا قبل أربعين عاما إن الفرق بين الكرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، أن الأوروبيين يلعبون وكأنهم يكتبون رواية أو قصة، أما نحن فنلعبها وكأننا نكتب قصائد شعر جميلة، لهذا يعشق الناس الكرة اللاتينية، وجاء بعده المدرب الأرجنتيني الحائز على كأس العالم 1978 الذي قال الفرق بين الكرتين أن أوروبا تلعبها بمنطق البورجوازية، أي ذات طابع يميني، أما نحن فنلعبها بروح الأحياء الشعبية الفقيرة، أي بطابع يساري•• وهي فلسفة تأكدت جليا خلال هذا المونديال، بما أبرزته النتائج من انتكاسة أوروبية لم يجد لها الخبراء الكرويون تفسيرا سوى دخولها مرحلة الشيخوخة أو الإنعاش•• فالإسبان لم يفهموا ماذا حدث أمام السويسريين، والألمان لم يفهموا ماذا حدث أمام الصرب، والإنجليز لم يفهموا ماذا فعل بهم المحاربون الجزائريون، والبرتغاليون لم يفهموا ماذا حدث لهم أمام الفيلة، والطليان لم يفهموا ماذا حدث لهم أمام منافسين من الدرجة الثانية والثالثة، والديكة لم يفهموا تماما ماذا حدث أمام الجميع• فانتفاضة الصغار التي واجهتها المنتخبات الأوروبية لا تختلف عن حجم الكارثة التي تواجهها أوروبا بفعل انهيار الأورو•• رغم أن عزاء القارة العجوز يظل في صغارها، اليونان وسلوفينيا والدانمارك وهولندا•
أما أمريكا اللاتينية فإنها تؤدي مونديالا من طراز رفيع، فالأرجنتين والبرازيل والشيلي والمكسيك والأوروغواي والبراغواي كلها خرجت منتصرة باعثة بذلك رسالة لغيرها من الأمم المشاركة، مفادها أن الكأس لن يحملها سوى الذين يلعبون الكرة بروح الشعراء••
لقد تأكد الآن أن روح نضال مانديلا الذي قضى ثلاثة عقود في سجون الأبارتيد، هو من حرّك في صغار المونديال روح التحدي، إنما بالدرجة الأولى الوقوف ندا في وجه المنتخبات التي تحمل عناوين التاريخ الاستعماري المقيت•• وربما هو ثأر التاريخ في أجمل تظاهرة رياضية عالمية، ولا غرابة أن يصفق العالم للجزائر لأنها لم تكترث بالضباب الإنجليزي، بينما يشاهد العالم فضيحة الديكة بالألوان وعلى المباشر• ويصفق العالم أيضا لمنتخب كوريا الشمالية الذي ينظر إليه من زاوية سياسية أنه عنوان لمحور الشر•• وعلينا أن ننتظر الدور الثاني لنقرأ أكثر انقلابات هذا المونديال الذي لا منطق له، سوى منطق ليس هناك كبيرا ابتداء من اليوم••
**********
انتفاضة الصغار
عزالدين ميهوبي
عندما قال المدرب البرازيلي المثير للجدل جواو صالدانا قبل أربعين عاما إن الفرق بين الكرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، أن الأوروبيين يلعبون وكأنهم يكتبون رواية أو قصة، أما نحن فنلعبها وكأننا نكتب قصائد شعر جميلة، لهذا يعشق الناس الكرة اللاتينية، وجاء بعده المدرب الأرجنتيني الحائز على كأس العالم 1978 الذي قال الفرق بين الكرتين أن أوروبا تلعبها بمنطق البورجوازية، أي ذات طابع يميني، أما نحن فنلعبها بروح الأحياء الشعبية الفقيرة، أي بطابع يساري•• وهي فلسفة تأكدت جليا خلال هذا المونديال، بما أبرزته النتائج من انتكاسة أوروبية لم يجد لها الخبراء الكرويون تفسيرا سوى دخولها مرحلة الشيخوخة أو الإنعاش•• فالإسبان لم يفهموا ماذا حدث أمام السويسريين، والألمان لم يفهموا ماذا حدث أمام الصرب، والإنجليز لم يفهموا ماذا فعل بهم المحاربون الجزائريون، والبرتغاليون لم يفهموا ماذا حدث لهم أمام الفيلة، والطليان لم يفهموا ماذا حدث لهم أمام منافسين من الدرجة الثانية والثالثة، والديكة لم يفهموا تماما ماذا حدث أمام الجميع• فانتفاضة الصغار التي واجهتها المنتخبات الأوروبية لا تختلف عن حجم الكارثة التي تواجهها أوروبا بفعل انهيار الأورو•• رغم أن عزاء القارة العجوز يظل في صغارها، اليونان وسلوفينيا والدانمارك وهولندا•
أما أمريكا اللاتينية فإنها تؤدي مونديالا من طراز رفيع، فالأرجنتين والبرازيل والشيلي والمكسيك والأوروغواي والبراغواي كلها خرجت منتصرة باعثة بذلك رسالة لغيرها من الأمم المشاركة، مفادها أن الكأس لن يحملها سوى الذين يلعبون الكرة بروح الشعراء••
لقد تأكد الآن أن روح نضال مانديلا الذي قضى ثلاثة عقود في سجون الأبارتيد، هو من حرّك في صغار المونديال روح التحدي، إنما بالدرجة الأولى الوقوف ندا في وجه المنتخبات التي تحمل عناوين التاريخ الاستعماري المقيت•• وربما هو ثأر التاريخ في أجمل تظاهرة رياضية عالمية، ولا غرابة أن يصفق العالم للجزائر لأنها لم تكترث بالضباب الإنجليزي، بينما يشاهد العالم فضيحة الديكة بالألوان وعلى المباشر• ويصفق العالم أيضا لمنتخب كوريا الشمالية الذي ينظر إليه من زاوية سياسية أنه عنوان لمحور الشر•• وعلينا أن ننتظر الدور الثاني لنقرأ أكثر انقلابات هذا المونديال الذي لا منطق له، سوى منطق ليس هناك كبيرا ابتداء من اليوم••
مسلسل سيئ
سيد علي لبيب
في النهاية، المسلسل المصري لن ينتهي عن قريب •• يبدو أن كتاب السيناريو صاغوا موسما جديدا لهذا المسلسل ذو النوعية الرديئة •• أنا الذي كنت أعتقد أنني شاهدت الحلقة الأخيرة، والآن أكتشف أن المسلسل متواصل على الجزيرة الرياضية •• هذه القناة إستضافت الأمين العام للفيفا لدى مروره بالدوحة •• واستغلت الفرصة لمحاورته •• إلى هنا، ومثل أي شخص يهتم بالرياضة تزامنا مع أيام المونديال، تابعت باهتمام الحوار مع بلاتير •• ثم طرح الصحفي سؤالا تشتم فيه رائحة المناورة بشكل مفضوح!؟ •• لكم الحكم: في رأيكم، لماذا مصر بطلة إفريقيا لم تتأهل إلى كأس العالم؟ •• بلاتير لم يأخذ وقتا للتفكير وأجاب بطريقة صحيحة ودون لبس: مصر منتخب كبير خسر في التصفيات، إنها قواعد اللعبة • الصحفي، ومع أنه من ألمع صحفيي القناة لم يستطع مواصلة الحوار بعد هذا الجواب الواضح والدقيق• بلاتير ذكّره بقاعدة أساسية في كرة القدم الدولية، مكانة في كأس العالم تنتزع بالمنافسة وليس بالسمعة•
لا أعتقد أن الصحفي يكون قد نسي هذه القاعدة، وإلا لما كان في مكانه بقناة مهنية كالجزيرة! •• فهمت في هذه اللحظة بالذات الحلقة الأولى من الموسم الجديد بنواحيه الوقحة قد بدأ ••
السؤال السخيف يظهر إلى أي درجة بعض الدول العربية تجد صعوبة في هضم التأهل المستحق للجزائر إلى جنوب إفريقيا! •• يكفي الربورتاجات والومضات الاشهارية التي تذاع •• كل أعلام الأمم المشاركة حاضرة، إلا علمنا!؟ لا وجود لأي دعم عربي للممثل الوحيد لهذه الأمة في كأس العالم!•
لا أريد الحديث عن مشاعر المواطنين في الشوارع العربية، ولكن ما نشاهده في أغلب القنوات يفرض هذه الملاحظة!؟ ••
ليست المرة الأولى التي تدير فيها الدول العربية ظهرها للجزائر •• في سنوات التسعينيات عندما كنا نواجه وحشية الإرهاب، حاولنا يائسين البحث عن دعم لدى أشقائنا العرب •• النتيجة، صمت مطبق، بل البعض سخر منا بوصف الـ الماسأة التي كانت تعيشها الجزائر بـ المخبر •• بعد الـ 11 سبتمبر، نفس الأشقاء هرولوا نحونا لننورهم •• مأساتنا التي تجاوزناها بمفردنا أصبحت تجربة، الكل أصبح يبحث عن الاستفادة منها •• بتواضع، لم نستغل الوضعية لوضع أنفسنا في مكان مانح الدروس •• الجزائر إنتصرت بمفردها على الإرهاب •• و سنكسب بمفردنا نصرنا الرياضي•
مرحبا بالجنون وباللعب
علي مغازي
سيدة من جنوب إفريقيا ظلّت تنفخ في آلة الفوفوزيلا لوقت طويل حتى أصيبت بالخرس المؤقت ولم تعد قادرة على تناول الطعام••
مشجعون هولنديون قالوا قبل مباراة بلادهم أمام الدانمارك أنهم على استعداد للعمل مدة أطول في مقابل مشاهدة مباراة الفريق الوطني الهولندي خلال كأس العالم، لأن المباراة تبث في أوقات الدوام، بعضهم فكر في إهداء زجاجة من الشمبانيا، أو باقة من الزهور بل وحتى غسل سيارة رب العمل إذا لزم الأمر •• والأدهى والأَمَر أن عاملات هولنديات قلن بصريح العبارة إن ممارسة الجنس مع الرئيس المباشر في العمل أمر يمكن التباحث بشأنه أيضا!، في سبيل الفريق الهولندي••
وفقد مواطن من جنوب إفريقيا حياته على أيدي زوجته في حادث وقع الأحد (الأسبوع الماضي) في مدينة بولوكوان الشمالية الواقعة بمقاطعة ليمبوبو ، بعد شجار حاد نشب بسبب رغبة هذا المواطن وإسمه ديفيد ماكويا في مشاهدة مباراة كرة القدم، في حين كانت زوجته فرانسينا وإبنه جون وابنته ليبو يفضلون مشاهدة عرض تليفزيوني آخر•
وأنشأت جنوب إفريقيا محاكم خاصة للنظر في القضايا المتعلقة بكأس العالم، بحيث تتخذ قراراتها بشكل سريع، وهو ما يتعارض مع التباطؤ المعتاد في هذا البلد•
وفي كأس العالم بألمانيا عام 2006 إضطر العشرات من الهولنديين لمتابعة مباراة في شتوتغارت بثيابهم الداخلية بعدما طلب منهم المشرفون على الأمن أن يخلعوا ملابسهم التي تحمل إسم شركة جعة هولندية•
إذن •• مرحبا بالموت على وقع كأس العالم •• مرحبا بانخفاض الإنتاج القومي وارتفاع معدلات التغيب عن العمل••
مرحبا بشركات التأمين على الصدمات الممكن التعرض لها أثناء كل مباراة••
مرحبا بالمتنازلين عن لقاءاتهم العاطفية وبالمصلين الذاكرين الله وبالصائمين لأيام طويلة مقابل أن تفوز منتخباتهم ••
مرحبا بالإمتحانات المؤجلة والزيجات المؤجلة والولادات والخلافات والمصالحات المؤجلة •• مرحبا بالتأجيل المؤجل حتى نهاية الدورة••
مرحبا بالجنون وباللعب••
**********
كاب تاون . . عروس المونديال
نفيسة لحرش
كنت أتمنى أن أكتب عن كاب تاون الجنوب إفريقية•• المدينة التي سحرتني بنظافتها وجمالها وطبيعتها وسكانها عندما زرتها لأول مرة منذ ثلاث سنوات، المدينة التي أسرتني بانفتاحها وتعدد دياناتها مثلما جذبتني بتحضرها وتعدد أعراقها وألوانها••
كانت لي فرصة زيارتها في سنة ,2007 عندما حضرت المؤتمر العالمي لمحاربة العنف ضد النساء الذي نظمته المنظمة الكندية العالمية للدفاع عن حقوق المرأة أويد •• فكانت مشاركتي كعربية، لا تمثل نسبة 2 في المائة من عدد يتجاوز 2200 مشارك، ثلثهم من إفريقيا••
وقتها جلب انتباهي كثرة الأشغال في المدينة، طرقات، بنايات•• ولكن أكثر ما جلب انتباهي هو شكل الملعب الجديد الذي كان في بدايته يشبه جزيرة عائمة في البحر، أو سفينة فضائية تحاول الانطلاق في الفضاء••
كانت جميلة جدا تلك المدينة باتساع شوارعها ونظافتها، بنوافذها الزجاجية العارية من الشبابيك الحديدية، والخالية من صحون البارابول، والملابس المعلقة طول اليوم مما يوحي بأنك في مدينة غربية وليست إفريقية•• لكن الأجمل من كل ذلك، تلك الجزيرة التاريخية التي إذا زرتها فإن جسمك يقشعر من سجنها الكبير المعزول في مياه البحر، إلا من آثار الجبل الذي عاش زعيم جنوب إفريقيا نلسون مانديلا 27 سنة في حفره وترميمه••
لا يمكن لزائر ذلك المكان ألا يتأثر بتاريخ سود جنوب إفريقيا المأساوي بتشنجاته وتعرجاته، تاريخ روي لنا من أفواه السجناء القدامى الذين عانوا تعذيبا وترهيبا•• وأصبحوا مرشدين للسواح ورواة للتاريخ الذي عاشوه هناك، فمن أحسن منهم يستطيع أن يكون راويا لأدق التفاصيل وأفظع الممارسات التي ربطت بفضاءات تلك الجزيرة المغمورة والتي كانت بالنسبة لهم موتا زمنيا منهجه الاستعمار ومارسته مرتزقة الأبارتايد•
فهل لمدينة الأبطال والمناضلين تلك، أن تخون خضر الجزائر التي ساندت مناضليها وسجنائها ودعمتهم حتى النصر•• وإن كنت أعتقد بحسب معرفتي بسكانها ممن عرفتهم وحادثتهم في كاب تاون كسائقي الأجرة وعمال الفنادق وطباخي وعمال المطاعم والمحال الأخرى، بأنهم يعشقون ويحترمون الجزائر مثلما هم فخورون بوطنهم ومواطنتهم تحت حكم الأغلبية الإفريقية السوداء••
لقد أغراني ذلك التنوع والتماسك لدرجة الغيرة، إنه يشبه سلة الفاكهة المشكلة، كذلك مدينة كاب تاون، نفسه الأفق الواسع الذي تتعامل به اليوم جنوب إفريقيا مع تنوع العالم الكروي والإعلامي والإنساني، والذي أعطى درسا للغرب عن قدرة الإنسان الإفريقي على احترام الآخرين إن احترموه وقدروه••
هو نجاح حاول الغرب أن يغتصبه من إفريقيا بترويج دعاية التحقير والبغض ضد جنس الأفارقة وضد قدراتهم الفكرية والإنسانية وضد إمكانياتهم البشرية والثقافية والتنظيمية•• نجاح صمد وأثبت قدرته التي نتمنى أن تصمد ويصمد معها فريقنا، فهو إحدى تلك القدرات•
**********
علي طريقة . . سيد علي لبيب
هابت حناشي
شعرت بنوع من القلق وتوترت أعصابي بعدما انتهت مقابلة الثعالب التي لعبت بمخالب، والأسود الثلاثة التي لعبت بدون أنياب، ورغم أن التعادل كان بطعم الفوز مثلما يقول المعلقون والمحللون، انتابني إحساس مفاجئ بالخوف، وكان مصدر القلق هو المباراة القادمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ذلك أن الولايات المتحدة -حسب رأيي- ليست فريقا يلعب كرة القدم فقط، إنما دولة ظالمة وتبطش بأي شخص أو مجموعة أو دولة من الدول التي تحاول الفوز عليها، وسألت نفسي وأنا أعود بذاكرتي إلى التاريخ يا إلهي•• ماذا سيحدث لو فزنا عليها ، وهل سيقوم العرب ونحن ممثلهم الوحيد في المونديال بتشجيعنا؟ أم سيشجعون الأمريكان نكاية فينا؟ لقد ساورني الشك، فالولايات المتحدة مثل الغول، مخيفة ومرعبة، فربما سينتهج الجمهور العربي نفس النهج الذي سلكه الحكام العرب، فيشجعون فريق الولايات المتحدة ضد الفريق الجزائري، مثلما شجعوها ضد العراق، وسوريا وغزة، (غزة وليس الضفة) ووقفوا إلى جانبها في حروبها المستمرة ضد الدول والأوطان؟
وشعرت بأن ثعالب الصحراء ونحن معهم، مقدمون على حرب وليس فقط على مباراة في كرة القدم، وأن الجزائريين معهم الحظ، فستكون هذه المباراة هي الفرصة الوحيدة التي قد نهزم فيها الولايات المتحدة، وهي فرصة سانحة، أو ذهبية مثلما يحب معلق القناة الأولى عيسى مدني أن يقول، ويجب أن لا نتركها تفلت منا، فنستغل الموقف ونحقق الانتصار عليها، نكاية فيها ونكاية فيمن يساندها ويقف إلى جانبها في شرها وعدوانها وبطشها•
ربما سيفعلها الثعالب، فلديهم إرادة من فولاذ، ويقف وراءهم جمهور من ذهب، جمهور في المدرجات بأعلام زاهية وهتافات مدهشة، وجمهور الشبكة العنكبوتية بكتابات وتعاليق مذهلة•• وقد تعجبت كيف قاتل هؤلاء العنكبوتيون إخوانهم في مصر، وكيف بطشوا بهم، وكيف سيطروا على ملعب الأنترنت مثلما سيطر اللاعبون في الملعب في أم درمان، تعجبت من قوة هذه التعليقات، وتساءلت إن كانت هناك قوة خفية تصبغها خصيصا لهذا الجمهور، أم جاءت عفوية لأنها تخرج من القلب؟
عندما رأيت هذا الجمهور الرائع يهتف لفلسطين ويرفع علمها، وينتصر لها عبر الأنترنت، أحسست بأن الفوز على الولايات المتحدة سيكون انتصارا في حرب وليس في مباراة كرة القدم نصر كبير على دولة طاغية • وإذا حدث ذلك، سيصبح الثعالب معجزة لأنهم لا يقهرون إلا الكبار، مثل الألمان في 82 والإنجليز والأمريكان في .2010
الانتصار على الولايات المتحدة سيهديه الثعالب لأهلهم في غزة، حبا وتقديرا، ويهدونه إلى إخوانهم في مصر، لكن على طريقة، الرفيق في دفاتر المونديال، الوزير السابق للشباب والرياضة سيد علي لبيب•
عرب جنوب إفريقيا
يقفون قلبا إلي قلب مع الجزائر
اللجنة الإعلامية الفلسطينية في جمهورية جنوب إفريقيا
ما أن بدأت تظاهرة العالم الكروية الكبرى، على أول أرض إفريقية، يوم الجمعة 11 جوان ,2010 حتى كانت جنوب إفريقيا، محجا لكل صُناع أنواع الصخب، الذين جاءوا من كل فج عميق، لتشجيع فرقهم المشاركة في مونديال كأس العالم، وحال ميناء جوهانسبورغ الجوي، يقول؛ هل من مزيد!
ولعل البلاد التي تزامن تنظيم كأس العالم، على ترابها، مع مرور ستة عشر عاما على خلاصها الوطني، أو ما يزيد عليه قليلا، كانت الأبهى في حلتها الاحتفالية، التي تضاهي تلك الاحتفالات الإبريلية، التي شهدت أول انتخابات حرة ونزيهة، أفضت إلى ما أفضت إليه، من سنن الدول التي تدول، فدالت عن العنصرية إلى أرقى نظام ديمقراطي إفريقي، فكانت صيحات الفوفوزيلا الصاخبة يومها، تسطيرا حبسته الأجواف لتطلقه لحنا مع الأنفاس، إيذانا بحمية الفرح يوم الانتصار وزوال نظام الفصل العنصري، في عرف جنوب القارة، أو دولتها التي اشتقت من جغرافية مكانها، اسما لها•
إنها الفوفوزيلا من جديد، ولكن على وقع تحولٍ آخر، لا يفسر كنهه إلا اسمه، وأنه كأس العالم ومن يلعبون والذين يشجعون ومن يتابعون، حتى أصبحت الفوفوزيلا شارة نصر كروية جديدة، إن صح الاصطلاح، تراها مع مشجعي المنتخبات المتأهلة، إلى المسرح الإفريقي، وتسمعها قبل انطلاقة صافرة أي لقاء يجمع الفرق المتنافسة، التي لا يعنينا منها سوى الجزائر، بذاك القدر الذي نحن فيه معنيون بأنفسنا، وهويتنا العربية•
لم تكن الرياضة ذات يوم، على جدول اهتمامات كاتب هذه السطور، بما بعد المرتبة العشرين من أولوياته، ـ التي تأتي في أولها السياسة مرورا بقضايا المذاق الشخصي وصولا إلى كثافة كومات دخان الأركيلة، ذات طعم التفاحتين الأصلي التي نزفرها ـ، إلى أن حظيت الجزائر بما يليق بما اتسع لنا صدرها، لتمثلنا جميعا، كدولة خالصة العروبة والإسلام والانتماء•
لقد استطاع الفريق الوطني الجزائري، أن يكون فريقا عربيا قوميا بامتياز، من خلال أدائه المشرف، في أول مباريتين خاضهما، أمام سلوفينيا وإنجلترا، رغم النتيجة غير المنطقية التي تحمل أكلافها المنتخب، لخطأ يجب ألا يكون خاضعا للتضخيم في المباراة الأولى، إلى أن وازنتها روحية التحدي الشريف، الذي أسقط الغطرسة الكروية البريطانية الاستباقية، للقاء التنافسي، الذي كانت فيه الجزائر قاب قوسين أو أدنى، من فوز مستحق، وسط ترنح الجماهير الإنجليزية، من هول الذهول الذي أصابها، بعد أن كاد ملوك الكرة الأوروبية، يفقدون عرشهم، بفعل سوء التقدير والاستهانة بالخصم، حتى تلونت في ليلتهم وجوه نجومهم بالصفرة والاحمرار، بعد أن رأينا الإنجليز في منطقة الساندتون بجوهانسبورغ، سكارى وما هم بسكارى، وحالهم يقول لو كنا نعلم الغيب، ما مسنا السوء•
أما في العاصمة بريتوريا، التي ستشهد الأربعاء المقبل، ذات السلاسل بين منتخبنا العربي والمنتخب الأمريكي، الذي شحن من الولايات المتحدة، أكثر مما جاء به أو معه أي فريق آخر من المشجعين، فإن العرب المقيمين الذين يبحثون عن فرصة للفرح وتحقيق الذات، في هذا المهرجان الكروي الكوني القائم، قد أعدوا عدتهم، وتزودوا بخير ما يتزود به المشجعون في هذه اللحظات، من دعاء وتذاكر وأعلام ورايات، فاستعادوا الثقة بالنفس، بعد ما شاهدوه من أداء، في ملعب غرين بوينت في كيب تاون، لعلهم يفرحون•
لقد انتهت أزمة الثقة بين المنتخب وجماهيره، إلى غير رجعة، إثر المقابلة التي أبلى فيه الجزائريون بلاء حسنا، مع سلوفينيا، ولكن دون حصاد بكل ألم وأسف، وصار الحساب والعد محسوبا ومعدودا منذ الآن، على الساعة الإنجليزية، دون شك أو جدال، وهو ما نسأل الله، فيه التوفيق والسلامة، في المباراة القادمة، مع منتخب قوي وسريع الحركة مثل المنتخب الأمريكي، على ألا يأخذنا الغرور، على حساب الجاهزية والاستعداد•• فالكل هنا مع الجزائر، لا نقول جنبا إلى جنب، ولكن قلبا إلى قلب•
اللجنة الإعلامية الفلسطينية في جمهورية جنوب إفريقيا•
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - المنطق الجديد للمونديال الكروى بجنوب إفريقيا
بشير صقر
(
2010 / 6 / 22 - 08:31
)
إضافة لما عرضه الإخوة إحميدة عياشى وعزالدين ميهوبى..
أرى أنه فى هذا المونديال وكل مونديال قادم لا منطق سوى باستلهام التاريخ والثقة بالنفس وتبنى وتمثلّ العلم واليقين بالنصر. لقد انتهت عصور الفهلوة وعصور العنجهية والغرور وحل عصر جديد ومنطق جديد ولا أعتقد أن العجلة- عموما - فيما هو قادم ستعودللوراء . بشير صقر - مصر
.
.. عمر مرموش أفضل لاعب في مباراة هايدينهايم ضد آينتراخت في الدو
.. استمتاع ورياضة.. الكاياك فسحة كل الأعمار فى حضن النيل
.. تعرف على تاريخ استحداث جائزة الفيفا ل،أفضل لاعب في العالم
.. دوري المحترفين.. سبب نقل مباريات السكة.. وحقيقة أزمات السويس
.. مونديال قطر 2022 يحقق نسب مشاهدة قياسية على صعيد العالم