الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الثقافة السياسية العراقية الراهنة: السفينة تغرق.. فمن هو المنقذ؟

حسب الله يحيى

2010 / 6 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



السياسة تعنينا جميعا، وما من احد يحيا بلا سياسة، وان كانت هذه السياسة من نار ورماد، من حضور واقصاء، من ازدهار ومن فساد وجريمة كذلك.
السياسة تعنينا.. لانها تدخل في الكتاب الذي نقرأ فيه جملة مفيدة، وصفحات زائفة، وخيارنا في الفرز.. سياسة.
القصيدة والقصة والمسرحية واللوحة.. حتى الرقصة سياسية .. كيف؟
الابداع برمته خيال، والخيال ذاكرة، والذاكرة عقل مدبر وحكمة يقظة.. وهذا كله يقع في صلب السياسة.
الرقصة سياسة والغناء سياسة والكلام سياسة.
ومادامت الرقصة تعبير والغناء احساس والكلام بوح.. فكل هذا يعني اننا في قلب العملية السياسية.
لا علينا من الانتماء، فذاك خيار، وللاختيار احكامه.. وما يعنينا من امر السياسة كيف نفكر وكيف يفكر غيرنا ممن هم يحترفون السياسة، ويعدون انفسهم (مهنيون) في وقت نعلم فيه ان الحرفة خبرة ودراسة وممارسة، فاذا افتقدها المرء، بات جاهلا بها، وبالتالي لايصلح لممارسة المهنة..
ازاء هذا الفهم... نسأل: كم هو عدد محترفي السياسة الراهنة في العراق، لا يفقهون ابجديات السياسة في وقت يزجون انفسهم فيها، وعلى وفق جهلهم هذا يصعدون في سفينة واحدة يختلط فيها الصالح والطالح والزؤان بالحنطة.. وفي العادة يطرد الطالح الصالح، وتفسد الحنطة بالزؤان.. وفي الاقتصاد تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة!
هذا الواقع السياسي المتردي في العراق.. سببه جهل (السياسيين) بالثقافة السياسية ولاعلم لهم بعلم السياسة.. سوى مهمة تعليمهم كيف يقفزون على الكراسي ويؤمنون ارثا ابديا مملوءا بالنعم بحيث يزولون ولايزول.. وانما يصبح ارثا لمن لا ارث لاهميته ووجوده من هنا نجد الصراع الدائر اليوم في العراق... لايقوم على برنامج سياسي يهم امر البلاد والعباد وانما يجري الصراع على تبوأ المناصب.. في وقت يقول علم السياسة، ان المنصب هو الذي يختار صاحب على وفق النزاهة والكفاءة والتفاني والاخلاص.. والاهم من ذلك تمتع صاحبه بالحكمة وتحمل المسؤولية المناطة به، لا ان تشكل المسؤولية عبئاً عليه والحكمة رومانسية مرفوضة، والنزاهة غيابا والكفاءة شعارا والتفاني كذبة.. والاخلاص كلام مجرد.. المشهد السياسي العراقي، مشهد مأساوي.. مأساته تبدأ من قبول الموقع والاصرار عليه والتناحر من اجله.. ايا كانت الاضرار التي تلحق الناس جراء هذا الاصرار. السياسة.. ثقافة كسب الاخر، لا لسلب حقه في الحياة حال اختلافه معك.
والسياسة.. انت وكيف تعمل ولمن تعمل ومع من تعمل...
الاصرار.. ليس سياسة، فليس بوسع العناد والاستئثار ان يحقق النجاح وهو محاط بمن لا يعمل.. زاعما انه يعمل، في وقت يكيد كيدا، وليس بمقدور الاصرار معرفة لمن يعمل لغير نفسه والمحيطين به، ذلك انه لايعرف سواهم، ذلك ان ما بينه وبين الناس اسيجة مرتفعة وقناعات مسبقة وخوف لايئتمن احدا.
وهو.. في الوقت نفسه، لا يثق ولا يدرك طبيعة من يعمل معهم!
ازاء ذلك كيف ستكون النتيجة، والموج ممتد ويعصف بالبلاد ويهددها بالخراب؟
كيف يصبح بمقدور هذه السياسة العراقية الراهنة، ان يركب اصحابها في سفينة واحدة وهم على وفق هذه الخلافات الحادة.. ومن ثم يريدون عبرها الوصول الى بر الامان؟
العراق... بحر موجه عال.. عال جدا، وتياراته قاسية وخياراته قائمة، ومن يركب موجة، ليس امامه سوى ان يحمي نفسه باليقظة والوضوح وجرأة البحار الخبير بركوب البحر.. والا كان طارئا على موج البحر، كما هو طارئ على العقل السياسي المدبر .. السياسة على وفق هذا الفهم، تحتاج الى من به ارادة ان يعمل برؤية راجحة، وتطلع مسؤول وصحوة ضمير، وعقل عاقل.. لا ان يفضل المقعد الاثير، على تحقيق الخير العام والوفير...
ذلك ان وفرة الخير، اعم واشمل وارسخ في الارض، من نعم زائلة يتنافس عليها من كانت به اطماع على السفينة وربانها... فالسفينة عرضة للغرق اذا لم يكن ربانها خبيرا بعلم السياسة/ علم البحار، ومن يبحر، ليس كمن يطفيء اللظى في صيف لاهب ويعوم للسلوى.
البحر.. مراسه صعب، وسفينته تائهة، معرضة للغرق، والبحار غافل عن كل شيء الا حلمه واصحابه من سياسيي هذا الزمان الذي يختزن في صفحاته الكثير من الازمات والكثير من فصول الموت الزؤام.
المشهد السياسي العراقي، مشهد ركب موجه كثرة من الطامعين والجهلاء، من دون ادراك لطبيعة البحر وملاك السفينة.. وحتى نصلح الحال ونحل العقد لا بد من التخلي عن الجهل السياسي وتعلم ركوب عالم السياسة، الى جانب التخلي عن النفع الخاص والانتقال الى مسؤولية النفع العام..
ترى.. هل ثمة من يصغي، ويستجيب للنداء.. ذاك من طبع الخيال وللمرء حق التخيل مجرد التخيل...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجواب
الحارث العبودي ( 2010 / 6 / 21 - 12:39 )
السفينة تغرق فمن هو المنقذ؟..الجواب:حبيبي السيد مقتدى الصدر هو المنقذ والوريث الشرعي وصاحب نظرية (البؤرةالحوزوية)بديلآ لنظرية (البؤرة الثورية) للمناضل جيفارا وروجيه دوبريه.

اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله