الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدجاج الرومي لا يقاوم

بودريس درهمان

2010 / 6 / 21
كتابات ساخرة


أتساءل يوميا عن الحالة النفسية التي يوجد عليها بعض الموظفين ‏العموميين و بعض المواطنين المتطوعين و المفتقدين كليا إلى ‏مواطنتهم حينما يجدون أنفسهم بحكم تقاليد و أعراف الميولات الوسخة ‏مضطرين إلى أداء ادوار ووظائف وضيعة بداخل الفضاء العمومي... ‏أتساءل دائما عن الأذى الذي يلحقهم وهم يؤدون هذه الأدوار الوضيعة ‏لأن بعضهم تحول إلى دجاج حقيقي يقاقي تماما كما تفعل الدجاجة ‏البلدية حينما تضع بيضتها
المواطنون و الموظفون المفتقدون كليا إلى مواطنتهم لا احد يجبرهم ‏على القيام بهذه الأدوار الوضيعة و لكنهم يفضلون الاستماتة من اجل ‏تأديتها على حقها و طريقتها و مع المدة يتأقلم جهازهم العصبي و ‏يصبحون دجاجا فعلا.‏
الدجاج أصبح متوفرا في أماكن بيع الدجاج و متوفرا حتى في الشارع ‏العمومي. الدجاج الذي في أماكن البيع هو الدجاج الرومي و الدجاج ‏الذي في الشارع العمومي هم الآدميين الذين اختاروا عن طواعية لعب ‏دور الدجاج.‏
الدجاج الرومي، عشرات المواطنين يقفون يوميا أمام بائعه كل واحد من هؤلاء ‏يدفع ثمن دجاجته و ينصرف و لا واحد من هؤلاء المواطنين تساءل يوما عن ‏قصة هذا الدجاج الرومي فهذا الأخير هو من فصيلة الطيور و كل الناس ‏معجبون بكل فصائل الطيور هنالك من هو معجب بفصيلة الطيور التي تحلق ‏عاليا أكثر من اللازم و هنالك من هو معجب بفصيلة الطيور التي تقضي أيام و ‏أيام و هي تحلق في السماء بدون آن تكون لها الرغبة في النزول إلى الأرض ‏هنالك فصائل و فصائل. هنالك فصيلة تقطع اكبر مسافة في سرعة قياسية و ‏هنالك فصيلة أخرى تحدد فريستها على بعد ثلاثين كلمترا من السماء. فصائل ‏كثيرة من الطيور، كل هذه الفصائل شفرتها الجينية لا تباع و لا تشترى لتبقى ‏فصيلة الدجاج الرومي هي التي تباع و تشترى.‏
الدجاج الرومي وحده من بين جميع الطيور الذي يعيش دائما بالقرب من ‏المسلخة، لأنه لا يقاوم، لا يحاول الهرب و حتى حينما تتم محاولة القبض عليه ‏للدفع به إلى المسلخة لا يبدي آي صياح.‏
‏ الدجاج الرومي مقارنة مع الدجاج البلدي رخيص الثمن، فكما انتشر الدجاج ‏الرومي في كل أنحاء المعمور فالدجاج البلدي لازال يقاوم حتى لا تنقرض ‏فصيلته هو الأخر.‏
الدجاج الرومي يتزايد بكثرة يتزايد وفق المتتالية الهندسية كما يقول مالتوس و ‏الدجاج البلدي يحاول على الأقل الحفاظ على أعداده. الدجاج الرومي يؤتى له ‏بالأكل و يتم تسمينه بداخل الدهاليز و الأقبية المليئة بالرائحة الكريهة و الدجاج ‏البلدي يفضل العيش في الطبيعة و يفضل البحث عن رزقه حتى بين حوافر ‏الجياد و الأحصنة، يواجه الكلاب بصياحه و منقاره و يحافظ على كيانه؛ أما ‏الدجاج الرومي فيدين لوجوده إلى العلف الاصطناعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر