الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء نور والحكومة سور

علي عرمش شوكت

2010 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا نأتي بالجديد عندما نؤكد على تلك المقولة التي مفادها – ان حركة الجماهير في سبيل متطلبات حياتها هي التي تصنع التاريخ – ان سُدا هذه القضية كامن في ضمير الناس ، ولكن لحمتها لابد لها من صانع ماهر يبدع بنسجها ، ولكي لا نذهب بعيداً عما يسجله تأريخ العراق اليوم من مفارقات لم يألفها البلد حتى في اشد ازمانه الحالكة ، يردد البعض بان العراقيين قد لوّنت قسمات ملامحهم الطائفية والعرقية ، مع ان هذه الاخيرة لاتعني سوى الذين يتاجرون فيها من بعض سماسرة السياسة ، فهذه الجماهير الغفيرة تتوحد في سبيل نيل ابسط حقوقها من الطاقة الكهربائية ، وربما هذا الضمير جمعي سيفرض تحولاً درماتيكياً في الوضع السياسي العراقي .
دعونا نرفع نقطة نظام حول ما يطلق من توصيف غير منصف بحق الوثبات الجماهيرية السلمية المطلبية الجارية في عدد من المحافظات العراقية طالما نحن نعيش في ظل عملية سياسية ديمقرطية ، فهل سكرت الكتل الفائزة بنشوة النصر ، وغدت تتصور بان الجماهير التي جددت ثقتها بها رغم كونها قد تلظّت وما زالت تتلظى جراء لهيب الحرمان من ابسط الحقوق الخدماتية طيلة سنوات حكم هذه النخب ، تتصور بان هذه الجماهير في حالة غياب عن الوعي ؟ ، او ان طوفان ( تسونومي ) الطائفي والقومي قد غسل عقول الناس وجعلها تشبع ( بزاد ) الوعود المخادعة ، وصارت تلوذ من الفاقة والعوز في سد التخندق والتجييش الفئوي المقيت ؟ .
ومن نافلة القول ان الحزب الشيوعي العراقي الذي يعد مدرسة في العمل الجماهيري المطلبي والتضامني قد فعل حسنأ عندما استدعى تضامن قوى اليسار والديمقراطية الاممي الواسع للوقوف مع ضحايا جريمة عمال نسيج الحلة ، هذا الحزب الذي يكاد يكون الوحيد على الساحة العراقية الذي يمتلك مفاتيح مثل هذا التضامن الفعال على الصعيد العالمي ، كما راح يثني عليه بعمل جماهيري مطلبي ملح في مدينة كربلاء في الاسبوع الماضي تمثل بتظاهرة تطالب بالطاقة الكهربائية ، الامر الذي شعل فتيل الاحتجاجات في محافظات عراقية عدة ، وهنا سيسجل التاريخ علامة امتياز لمناضلي هذا الحزب بكل اقتدار ، وستدرك الجماهير المحرومة هذه المبادرة وتسجلها للشيوعيين مهما حاول البعض القيام بتجييرها لحسابه .
ان هذه الهبة الجماهيرية غدت تأخذ بعدها المؤثر والضاغط ، وبما ان الحكومة المنتهية ولايتها هي بحكم المستقيلة فلا تتأثر بشكل فاعل بهذه الضغوطات ، وعليه ينبغي تغيير مطاليب الجماهير من التركيز حول انعدام توفر الطاقة الكهربائية اي ضد احدى نتائج فشل عمل الحكومة الى الاسباب التي تتجلى في الحكومة ذاتها ، اي بمعنى اكثر وضوحاً تحويل المظاهرات للمطالبة بالاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة ، لكي تأخذ على عاتقها معالجة نقص الطاقة الكهربائية بصورة جذرية ، فليس من المعقول لحكومة قد عجزت طيلة اربع سنوات عن توفير الكهرباء والخدمات الاخرى ، ان تكون صادقة بوعودها وتتمكن من تقديم الحل المطلوب خلال وقتها المتبقي والقصير جداً .
وعندما نعتبر الكهرباء نور ، وبمعناها الشامل توفير المشاهدة والسماع والقراءة والانتاج واستخراج المعادن وادارة اجهزة الدولى المختلفة والى توفير المناخ المناسب واتقاء لهيب الحر وقرص البرد ، فان الحكومة تعتبر السور الذي يوفر ويحافظ عليها من التلاعب والاحتكار من قبل دوائر عديدة سياسية متنفذة لم ينقطع عنها التيار الكهربائي حتى ولو للحظة واحد ، من هذا الواقع المرير تصبح المطالبة بتشكيل الحكومة الجديدة هي الاهم ، لا سيمى وان المماطلة في عدم الاسراع في انهاء الازمة الحكومية يترك المشهد العراق مشلولاً ليس بصدد توفير الكهرباء فحسب ، انما في مختلف مجالات الحياة وفي المقدمة منها الملف الامني وبخاصة الاموال التي غدا الارهابيون يركزون على مهاجمة البنوك لمعالجة اوضاعهم المالية المتدهورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى