الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعلمانية مساواة في المواطنة واحترام الأديان والقوميات خارج السياسة والإنسان أولاً ..؟

مصطفى حقي

2010 / 6 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من ينكر مساواة أفراد الوطن الواحد في الحقوق والواجبات خارج الصبغة الدينية أو القومية وكإنسان أولاً وأخيراً ، من يرفض الأخوة الإنسانية وعلى أرض البلد الواحد تبعاً للمواطنة لا أعتقد ان مثل هذا الإنسان الرافض سوياً وعاقلاً وحضارياً ..وعادلاً ، ان مثل هذا الإنسان الرافض للمساواة مع أبناء بلده مع الأسف غارق في موجة من الكراهية للآخر بسبب الخلاف في الدين أو العصبية القومية ، مما يشكل انقسام طائفي أو عرقي بين الجوار في الحي الواحد معوقاً المسيرة الحضارية في البلد بعمومه ، ولذلك كانت العلمانية تعمل جاهدة على إبعاد الدين والعنصرية القومية عن مسار سياسة الوطن ، ولكن ضمن احترام الأديان وحرية الانتماء العقيدي من عدمه ، فالإنسان حر في اختيار دينه ومذهبة وقوميته وفي أداء طقوسه من مناسبات وأعياد وعبادات في الكنائس والجوامع والأماكن العامة ، وما إبعاد الدين عن السياسة إلا لتحقيق المساواة بين أفراد الوطن الواحد كما أسلفنا ولكي لاتشكل الديانة أو القومية امتيازاً من مواطن على آخر كما يحدث في العديد من الدساتير العربية من ان دين الدولة الإسلام وهذا خطأ لأن الدولة شخصية اعتبارية وتجمع جميع أفراد مواطنيها بدياناتهم المتعددة وانتماءاتهم القومية المختلفة تحت أسم واحد هو اسم الدولة والتي تصون أديان عديدة ويأتي المشرع ليرتكب خطأ ليقول ان دين الدولة الإسلام أو أي دين آخر وهل للشخصية الإعتبارية دين وهل الدولة تصلي وتصوم ...؟! ان عدم الاعتراف بالآخر وخاصة في محيط الدولة هو خروج عن هدف وحدة المواطنة والرجوع إلى الماضي المندثر والذي يجمع في الدولة الواحدة أسياد وعبيد أو مواطنين من درجات مختلفة فالدولة الإسلامية كانت تتشكل من طبقات على الرأس منهم القرشيين ومنهم الخليفة والولاة ثم يليهم العرب غير القرشيين ثم تأتي طبقة الموالي وهم المسلمون غير العرب والذين يُفَضّل عليهم العربي في كثير من الأمور والطبقة الرابعة أهل الذمة وهم غير المسلمين ويدفعون الجزية وقد حطّت من شأنهم الوثيقة العمرية وأذلتهم ، وأخيراً تأتي طبقة العبيد والجواري ..؟! وأقتطف من مقال للأخ أحمد بسمار ( خواطر وفشة خلق) تساوله المشروع والمنشور في الحوار 18-6 : . وأننا باحترامنا للرأي الآخر رغم اختلافه الفكري والمعتقدي, احترام لنا. وأننا مهما اختلفنا, يمكننا أن نجد كلمة نتوافق عليها وتجمعنا.. وأن الكراهية واحتقار الآخر سرطان ينخر كل الأسس الإنسانية وحضاراتها.. ولهذا أتساءل لماذا لم يبق عندنا إبداع ولا حضارة؟؟؟ لأن رجال الدين ودياناتنا علمتنا, حتى عندما كنا في قعر حفرات الانحدار, أننا أفضل أمة في الأرض. أفضل أمة في الأرض؟؟؟ لماذا.. لماذا... وهل تساءلنا مرة واحدة وبصدق داخلي حقيقي كامل؟ لماذا نحن أفضل أمة في الأرض؟؟؟ عندما نجد الجواب.. عندما نعرف الجواب.. عندما نحلل ما وجدنا ونقنع به.. نبدأ يقظتنا. تبدأ مسيرتنا إلى المعرفة والنور.. ونستطيع بناء جسور جديدة نحو الآخر.. ونلتقي مع البشر والإنسانية...(انتهى) وهذا هو هدف العلمانية ، وكيف نكون أفضل أمة ونحن نحمل في طيّاتنا كماً هائلاً من الكراهية وعنصرية ذاتية أنانية متخلفة عن عدم الاعتراف بالآخر ، بل واعتباره عدواً كافراًَ ملحداً ودمه وأمواله وأبناءه حلال .. والهدف العريض للعلمانية هو الإنسان أولاً وأخيراً وبحيادية الانتماء وقدسية الحرية المسؤولة فالمواطن هو أس الوطن ، والنظام الديمقراطي الحقيقي وليس المزيف والصوري يحقق العدالة بين المواطن والسلطة . العلمانية رسالة حضارية معاصرة شعارها المساواة ، الحرية ، الإنسانية واحترام الأديان...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية إلى : مـصـطـفـى حــقــي
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 22 - 11:32 )
أشكرك يا أستاذ مصطفى حقي على استشهادك بكلماتي عن فصل الدين نهائيا عن الدولة والسياسة, وتطبيق علمانية حديثة تحترم جميع الأديان وتشمل جميع الأقليات بتساو ومواطنة شاملة. حيث تبقى المواطنة هي المبدأ الذي يقدم الاحترام وضمان الحريات والحقوق المتساوية للجميع.. ولكن يا أستاذ حقي.. في بلادنا العربية حيث تسود اليوم عصبيات طائفية, كأننا في عصور العتمة والجهل والجهالة.. وحيث من تبقى من الأنتليجنسيا أما يصمت خائفا, أو يلتزم مع هذه التيارات حتى يطعم عائلته..كيف تريدنا أن نسعى إلى العلمانية.. ونصل إلى النور والحضارة..لأننا مع الحسرة واليأس والألم.. اخترنا العتمة والجهل والجهالة.. وحتى نلتقي..لك مني أصدق تحية مهذبة.


2 - ابوس روحك وج وقفى يا خيو
T. Khoury ( 2010 / 6 / 22 - 14:09 )
مقال يعبق بالانسانية والعلمانية الحقيقية.
بعض الملحدين المتدينين (الالحاد ثاني اسوء ديانة بعد الاسلام, وهم يكرهون كل ما هو مختلف معهم) يظنون انفسهم علمانيين وهم ابعد ما يكون عن العلمانية وهي اعتبار المعتقد شئ شخصي اما القوانين فهي مدنية.

تحياتي للكاتبين مصطفى حقي واحمد بسمار

وابوس روحك وج وقفى يا خيو






3 - رد وتساؤل إلى :T. KHOURY
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 22 - 19:32 )

Agnostsime Athéisme
أو ما يترجم باللغة العربية الفصحى أو الدارجة الشعبية : الالحاد. هي تسمية خاطئة وأنت تسميها ديانة الالحاد وتوصمها بالخطأ وتخلط ما بينها وبين العلمانية, وتوصم الاثنتين بالتعصب. علما أن الوصف أو الترجمة الصحيحة على هاتين التسميتين علميا والأصح هي عدم ممارسة أو اعتناق أي دين. وكيف لإنسان لا يمارس معتقدا أن يتعصب له...;ومن هم الملحدين المتعصبين؟؟؟ نورني من تفسيراتك.. وأنا لك من الشاكرين... مع تحية صادقة مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


4 - تصحيح.. رجــاء
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 22 - 21:11 )
Agnostisme ou
Athéisme
عدم ممارسة أي مذهب أو معتقد ديني...
مع الشكر والتحية.


5 - فادهب الى مؤتمراتهم
T. Khoury ( 2010 / 6 / 22 - 23:22 )
اخ احمد ارجو ان تقرأ تفليقي مرة ثانية
انا لم اخلط بشئ
اذا اردت معلومات عن الملحدين وتعصبهم فادهب الى مؤتمراتهم او ابجث عنهم على النت

مودتي


6 - الى السيد احمد بسمار
ريم ( 2010 / 6 / 23 - 22:38 )
الدكتور طلال خوري يقصد الدكتور صلاح يوسف في مقالته اليوم
على صفحة الحوار والتي حذفت بصورة ما


7 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 6 / 24 - 12:18 )
شكراً أخي أحمد وان تحقيق عدالة العلمانية ومواكبة العصر في بلادنا وعبر واقعنا المر والمخزي هو بمثابة الحلم ، ولكن لابد أن نتشبث بالأمل
الأخ خوري أنت أيضاً في القلب وج وقفى ومن فسط حلب ، خيو أنا في عندي بيت بالحمدانية وياريت نلتقي ونشرب فنجان قهوي ، وأهلين بأهل حلب
وشكراً للأخت ريم وفي زمن الأنترنيت الكلمة ستسود وإن حذف مقال في موقع فسينشر في موقع آخر وآخر ...


8 - شكرا للكاتب الكبير
عصام ( 2010 / 6 / 24 - 14:17 )
تحية تقدير واحترام
سلمت يداك بما خطت من افكار نيرة تنير العقول المتعفنة


9 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 6 / 24 - 19:39 )
شكراً سيد عصام ، وهذا هو واقعنا إما أن نرضخ ونصمت وهذا مايريدونه أباً عن جد ويفرحون وإما أن نحرك شفاهنا ونتكلم بحقيقة ومادية .. عندها الويل لنا .. هذا هو واقعنا الذي يجب أن يتغير ... ولكن ...؟

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م