الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-9

قيس مجيد المولى

2010 / 6 / 22
الادب والفن




أطاحت نتائج الحرب العالمية الأولى بخريطة العالم وأتت بمتغيرات شاملة عصفت بكل أوربا ومست تكوينها الجغرافي ومرتكزاتها الإقتصادية والإجتماعية والفكرية ولاشك أن العقوبات التي خرجت من معاهدة فرساي 1919 ضد ألمانيا كانت أحد الأسباب للتهيئة في إندلاع حرب قادمة أشد ضراوة بالتأثير من الحرب الأولى وكنتيجة كذلك لهذه الحرب
فقد قام تحـالف جديد بأسم (المحور ) حيث ظم ألمانيا وأيطاليا واليابان وظهرت ألمانيا الجديدة المانيا ذات الإتجاهات النازية وظهرت إيطاليا الجديدة ذات النزعات الفاشية ناهيك أن الولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة لهذه الحرب أيضا قد إنتقلت من الإتجاه السلمي أي الإنتقال من مبدأ (مونرو ) إلى تبني الرئيس ولسن لسياسات التدخل والإندفاع نحو الحروب ،
كان الوطن العربي أنذاك الساحة الخلفية لهذه الحرب
وكان قبل ذلك وجله يدار من قبل الإدارة التركية عبر مسمى الدولة العثمانية الإسلامية ورغم أن الأتراك لم يسعوا لتتريك المنطقة العربية المحتلة لكنهم ساهموا بتخريبها
حيث كانت إدارتهم للبلاد مثالا للفساد والتدهور في العديد من المجالات ولابد لهذه الدولة المترامية الأطراف أن تشيع قبل وفاتها لذلك نجد أن بريطانيا وفرنسا حين عرفوها بالرجل المريض وخلال العام1916 إتفقتا على وراثتها وضمن معاهدة سرية بينهما عرفت بمعاهدة (سايكس – بيكو ) تم تقسيم المشرق العربي وتم هذا التقسيم بمباركة روسيا القيصرية بموجب إجراءات غض النظر من قبل الدولتين في إطلاق يدي روسيا للسيطرة على بعض المناطق في أسيا الصغرى ،
وبموجب ذلك تم إخضاع الدول التي كانت خاضعة تحت السيطرة العثمانية فقد إنتقل خضوعها تحت السيطرة البريطانية والفرنسية وبموجب ماخطط له قبل بداية هذه الحرب وما أجمعت عليه اليهودية العالمية فقد وضعت فلسطين تحت الإشراف الدولي ،
لم تكن حال أغلب البلدان العربية بعد الحرب بأفضل منها قبله فهو إمتداد لحالة التخلف والفقر والنكبات وتكميم الأفواه وغياب الحريات ،بل مر العالم العربي بفترات من الظلامية واليأس لفقدانه إستقلاله وتبعيتة
للأطراف التي تحاربت أنذاك ،
وقد ذكرنا فان نتائج الحرب الكونية الأولى قد وضعت أسباب قيام الحرب الكونية الثانية
1939- 1945
والتي كانت نتائجها أشد إيلامها وأعصف تأثيرا من الحرب الأولى فعلى الصعيد البشري وبعد سنوات ست فان إجمالي الخسائر البشرية مابين قتيل وجريح ومعوق ومشرد قد فاق(100 )مليون نسمة كما أن أبرز تحول عسكري في هذه الحرب هو إستخدام أسلحة التدمير الشمولية حين قامت الولايات المتحدة الأمريكية بأستخدام السلاح النووي ضد مدينتي (هيروشيما وناغازاي ) اليابانييتين ناهيك عن تدمير مدن باكملها في العديد من المدن الأوربية ،أما على الصعيد السياسي فقد أدت نتائج الحرب سياسيا الى توسع النفوذ البريطاني والفرنسي والسوفيتي وقيام محورية عالمية جديدة عرفت فيما بعد إقتصاديا بالشرق الإشتراكي والغرب الراسمالي وماصاحب هذين الإتجاهين من ظهور إتجاهات إقتصادية وفكرية وأدبية كنتيجة لهذا الظهور الإقتصادي الجديد في شكل من أشكاله أو كنتيجة حتمية تطلبتها نتائج الحرب العالمية الثانية التي هزت البنى الروحية لأبناء الأرض سواء الذين كانوا تحت تأثيرها المباشر أو المتضررين جزءيا منها وقد سعت أمريكا لإحتواء القوى الجديدة فنجحت بدعواها لإنشاء الأمم المتحدة لترتيب شؤون العالم الجديد وحل مشاكله ضمن دعوى الطرق السلمية لتهيئ لنفسها دورا جديدا في قيادة العالم وفق أسلوب السيطرة العسكرية المباشرة حين جعلت من بنود ومواثيق الأمم المتحدة بنودا ومواثيق تخدم مصالحها وتشرع لها الأحقية في إتخاذ أي إجراء تراه منسبا ضد أي دولة في العالم مهما كان تاريخها وحجم سكانها وهو تهديد لمفهوم السلام العالمي
والإتفاقات الدولية والعلاقات الثنائية والإقليمية‘
والذي يهمنا من تلك المقدمة الموجزة هو ماتأثير هذه الحرب الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي وهل هناك نتائج إيجابية أوانهاعلى الصعيد المستقبلي المنظور الذي يمكن أن يفرزه ذلك الصراع ،
نتائجها السلبية على المنطقة العربية كانت واضحة في المجال الإقتصادي وتأثيراتها في مجال غياب الحريات كانت واضحة أيضا وكذلك محاولة شل الحركات السياسية ومحاربة الأصوات الوطنية الحرة التي تدعو إلى الإستقلال ونيل السيادة ،
ولاشك فقدأستُخلصت منها نتائج إيجابية ظهر ذلك جليا في الدور الذي لعبته الجمعيات والأحزاب والصحافة في دعم المطالب الوطنية ورافق ذلك نهضة فكرية وثقافية تدعو الى مراجعة القديم والتحرر من سطوته ودراسة الجديد والإفادة من المعطيات التي تنسجم ورغبة الفرد العربي بالتخلص من الجمود والببغائية الى التفكيروالتحليل والتجريب
وإعادة بناء العقل العربي والتخلص من بعض موروثاته مع تفهم المحلية مع ظهر تيارات أدبية وفكرية جديدة ،
أدى ذلك أن تمد هذه التيارات وكذلك قسم من الأيدلوجيات أيديها لتداعب المشاعر الوطنية
والقسم الأخر ليداعب حاجاته الخالصة ومنها إفتقاده لكونيته التي تمثلها ذاته وهي بداية أولية لظهور كتابات من نمط أخرسواء في الغرب أو الشرق أو في منطقتنا العربية ،

[email protected]
شاعر عراقي- مقيم في قطر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بحث يستحق الاحترام
المهندس كاظم الساعدي ( 2010 / 6 / 23 - 00:18 )
مخاض واحداثيات متاقطعة للمراحل المؤشرة من قبل الباحث الاخ المولى تؤكد ان خارطة الادب وكل ماهو يمت للحياة بصلة قابل للتغير وبالمطلق نحو الاسوأ واما الادب هو الوحيد الذي يناضر المراحل ويبدي مقاومة شدشدة بل انه يتتكيف مع الضرف ويحاول معالجة المشاكل الناجمة ايجابا وليس سلبا مثل باقي القنوات الاخرى لان الادب يتم تناوله وبالنسبة العالية وليس بالمطلق مع اناس لهم اجندة انسانية رائعة
شكرا للاخ المولى وانا من متابعي نتاجاته التي تتسم بالتميز شعرا نثرا نقدا وادبا بصورة عامة

اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب