الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يكرهون الجمعية المغربية لحقوق الانسان

رشيد طلحة

2010 / 6 / 22
حقوق الانسان


منذ الإعلان عن نهاية أشغال مؤتمرها الوطني التاسع و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تتعرض لهجوم عنيف من قبل أقلام صحافية مستقلة و حزبية و صل حد اتهام المؤتمرين بالخيانة العظمى و الولاء لجهات أجنبية تستهدف الوحدة الترابية للبلاد مطالبة الدولة بالتدخل لحل الجمعية و تحريض أعضائها المنتمين لحزبي الطليعة الديمقراطي و الاشتراكي الموحد على إعلان براءتهم من مقررات المؤتمر و الانسحاب من الجمعية.

و مما يؤسف عليه هو استغلال هذه المنابر الإعلامية - حتى تلك التي كانت بالأمس القريب تدافع عنها الجمعية باستماتة صونا لحقي التعبير و الرأي ضد السياسة الممنهجة لقمع الصحافة الغير مروضة - بعض الخلافات التي ميزت أشغال المؤتمر و النسب المرتفعة للمتحفظين على التقريرين الأدبي و المالي و خصوصا قرار بعض المؤتمرين سحب ترشيحاتهم للجنة الإدارية ، متناسية أن الاختلاف أصلا هو ثقافة متجذرة في الفكر اليساري لأنه فكر علمي نسبي قابل للنقد و أن أساليب الديمقراطية المتبعة في الجمعية من خلال منظومة وحدة- نقد- وحدة من الطبيعي أن تؤدي إلى اختلاف وجهات النظرعلى أن رأي الأغلبية هو الذي يلزم الجميع ، كما أن الولاء في الجمعية هو للأفكار و ليس للأشخاص كما في كثير من الهيئات السياسية و المدنية.

و في الحقيقة هذه الحملة الشرسة تندرج ضمن إستراتيجية مخزنيه رجعية مفضوحة تهدف مسح الجمعية من الخريطة الحقوقية للمغرب، لأنها و بكل بساطة المنظمة الجماهيرية الوحيدة التي رفضت إعطاء شيك على بياض للنظام والتصفيق و التطبيل لشعاراته الرنانة و ادعاءاته بطي صفحة الماضي و ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، كما أنها لم تدخرا جهدا في فضح الانتهاكات و الخروقات التي مازالت ترتكب في حق أبناء هذا الوطن خصوصا بعد أحداث 16 ماي المشئومة و اعتماد قانون الإرهاب الذي أجهز على كل المكتسبات الحقوقية في مغرب القرن 21 ..

فمنذ تأسيس الجمعية سنة 1979 لم تتوقف آلة القمع عن توجيه سياطها نحو المناضلين الذين تعرضوا لاعتقالات و محاكمات بتهم تجاوزت حدود الخيال، و حتى في ظل العهد الجديد و المفهوم الجديد للسلطة و دولة الحق و القانون، فقد تعرضت وقفات الجمعية لقمع همجي مقصود حيث مازال كثير من مناضليها يعانون من آثار العنف الذي مورس عليهم بشكل هستيري من قبل الشرطة و القوات المساعدة في مختلف المواقع.

فما هي الجرائم الكبرى التي اقترفتها الجمعية في حق الدولة و الوطن حتى تكون منبوذة من قبل هؤلاء؟

الجواب واضح و بسيط و لا يحتاج لكثيرا من التفكير، فالجمعية طالبت و ما زالت تطالب ب:

- عدم الإفلات من العقاب من خلال مساءلة المتورطين في ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و محاكمة المسئولين عنها و الذين ما زال معظمهم يتربع على كراسي السلطة ويتبوأ المناصب العليا للدولة.

- الكشف عن مصير باقي المختطفين أمثال المهدي بن باركة و الحسبن المانوزي و عبد اللطيف زروال و غيرهم ممن ركنت ملفاتهم في أرشيف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان حتى يطالها النسيان، خصوصا و أن كثير من الأشخاص الذين ساهموا في اختطافهم مازالوا على قيد الحياة.

- التطبيق الكامل لتوصيات هيئة الإنصاف و المصالحة خاصة فيما يتعلق بإصلاح الجانب المؤسساتي للدولة لضمان عدم تكرار ما حدث و بجبر الضرر الفردي و الجماعي و بالاعتذار الرسمي لضحايا سنوات الرصاص.

- إقرار دستور ديمقراطي علماني يضمن حرية العقيدة و فصل الدين عن الدولة و سمو المواثيق الدولية على التشريعات المحلية و المساواة بين الرجل والمرأة في كافة المجالات مما يتيح الرقي بالإنسان المغربي من مجرد رعية إلى مواطن حقيقي يتمتع بكافة حقوقه.

- حل ديمقراطي يحترم الشرعية الدولية لإنهاء النزاع الذي طال أمده في الصحراء ويضع حدا للانتهاكات التي ترتكب من الجانبين في حق الصحراويين بما من شأنه تجنيب المنطقة ويلات الحرب و بالتالي تسريع بناء وحدة المغرب الكبير و تحقيق تكامل اقتصادي يحرر شعوب المنطقة من التبعية الاقتصادية للدوائر الرأسمالية الغربية.

هذه المطالب و غيرها كانت السبب الحقيقي وراء إثارة الحقد على الجمعية و تأليب الرأي العام ضدها من قبل قوى رجعية لا زالت تحن للماضي الأسود مستعملة في ذلك أرخص و أوسخ الوسائل و هي الكذب و الافتراء و قلب الحقائق و التي تجاوزت الحدود الأخلاقية للاختلاف حيث بلغت حد استغلال مؤسسة دستورية و رمز الديمقراطية بالبلاد للتنديد بمواقف الجمعية و اتهامها بالعمالة للخارج والمس بالقيم الاجتماعية للشعب المغربي و تمرير نزعات انفصالية من شانها إثارة الفتنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لسبب بسيط...
كسيلة محمد ( 2010 / 6 / 23 - 22:39 )
نكره الجمعية لسبب بسيط هو موقفها من القضية الوطنية


2 - لسبب بسيط...
كسيلة محمد ( 2010 / 6 / 23 - 23:05 )
نكره الجمعية لسبب بسيط هو موقفها من القضية الوطنية


3 - كيف نحبكم
علال ولد فاطنة ( 2010 / 12 / 31 - 11:45 )
لا نحبكم لاننا لا نعرفكم فمن انتم
كيف نحبكم وانتم تسعون إلى تقسيم أرضنا وبلقنة وظننا وهذه سياسة ما عهدناها إلا في المستعمر وسياساته الهادفة إلى إضعافنا فكيف نحبكم

اخر الافلام

.. مراسل #العربية فادي الداهوك: ‏طلاب جامعة السوربون ونواب فرنس


.. رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية: نتهم ا




.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا