الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى (إنتفاضة الضوءعلى الظلام) التي أطلقتها البصرة الفيحاء؟!

محمود حمد

2010 / 6 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ربما الصدفة التي صارت ضرورة هي التي جعلت من صراخ (الضوء) في شوارع المدن العراقية المظلمة..الشرارة التي ستُفقئ ذرائع دولة (الظلام)!
فإندلاع (انتفاضة الضوء) لإسقاط سلطة الظلام في البصرة..المدينة التي كانت موئل انتفاضة اذار 1991 واجهضتها الولايات المتحدة وطائفية النظام العربي والتدخل الايراني..
تؤشر لنا دروساً هامةً مُنذ إتِّقادها وإمتداد شَرَرِها الى محافظات الناصرية وديالى وكربلاء والانبار وصلاح الدين وكركوك..وسريانها في هشيم الإحتياجات الخدمية التي أنهكت حياة العراقيين وقَبَرَتْهُم تحت ركام التخلف والظلام الشامل!
ومن أول تلك الدروس المضيئة:
1. انتصار ( ثقافة ) المطالب الخدمية المتمدنة في وعي العراقيين على الشعارات الطائفية المتخلفة..التي راهن على ترسيخها في عقولهم وسلوكهم المحتلون والمتطرفون العرب والايرانيون على حد سواء؟!
2. تراكم الوعي والسلوك الديمقراطي الشعبي بين قوى المجتمع كسلاح في التغيير بديلا لفتاوى الارهاب والعنف كأداة للتدمير..
رغم كل الجرائم الدموية التي ارتكبت بحقهم من قبل صنّاع الموت وتجار العنف ومُنتجوا الكراهية داخل (العملية السياسية) وفي دول الجوار ودولة الاحتلال؟
3. تنامي قدرة الصوت الشعبي السلمي على إسقاط رموز السلطة الفاشلة ، رغم تشبث المالكي بأحد رموز حكومته الفاشلة حتى الرمق الاخير..
لكن صوت الشعب كان اقوى من قبضة السلطة..وفرض الشارع المطلبي ارادته بإقالة وزير الكهرباء..
وهو اليوم يُحيل محافظ البصرة للإستجواب تمهيدا لاسقاطه..
وأخرج رئيس الحكومة من صمته معترفا بوجود وزراء فاشلين على مدى اربع سنوات ومبرراً عدم إقالتهم بالتباسات العملية السياسية..!!!؟
4. إنجلاء وحدة الشعب الوطنية الطبقية المطلبية في جميع المحافظات بعيداً عن فوضى وسيوف التمزيق الطائفي والعرقي التي أشاعها أمراء الطوائف والأعراق ومواليهم وناشروا الضغينة والداعون الى الانكفاء العرقي والطائفي الضيق على مدى السنوات السبع الماضية؟!
5. تصاعد صوت المساءلة الشعبية بعد ان اثبتت تجربة ( الديمقراطية التوافقية بين المتحاصصين ) فشل مجلس النواب والمجالس المحلية التابعة لاحزاب الحكومة في استئصال الفاشلين من نسيج الدولة وجسد الحكومة..وإصابة هولاء (المُنتَخبين بإسم الشعب!) بالصَّمم والبَكَم أزاء الفساد المالي والتخلف الاداري!!!
كتبت صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور أن الحكومة الأميركية..
( أنفقت 4.9 مليار دولار على تحسينات الكهرباء في العراق منذ سنة 2003، وصرفت الحكومة العراقية أضعاف هذا المبلغ على الكهرباء أيضاً..
فأين ذهبت الأموال؟.
وأين هي الكهرباء؟!
تلك كانت هتافات وتساؤلات المواطنين الغاضبين في البصرة!
ووصف المحتجون تظاهراتهم بأنها شرارة التغيير لاسقاط نظام الفترة المظلمة لحكومة فشلت في تلبية احتياجات المواطنين الأساسية.
وأكد زعماء التظاهرة أن هنك خططاً معدّة لتنفيذ الكثير من التظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات!.
6. قدرة الجماهير على تنظيم نفسها عفويا حول مطالبها وبلورة أشكال متجددة للتعبير عن مصالحها وتضامنها مع مواطنيها في المحافظات الاخرى..
(مثلما فعلت جماهير الناصرية البطلة عندما هبت لنصرة اهل البصرة المنتفضين)، واظهرت تلك الجماهير مهارة مسؤولة في التحرك السلمي المنظم والقانوني لتحقيق مطالبها؟!
(تحدث المواطنون من أهالي كربلاء الى وسائل الاعلام:
قدمنا منذ يومين طلبا للحصول على موافقات أمنية لانطلاق مظاهرة سلمية تطوف شوارع كربلاء، للتنديد بتدني مستوى الخدمات والمطالبة بإقالة وزير الكهرباء، وإعلان وقوف أهالي كربلاء مع أهالي محافظتي البصرة والناصرية.
وتم تعليق العديد من اللافتات في شوارع المدينة تطالب بتحسين الخدمات، لكن اللافتات أزيلت من قبل رجال الشرطة الذين قالوا أن الموافقة لم تحصل على التظاهرة، وان كل من يخرج يعد خارجا عن القانون!!!)
(في الوقت الذي تستعد فيه القوى السياسية والشعبية في الانبار للتحضير لتظاهرة جماهيرية سلمية كبرى خلال اليومين المقبلين، احتجاجاً على نقص الطاقة الكهربائية وشح مياه الشرب، إضافة إلى سوء خدمات الصرف الصحي في المحافظة!.)
7. تبدد غمام التضليل الوعظي الذي إستهدف مدارك ومشاعر واحاسيس وسلوك جموع الفقراء العراقيين ليل نهار..
لإقصاء التفكير بإحتياجات أطفالهم وعوائلهم الانسانية عن عقولهم وإستبدالها بالبغيج والأدعية والإذعان للأصنام السياسية وكراهية الآخر!
ولنسيان جحيم الدنيا الذي خلقته السلطة..بالترهيب من جحيم الآخرة الموعود!
بهدف تأبيد بقاء الحكام الطائفيين في مناصبهم ؟!
8. اجبر المواطنون المحتجون على نقص الخدمات الأساسية ممثلوا السلطة على الاعتراف بفشلهم!
( فقداعتبر المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني تظاهرات الاحتجاج على تردي الكهرباء الوطنية في عدد من المحافظات ردا ـ طبيعياـ على فشل الحكومة..
ان على الجميع ان يعترف بان الحكومة اخفقت في حل مشكلة قطاع الكهرباء ، وما حصل في كركوك وصلاح الدين والبصرة هو اكبر دليل على ذلك)!
9. تأكيد عدم نزاهة البيئة الانتخابية التي أفرزت الحكومات المحلية العاجزة والحكومة المركزية الفاشلة..
لأن رأي الشارع المُنتفض الواعي لما يريد يُغاير ماجاء في أوراق الاقتراع التي إستباحتها رياح الرغبة بإقصاء الآخر السامة فحسب..أكثر من إختيار صنّاع الحياة ومُلَبوا الإحتياجات!
10. عَبَّرَت التظاهرات عن فشل الطبقة السياسية العراقية المتنفذة بمجملها وليس الحكومة فحسب..لأن الحكومة هي نتاج الطبقة السياسية الحاكمة المتناحرة المستوردة بحافلة المحتلين او المعاد إنتاجها من سكراب الدولة الدكتاتورية!
( قال الشيخ ناصر الهذال أحد شيوخ عشيرة عنزة في ديالى إن ما تشهده مدن عراقية من تظاهرات تندد بالتردي الخدماتي رسالة واضحة الى الكتل السياسية التي يصر كل منها على حقه في تشكيل الحكومة!..
وحمّل الهذال:المسؤولين وأعضاء البرلمان وزعماء الأحزاب الرئيسة مسؤولية التردي الخدماتي والأمني في البلاد بتهميشهم معاناة المواطنين والاهتمام بمصالحهم الخاصة)!!.
• ان (انتفاضة الضوء على الظلام ) التي أوقدت شرارتها الأولى البصرة الفيحاء..سوف لن تتوقف..
ليس كانتفاضة في الشوارع ـ بالضرورة ـ بل كحركة شعبية مطلبية سلمية ستنبثق عنها مفاهيم تغييرية جديدة ومعايير وطنية تتجاوز سطوة الخوف من وعاظ السلاطين..
• وستنتج أشكالاً تنظيمية عفوية واعية قادرة على استيعاب وتوحيد جميع المواطنين الساعين لإنتشال الانسان والوطن العراقي من التخلف الموروث او الذي أعادت إنتاجه ( دولة الطوائف والاعراق) في حاضنة المحتلين!!..
• لذلك..يجب ان يتصاعد التحرك الشعبي على المستوى الوطني لقطع الطريق امام تشكيل حكومة جديدة فاشلة..والسعي السلمي المنظم من إجل إقامة (دولة الوطن المستقل الكامل السيادة..والمواطن الحر المُرَفَّهْ)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم