الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربَّما

حميد أبو عيسى

2010 / 6 / 22
الادب والفن


ربَّما يُشفى الجذام ُ من ْ قروح ٍ دائمة ْ
مثلما في لحظة ٍ يغدوالبرئُ مذنبا ًأومجرما
ربَّـما تاه َ الخـلاصُ في جحـور ٍ مظلمة ْ
أو ربَّـما ينجـو الـغـريـق ُ بجـذوع ٍ هائمة ْ!
ربَّما..لكنني أحيا غريقا ً في قصور ٍمعدَمة ْ

ربَّما يوما ًسيشدو القادمون أحلى أنغام ِالغناءِ
أو سيختالُ الربيع ُ حاملا ً بشرى الجلاءِ
ربَّما لاحتْ، غدا ً، في الأفق ِأعراسُ النماءِ
ثم َّ تزهو فـوق أرضي كل ُّ أشكال ِالرخاءِ
ربَّما..لكنني لا زلتُ بعد الذلِّ ألهو بالشقاءِ

ربَّما ، في الليل ِ ، أجتاحُ البحارَ المعجزاتِ:
موجة ٌ تطوي مجاذيفي وأخرى تمتطي
البحرَ جوادا ًصوب شطآن ِالتشبثِ بالنجاةِ
ربَّما عاد َ الحبيبُ قبل أن تـُـفنى حياتي
ربَّما..لكنني أبقى كئيبا ًيائسا ًحتى مماتي

ربَّما تطوى سنون ٌأو قرون ٌفي بلادي
كلـَّـها حزن ٌ وعجز ٌ واشتياق ٌ للبعادِ
عن ْ ترابٍ كان َ بالأمس ِ منارا ً لاتقادي
ربَّما يجلو الطغاة ُالعابثون بمصيري وجهادي
ربَّما..لكن َّما يخفي همومي أرتديهِ في رقادي

ربَّما تروي العصورُ قصة ًمن روضةِ النسيان ِ،
قصة ًتحكي صدى الأجيال ِ في عمق ِالزمان ِ
ربـَّـما يـغـدو مكـاني فـوق َ هـامـات ِ الـمـكـان ِ
ربَّما لكنني لاأستطيعُ العومَ ألا في عيون ٍلا تراني

ربَّما تأبى الزهورُ الحالماتُ أن تموتَ
ربَّما غـادرتِ الشـطآن ُ مجـراها المقتيـتَ
ربَّـما انهارتْ نواميسُ الخـليـقـة ْ وتـوارتْ
دون شــرخ ٍ ، دون ســكـراتٍ مـمـيـتـة ْ!
ربَّما لكنني كالرمل قد أصبحتُ أشلاءً شتيتة ْ!

ربَّما عاد َالصباحُ من مشاوير ِالسفرْ
أو يهل ُّ الليل ُ فجرا ً بقلاد ٍ من دُررْ
ربَّما غنَّى الغديرُ كل َّ ألحان ِ الغجرْ !
ربَّما، لكن َّليلي دامسُ الدجناءِ دوما ً
بعـد َ أن ْ شـاخ َ الضـياء ُ في القـمـرْ

ربِّما الأيامُ تمحي كلَّ آثار ِالجراح ِ- الكلماتِ
مثلما فاحـت ْ عبيرا ً كل ُّ أطياب ِ الذواتِ
ربَّما عادتْ أصولُ الدار ِفي أبهى صفاتِ
ربَّما..لكنني أصبحتُ جزءً من سباتي

ربَّما جرَّدت ُ قلبي من ْهموم ٍ مستحيلة ْ
مثلما فكَّرَ أهلي أن َّ دجلة ْ سوف تغلي
كـلـَّـما جاء َ الكـبارُ بخـبيزات ٍ قـليلة ْ
أو بماء ٍ من ْ ينابيع َ صفيَّة ْ السلسبيلة ْ
ربَّما لكنني أودعتُ أيامي سمادا ًللخميلة ْ

ربَّما لن تغسلَ الأمطارُأشواق َالنخيل ِ
أو يعـيد َ البحـرُ آمالَ الـنجاة ِ للغـريق ِ
ربَّما تخشى الوعودُ أن تضيعَ في الطريق ِ
ربَّما شــُدنا الرحال َ نحـو َ أحجـار ِ الجليل ِ!
ربَّما لكنني أيقنتُ أن الفجرَمنْ صلبِ الأصيل ِ!

هل ْ إذا أقنعتُ حيتان َ البحار ِ إن تصلي
أو إذا مارستُ حقـّي في القضاء ِ للتخلـّي
عن حقوقي وانتمائي، عن خياراتي وعقلي ،
هل ْ سينجو منْ تلابيبِ الشقاء ِ كل ُّ أهلي؟!
ليس في النهر ِ مياه ٌأو شعاع ٌ فوق حقلي
ليس َ للآلام ِ شكل ٌ غيرُ مرسوم ٍ بشكلي
كلما دب َّ الصقيع ُ في كياني خلت ُ أني
كسمائي ودمائي سوف أقسو، سوف أغلي

ربَّما كنتُ أغالي ،
ربَّـمـا أمسـت ْ بـغـالـي
لا تطيقُ السيرَ في الشمِّ الجبال ِ،
ربَّما أصبحتُ شيخا ً لا يحسُّ، لا يبالي
ربَّما لكنني ما زلت ُ أشقى من ْ شجون ِ العشق ِ في عمق ِ الليالي

كيف أصبحتُ عجوزا ً والمواويلُ الخوالي
لم تزلْ تشدو لأيام ِالتغني بالمدَّة ِ والوصال ِ
لستُ أدري، إنه ُ اللهُ عليم ٌ بتفاصيل ِ المقال ِ،
بل ْ هي الأحلام ُ تحـكي قـصة َ العهد ِ المُزال ِ!
ربَّما لكنني ما زلت ُأخشى أن َّأحلامي بعيدات ُالمنال ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب