الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2010 / 6 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


هنالك نوعان من الإرهاب: الإرهاب البدنى الذى تمارسه جماعات متطرفة تستهدف أبدان وأرواح المواطنين والإرهاب المعنوى الذى يستهدف مباشرة الحالة النفسية والمعنوية للضحايا. الجدير بالذكر أن الإرهاب المعنوى لم يعد لعبة تمارسها أجهزة تابعة للدولة بل يمارسها بعض المواطنين تجاه إخوانهم المواطنين. لقد نجحت جهود الدولة فى محاصرة الإرهاب البدنى غير أننا مازلنا نعانى من الإرهاب المعنوى الذى يعتبر أكثر خطورة لأنه يقوض الجهود التى بذلت وتبذل فى سبيل القضاء على النوع الأول من الإرهاب.

لقد ظل المجتمع المصرى يعانى الأمرين من الإرهاب البدنى الذى أودى بأرواح الأبرياء. من المعروف أن الرئيس مبارك بذل جهدا كبيرا للحد من هذا الإرهاب ولاستعادة الأمن والأمان إلى قلوب المواطنين إذ إنه كان يدرك بأن تقدم مصر لن يتحقق من دون أن تسود مشاعر الأمان. فالمواطن الذى لا يشعر بالأمن والأمان فى بلد ما لن يستطيع أن يقدم الكثير من التضحيات فى سبيل رخاء ورفاهية وطنه.

الغريب أن هنالك بعض معدومى الضمير لا يدركون هذه الحقائق التى طرحناها حيث تدفعهم طموحاتهم الشخصية الرخيصة إلى النيل من الهدف السامى وهو تحقيق الأمن والسلام فى نفوس قاطنى المعمورة. من الملاحظ أن بعض المواطنين الذين يحلمون بمواقع سياسية أو تنفيذية يلجأون إلى أساليب غير أخلاقية لترويع خصومهم. وهؤلاء الانتهازيون يفعلون ما يفعلون على اعتبار أن لهم علاقات شخصية مع بعض عناصر الأجهزة السيادية التى ربما لا تعلم شيئا عن مزاعم هؤلاء المدعين.

من المؤكد أن هنالك أمثلة عديدة من الإرهاب المعنوى لكننا نكتفى بتقديم ثلاثة نماذج حقيقية. النموذج الأول يتعلق بما حدث فى إحدى الكليات الجامعية منذ ثلاثة عشر عاما حيث تم إلغاء ندب أستاذة جامعية إلى إحدى الكليات وإسناد مهام التدريس لأستاذ آخر. المثير للدهشة أن هذا القرار لم يعجب عميد الكلية الذى كان يرغب فى استمرار الأستاذة فتوجه إلى الأستاذ البديل أثناء إلقاء محاضرة قائلا له إن هنالك جهة سيادية تريد التحدث معه على تليفون وكيل الكلية. فترك الأستاذ المحاضرة وألغى بقية المحاضرات وتوجه إلى مكتب الوكيل لانتظار المكالمة التى لم تأت. لقد كان هذا الموقف المروع كافيا لإلغاء محاضرات الأسبوعين التالين مما كان له أثر ضار على العملية التعليمية وعلى معنويات الأستاذ الذى لم ينس هذا الموقف حتى يومنا هذا.

والنموذج الثانى يتعلق بممارسات مدرس ينتمى لحزب سياسى حيث يسخر كل صلاته الحزبية وعلاقاته المختلفة لكى يفعل ما يشاء كأن يتقاعس عن إلقاء الدروس أسابيع متتالية ويتخلف عن كل الواجبات والمهام المكلف بها من امتحانات وخلافه وعندما تأخرت المكافأة المالية التى تقدم للمعلمين الملتزمين بأداء العمل توجه إلى الموظف المسئول وهدده بأنه سوف يشكوه إلى جهة ما. لقد كان التهديد شديدا لدرجة أن الموظف سقط مغشيا عليه بعد أن أصيب بانهيار عصبى كاد يودى بحياته.

أما النموذج الثالث فضحيته معلمة تربية رياضية نهرت تلميذة خليجية بمدرسة إعدادية خاصة بالإسكندرية حيث قام المدير بترويع المعلمة قائلا إن هنالك جهة سيادية سوف تقتفى أثرها وتؤذى أسرتها إذا لم تعتذر علانية للتلميذة إياها. لذلك رأت المعلمة أنه لا مفر من تقديم الاعتذار للتلميذة أمام جميع طلاب المدرسة ثم تقدمت باستقالتها. صحيح أن الوزير تدخل ورد الاعتبار للمعلمة وأجرى معها اتصالا هاتفيا وأعادها إلى عملها لكن تأثير ما حدث سوف يبقى محفورا فى ذاكرتها وذاكرة زملائها.

وخلاصة القول فإن الإرهاب المعنوى الذى استعرضنا بعض نماذجه من شأنه أن يدمر انتماء المواطنين ويؤدى تدريجيا إلى تفاقم الشعور بالغربة واللامبالاة وهذا بدوره ينعكس على الأداء وينتقص من فرص تحقيق الرخاء والرفاهية. لاشك أن هذا الوطن لن يحقق نهضة ملموسة إذا لم نضع حدا للإرهاب المعنوى الذى يمارسه البعض بغية تحقيق أهداف شخصية زائلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا