الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السياسية تودي بالعراق نحو الهاوية

عبدالله مشختي

2010 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الازمة السياسية التي يعيشها العراق منذ ما يقارب الاربعة اشهر والصراع السياسي الغير المشروع بين القوى السياسية العراقية ادت الى ازمة خانقة في جميع مرافق ومؤسسات الدولة العراقية ،وانهاك المواطن العراقي بسبب توقف وسوء تقديم الخدمات الضرورية خاصة في هذا الفصل الحار والخانق وارتفاع درجات الحرارة بسبب العواصف الترابية والرملية التي يعاني منها العراق منذ فترة .
انها ازمة الكم والكراسي التي تحاول كل قوة ان تستحوذ على السلطة لما فيها من امتيازات كبيرة والتي تجني من ورائها هذه القوى من اموال ومراكز وامتيازات ،فاصبح همها هو الجلوس على كراسي الحكم ونسيان المواطن وهمومه ومشاكله وهو محروم من ابسط وسائل العيش كالماء والكهرباء الذي اصبح اليوم الركن الاساسي لديمومة الحياة والعيش.
ان الديمقراطية التي استبشر بها العراقيين تحولت الى كابوس ثقيل جاثم على صدورهم بفعل عدم اهلية الاحزاب والقوى السياسية العراقية لاستخدامها الاستخدام الامثل لمصلحة بلدهم نتيجة عدم ثقة هذه القوى ببعضها البعض ومحاولة كل قوة وحزب ان ينفرد بالسلطة دون مشاركة الاخرين في القرارات الحاسمة .والا كيف يمكن لبلد مثل السودان ان تجرى فيها الانتخابات رغم كل الأخذ والرد وسوء اوضاعها، ويتم تشكيل حكومتها في فترة زمنية قصيرة ،لكن العراق وقواه السياسية لن تتمكن ومنذ 4 اشهر بعد الانتخابات ان تحل مشكلة منصب رئيس الحكومة .علما ان العراق هو بلد الذي كان يشار له بالبنان لتقدمه وتطوره الثقافي والحضاري .
ان العراق اليوم تشبه الساحة المفتوحة لكل من يريد ان يتدخل في شؤونها وجرها وفق اجنداتها ومصالحها من دول اقليمية وعربية وقوى دولية في عمليات مد وجزر للاوضاع نحو الاسوء الذي ينتظره العراق ،حيث استمرار موجات التفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات المستمرة وتصفية الحسابات بين القوى السياسية .وانعدام الامن والامان والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي عطلت اعادة بناء وتعمير ما دمرته الحروب المتوالية عليه ،وكل ذلك بسبب انشغال النخب السياسية بالصراع على السلطة ومحاولت كل طرف الحصول على اكبر عدد ممكن من المراكز والاموال دون الالتفات الى معاناة الشعب الذي صوت لهم كي يكونوا قادة لهم لانتشالهم من اوضاعهم المأساوية التي يعيشونها منذ 40 عاما وحتى الان .
ان الصراع الجاري الان على الساحة السياسية العراقية هي صراع من اجل تصفية حسابات بين قوى دولية اتخذت من العراق ساحة معركة لهم وهذا ما لا يدركه الساسة او انهم لا يابهون بها طالما لم تتحقق اهدافهم في جني وقطف كل الثمرات التي يعتقد كل حزب او قوة انها الاحق بجنيها دون غيره.ان الافاق والمجالات التي فتحته النخب السياسية لاطراف خارجية بفعل عدم اتفاقهم وصراعاتهم الغير الشرعية ستعيد البلد الى اسوء الفترات المظلمة في عصر امسى الرفاهية والعبش الكريم من مقتنيات الشعوب المتقدمة وحق من حقوقهم ،في حين الشعب العراقي محروم من هذه الرفاهية بسبب الاحزاب والقوى السياسية التي تتكالب على بعضها البعض لاستحصال حصصها من الغنيمة وكانهم ليسوا من ابناء هذه التربة وان العراق ليس بلدهم بل غرباء سنحت الفرصة لهم لان يدخلوها وعليهم اقتسام الغنيمة قبل انتهاء اجلهم .
العراق الغني بثرواته الطبيعية من النفط والغاز اضافة الى خصوبة تربته وكثرة مياهه ،والتي تعتبر من البلدان الغنية في العالم لايزال قسم كبير من شعبه يئن تحت كابوس الفقروالامراض الفتاكة التي جلبتها استخدام ما تم تجربته من المواد والاسلحة الفتاكة والتي جعلت العراق موطنا لعشرات الامراض المهلكة والتي لم يكن الشعب العراقي يعرفها قبل عقود من الزمن .ان الازمات والكوارث التي لحقت ولايزال بالعراق ستجعل البلد ينزلق نحو الهاوية اذا اندلعت من جديد الحروب الطائفية والعرقية والدينية التي لازالت هناك قوى كثيرة تعمل على هذا الوترمن اجل تدمير ما تبقى العراق المدمر اصلا بفعل حروبها التي شنتها او التي شنت عليها ،وظاهرة التصحر الذي ينذر بخطر كبير على مستقبل العراق دون يحظى باهتمام اصحاب البرامج من القوى والاحزاب التي تسطر برامج نظرية على الاوراق من اجل ذر الرماد في عيون الشعب العراقي وخداعه عن طريق الداعاية المظللة لكسب اصواتهم والقفز على كراسي الحكم على حساب دماء ودموع وارواح شباب هذا البلد .وكل طائفة تدعي انها المثالية وتريد خدمة الشعب والبلد بواقعية ونزاهة .
الواقع الصحي المتدهور وسوء الخدمات الصحية وعدم توفر الادوية اللازمة في المستشفيات .كفاكم يا ساسة العراق ،كفاكم اللعب بمصير الانسان العراقي واحتكموا الى ضمائركم وتصوروا انفسكم مكان تلك العوائل الفقيرة اصحاب الاطفال الرضع وهم يتحملون درجات الحرارة المرتفعة التي تصل الى اكثر من 50 درجة ولا تتوفر لهم الكهرباء والماء البارد ليرواو ظماهم في عز حرارة الصيف المحرقة ،تصورواانكم في هذه الحالة هل ستضبطون انفسكم يا سادة ،ام تقلبون الدنيا على رؤوس المسؤولين .ان العراقيين صبروا وجاهدوا كثيرا ولكنكم يا سادة لم تكونوا اهلا لثقة العراقيين الذين تحدوا كل المصاعب وانتخبوكم لتكونوا قدوة وقادة لهم منحكم الشعب الثقة كي توصلوهم الى بر الامان والرفاهية ولكن خابت الظنون .بسبب صراعاتكم على كراسي الحكم وامتيازات السلطة.
ان فقراء ومظلومي العراق من ابناء الشعب تطالبكم من اقصى الجنوب والى اقصى الشمال ان تكفوا عن الاعيبكم السياسية وتلتفتوا الى الواقع المزرى لهذا الشعب ن وان تتنازلوا عن طموحاتكم واغراءات السلطة ومافيها لتخدموا شعبكم الذي احتضنكم وبذل كل غال ونفيس من اجل التعاون معكم لايصالكم الى سدة الحكم فانصفوهم وردوا اليهم الدين والا فان الشعب اذا ثار غضبه لن يرحم احدا يا ساستنا في كل بقعة من ارض الرافدين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب