الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع السلطوي لقادة القوى السياسية وراء انتفاضة الكهرباء

عماد الاخرس

2010 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قد تكون أزمة الكهرباء احد الأسباب المعلنة وراء انتفاضة الغضب الأخيرة للعراقيين والتي امتدت في عدد من المحافظات العراقية ولكنها ليس السبب الوحيد لأن هذه المصيبة لم تكن وليدة اليوم أو شهور قليله مضت بل إنها بحكم الميت منذ سبعة أعوام لا وبل أكثر من عقدين.
إن مقالي الجاري غايته التأكيد على أن هناك عامل آخر مهم يجب عدم تجاهله وراء هذه الانتفاضة الجماهيرية وهو أزمة الصراع السلطوي بين قادة القوى السياسية والذي أصبح أمرا لا يطاق وخصوصا بعد أن اكتشف الجميع بأنه لا يتعدى أطماع الهيمنة على مناصب القوه والنفوذ في الدولة العراقية الجديدة .
لقد طال أمد هذه الأزمة لأكثر من ثلاثة شهور بعد انتخابات السابع من آذار ولن توجد لحد الآن أية بوادر لحلها .. لذا بدأ المواطن العراقي يشعر باليأس من العملية السياسية الجديدة ولجأ إلى الانتفاضة مستخدما اقرب ذريعة بين يديه وهى مصيبة الكهرباء.
وعلينا أن لا ننسى بان نضيف إلى هذه الأزمة ( الصراع السلطوي ) سوء الخدمات في كافة قطاعات الدولة..البطالة.. الفساد الإداري والمالي..عدم استقرار الوضع الأمني.. الخ .. عوامل كثيرة مجتمعه أدت إلى فقدان نفاذ صبر المواطن والخروج من عالم الصمت للانتفاضة .. أي أنها نتاج لتراكمات كميه من المصائب وليس الكهرباء فقط.
ما أريد قوله هو إن جميع الوزارات ووزرائها والقوى السياسية وقادتها المشاركين في الحكومة يتحملوا وزر هذه الانتفاضة وليس وزارة الكهرباء ووزيرها.
أما القادة السياسيين فعليهم أن لا يطمئنوا بحصر أسباب هذه الانتفاضة بالكهرباء ووزيرها فقط لأنها بدأت بمسيرة صغيره تطالب بتقليل سعر الوحدة الكهربائية في النجف لتتوسع بعد ذلك إلى مسيرة غضب جماهيري في البصرة وذي قار والاستعدادات جاريه للقيام بمثلها في واسط و الانبار وقد تتحول إلى ثوره في أي وقت وعندها تتشابك الأحداث والأسباب!
عليهم أن يفهموا بان هذه الانتفاضة هي ضدهم جميعا لكونهم شركاء في قيادة الدولة ولابد من توقع الأسوأ في المستقبل إذا استمروا على هذا المنوال من التأخير في تشكيل الحكومة بسبب صراع الكراسي الخالي من كل حس وطني.
أما المواطن العراقي فعليه أن لا يسكت عن الظلم أبدا ولكن عليه أن يحدد بدقه أسباب كل مصيبة ويصبح أكثر إدراكا ووعيا في اختيار ممثليه للبرلمان ومجالس المحافظات والبلدية بعيدا عن التعصب الديني أو المذهبي أو العرقي ولكي تتحرر مؤسسات الدولة التنفيذية من التوزيع المحاصصاتى الذي أطلق العنان لتسلط العناصر التي تعمل بدون أي حس وطني وبما يروق فقط للجهة الحزبية أو المذهبية التي ينتمي لها .
أخيرا لا اعتقد يخفى على القادة السياسيين بان طوفان الانتفاضة الشعبية إذا تكرر لأي سبب كان فسيؤدى إلى انهيار العملية السياسية وعوده الحكم في العراق إلى الشمولية التي ستكون وبالا عليهم أولا .. لذا عليهم الإسراع في تشكيل الحكومة واختيار عناصر وطنيه بعيده عن كل الميول لأن الشارع العراقي يغلى و إذا ثار لن يرحم احد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟