الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجلسة البرلمانية الاولى .. قراءة فاتحة ام شرارة انطلاق

احمد ناصر الفيلي

2010 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعد توترات اعقبها سكون وجمود وفي محاولة لحلحة الوضع الراكد من اجل تشكيل حكومة وطنية والتي يقف المنصب الرئاسي لها في صدارة العقبات ، وكأن المسار الطويل للنضال العراقي في التصدي لشرور الدكتاتورية ، وتقديم قرابين الشهداء جاءت لتأطير الشرف الرئاسي بعيد عن الواقع وتحولاته المطلوبة ، ومشهد التغير الذي تطلبته البلاد على خلفية ركام هائل على مختلف الصعد حيث البنى الاقتصادية المنهاره تحتياً، واكلاف المديونية الهائلة التي تقف الموارد النفطية آزائها عاجزة عن الايفاء بمتطلباتها بما يمثله ذلك من اعاقة للمسار التنموي وتعويض ما انكسر، الى جانب تعطيل عديد المشاريع للقطاعين العام والخاص جراء انعدام الخدمات وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية التي اصبحت الداء العضال لمرض مستديم يأبى الاستشفاء والتي لم تعد تنفع معه اساليب الشكوى والتذمر والاحتجاج ( اذ اسمعت لو ناديت حياً ) كما يقول الشاعر المعري في احدى لحظات احباطاتة القائله .
اما ما يتعلق بالبني السياسية فقد ورثت البلاد ملف شرور النظام البائد وعداواته وحيث العراق المعزول لا صديق ولا قريب على خلفية السياسات العدوانية الرعناء وشهوة التسلط والنفوذ الجامحة الغير محسوبة على المسارات الاقليمية والدولية، والتركيز على صناعة العنف والقتل والدمار، وتلك المآسي يحتاج فيها العراق الى سنوات بناء كثيرة في المجالين الاجتماعي، والسياسي والدبلوماسي من اجل معالجة الجروح وتصفية الاثار المترتبة عليها تمهيداً لصفاء الجو ونقاء التعايش وهبوب رياح السلام .
لا حاجة للمقال هنا التوغل عميقاً وتفصيلا فيما يتعلق بشجون الامس القريب التي اصبحت هماً ثقيلاً يرزح تحته العراق والعراقين لأن بنية الخراب ومسبباته طالت الجميع على حد سواء .

الاتعاظ من الماضي لرسم صورة الحاضر حكمة سياسية من شأنها تعزيز مسار البناء الديموقراطي والوئام المجتمعي، وخلق عوامل النهوض الموضوعية والواقعية بعيداً عن اشكاليات الماضي المره المتعددة والوفيرة، وبخاصة اشكالية السلطه والتسلط وما يتعلق بها من مغانم وبطولات الاستحواذ على الاموال العامة، تحت واجهات ومسميات عديدة، ومن المخزن ان تساهم الثروة النفطيه التي باتت المعيل الوحيد للعراق والعراقيين في توفير هذه الارضية
. الكثير من الناس تمنوا لولم تكن البلاد نفطية فقد كوتهم نيرانها، وذاقوا المرارة والماساة بسببها مثلما حرموا من خيراتها وتلاوين متاعها, ومثلت على الدوام العامل المادي الاساس وراء استقواء السلطة وسياساتها المتهورة، وقرارات العدوان، وتشديد مركزية السلطة الغاشمة المليئة بالاعتداءات على الموطنين، ومحق نشاط المال الخاص لشمولية الهيمنه والمسلسل طويل.
ما كان يمكن للدولة مثل هذه القوة لولا هذه الثروة اللعينه . في مسلسل الاحلام العراقية الحافلة بالتمني والمرتجى والمؤمل، تمنى الكثير من العراقيون لو ان البلاد عادت زراعية ترتوي من مقادير رافديها مثلما كان قبل ظهور النفط، والالام النفط وشجونه المتنوعة ومشكلاته المعقدة من الاطماع الخارجية والداخلية، اذ لولا النفط لبقيت البلاد عذراء نقية ولبقيت معها الهمة والطاقة البشرية النافذة والتي احالها النفط الى كسل وخمول مستديمين.
فالنفط وبدلا من ان يكرس لبناء البلاد، اصبح قاعدة لهدمه وتفاقم مشكلاته . فالثروه والسلطة اهم تهديد وتحدي لمسار البلاد، وهاهي تجدد مع المشهد السياسي الجديد، عندما استعصت حل مشكلة رئاسة وزراء التي غدة طمع كل طامع، دون النظر للعواقب والاثار.
استمرار المواصلة بهذا النفس من شأنه خلق كوارث اضافية كفيلة بوضع البلاد على مفترق الطرق. فتحمل المسؤوليات التاريخية وحمل الامانه، تقتضي اعادة النظر وتجاوز السطحيات التي لا تصمد امام الامتحاناتالصعبة سيناريوهات الكرسي، اصبح اعقد من سيناريوهات التغير، ولا ادري باي ادراج سكنت برامج التغير ونمطها الثوري الدراج, وكيف عفرها التراب !! وهي التي ظلت تنتفض قرابة ثلاثه عقود على مشهد اكبر دكتاتورية شهدتها المنطقة. .
عقد التمسك بكرسي رئاسة الوزراء طال مصالح الفئة والجهة الحاضنة للمرشح، والتي نذرت نفسها لحساب مرشحها بعيداً عن اي رؤية استراتجية ومستقبلية، فتغير المرشح والاحتفاظ بالامتياز للجهة او الفئة ،اهم بكثير من منطلق الطموح والديمومة والمواصلة ونجاح البرامج، وهي اهم من العامل الشخصي من منظور بعيد حيث تساهم في تعزيز قاعدتها الجماهيرية، وبنيتها المؤسساتية الحزبية .فعقدة الفردية تساهم في صناعة الدكتاتورية في كل مكان والتاريخ البشري شاهد.
ان تجاوز هذه العقده لهي مهمة وطنية وان كانت شاقة في هذه المرحلة التي تتسم بالحساسية المفرطة، وضعف بناء قواعد الثقة واللغة المالوفة الشفافة، والمتفقة مع المسار السياسي العام .
ان العراق بمشكلاته ومهمة بناءه، اهم واكبر من اي موقع سلطوي او كيان سياسي، وآلالام البلاد والعباد فوق اية جهوية او حزبية، واذ ما اردنا تحديد هوية وطنية جديدة ، فلا بد من السعي من التعامل بموضوعية وواقعية مع مختلف حاجات البلاد، واوضاعه التاريخية، وواقعة المعاصر وقراءة الواقع كما هو لابفرض الرؤى واسقاطاتة قسراً بغض النظر عن مطابقتها وملائمتها لتلك الحاجات من عدمها ،والاتعاظ من دروس الماضي القريب والحاضر المتعسر الذي يشهد ولادة قيصرية صعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها