الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لي فيها مآرب أخرى !

محسن ظافرغريب

2010 / 6 / 23
الادب والفن


ارتبطت أحزاب الخراب بشكل وآخر بالخارج الذي تعنى (عيونه ومجساته الإستشعارية الإستطلاعية) بديهياً، بوطن مبتلى بنعمة ونقمة في آن معاً، مثل العراق، و تبدو تلك العناية المركزة، بعد سبع سنين عجاف من سقوط سلطة المخابرات المركزية في العراق، تبدو جلية في مرجعياتها الخارجية على المشهد العراقي الذي لا يحسده عليه عدو ولايغبطه صديق سابق ولا لاحق في عالم السياسة الدولية الدينامكي بطبعه مذ كانت مفردة السياسة رديفة لكلمة السمسرة ولأقدم مهنة في التاريخ؛ البغاء أو البغي!.

كان الفشل والخيبة والخسران حليف حكومات العراق الجريح في الصميم: سيادته، ولم تكن حكومة حزب "الدعوة" (العميل)، بدعة في ذلك، مثلها مثل جحوش "صدام" (شهر فرشته‌ها) الذين يأكلون على كل المواد، سحت مداف بدم الأبرياء من أهلنا العراقيين من زاخو حيث قصف الجوار إلى الفاو حيث ملح الأرض يتلظى وينتفض اليوم!.

لكن من فكر بصوت مسموع، غرد بصوت خافت!، وهو يسجل يوميات الخيانة، بشجاعة مثل Christa Wolf؟!. يقبلون صداماً والآخر ويقبلون علم العراق رياءً، ويحتمون به من الجوار الذي لا يعترف بأعلام أحزاب الخيانة لأن ولاء العملاء لغير علم الوطن، يستدعيهم الأجنبي؛ أجل بالإضافة لوظائفهم لمصلحته الوطنية العليا، ولكن على صعيد دنس غير طيب وغير كفء، هم صنائع البؤس وضحايا يقلدون بتلقائية فطرية الجلاد؛ لأن دوام الإستبداد يورث التسفل!.


في 18 آذار 1929م ولدت في مدينة لاندسبيرج الواقعة على نهر الفارته غربي بولندا التي تقع حالياً في الجزء الغربي من بولندا، لأب يعمل في التجارة، وكانت تذهب إلى المدرسة حتى نهاية الحرب، وبعد أن تقرر إجلاء الألمان الموجودين في بولندا عنها وترحيلهم إلى ألمانيا، استقرت العائلة في منطقة ميكلنبورج في شمال ألمانيا في عام 1945.

في تلك الفترة كانت كريستا تعمل كاتبة على الآلة الكاتبة لدى عمدة إحدى القرى القريبة من شفيرين. ثم حصلت على الشهادة الثانوية من المدرسة العليا في باد فرانكنهاوْزن، ثم التحقت بحزب الـSED. بين عامي 1949 - 1953م درست علوم اللغة الألمانية في يينا ولايبزج. وفي عام 1951 تزوجت بالكاتب جيرهارد فولف، وفي العام التالي وضعت ابنتها الأولى Annette.

عملت مساعدة علمية في اتحاد الكتاب الألماني, ومراجعة علمية في العديد من دور النشر، وكذلك رئيسة تحرير لمجلة "الأدب الألماني الجديد" Neue Deutsche Literatur. بين عامي 1955 - 1977م شغلت مقعداً في مجلس إدارة اتحاد الكتاب الألماني في ألمانيا الشرقية. وبعد أربعة أعوام من ولادة ابنتها الأولى ولدت ابنتها الثانية كاترين.

تفرغت للكتابة منذ عام 1962. أقامت في كلايْنماخنوف القريبة من "برلين" بين عامي 1962 - 1976م، ثم انتقلت إلى برلين في عام 1976.

عام 1976م فصلت من اتحاد الكتاب لمشاركتها في التوقيع مع كتاب آخرين على "رسالة مفتوحة ضد سحب الجنسية من الكاتب فولف بيرمان".

عام 1972م قامت كريستا برحلة إلى باريس، وانضمت في عام 1984 إلى الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون في باريس. وبعد عامين حصلت على عضوية أكاديمية الفنون في هامبورج.

وقد قامت كريستا فولف بالعديد من الرحلات إلى فنلندا والسويد وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وقد منحت الدكتوراه الفخرية في جامعة ولاية أوهيو بالولايات المتحدة.

ولدى نهاية الحرب العالمية الثانية هربت أسرتها إلى ألمانيا، واستقرت في منطقة ميكلنبورج في شمال البلاد. وفي سبعينيات القرن الماضي انتقلت كريستا فولف إلى "برلين" (تبلغ الكاتبة كريستا فولف 81 عاماً من العمر، وعاصرت حقبا عدة من تاريخ ألمانيا.

عرضت الكاتبة الألمانية كريستا فولف روايتها الجديدة "مدينة الملائكة Stadt der Engel - لوس أنجلوس " التي استغرقت في كتابتها عقد من الزمن لتخرج بشكلها النهائي وبهذا النسيج الأدبي، الذي هو عبارة عن سرد للذكريات وتأملات ذاتية وتأمل في مجريات الحياة اليومية، بالإضافة إلى تصوير مراحل من التاريخ الألماني والأميركي. وخلال قراءة مقاطع من روايتها لمدة ساعة تقريباً كان الجمهور منجذبا، يرهف السمع وتلقف عبارات ستبقى راسخة في ذاكرته. فمن بين العبارات التي قرأتها الكاتبة خلال تلك الأمسية:"هل يمكنك أن تتصور شعورك عندما تقع عيناك في إحدى وثائق المخابرات على أحرف تعني بالنسبة إليك حكماً بالإعدام الأخلاقي؟!، وتعد كريستا فولف واحدة من أهم الكتاب المعاصرين في ألمانيا. وترجمت رواياتها إلى العديد من اللغات. مساء الأربعاء 16 حزيران الجاري في أكاديمية الآداب في برلين توجه مساء الأربعاء 16 /6 الى أكاديمية الآداب في برلين حشد كبير من الزوار والمهتمين بالأدب لحضور تقديم الرواية الجديدة "مدينة الملائكة City of Angels = Stadt der Engel" للكاتبة كريستا فولف، وكان بين الحضور أصدقاء الكاتبة ورفاق دربها والمعجبون بها. وفاق عدد الحاضرين السبعمائة شخص من مختلف الأعمار والأجيال، تنافسوا على أفضل مكان يمكنهم منه رؤية الكاتبة، التي أتت تتوكأ على عكازين، لكنها تتحدث بكل حيوية إلى زميلها الكاتب إنغو شولتسه الذي قدم برنامج الأمسية. وعندما قدم الكتاب قال: "يمكنني أن أذهب إلى حد القول إن نص الرواية يبدو من حيث المبنى كأنه تقرير سياحي لكنها في الحقيقة ذات نسيج نصي أكثر دقة وظرفاً ويقدم نموذجاً للحياة."

وكانت أجهزة المخابرات الألمانية الشرقية قد تجسست عليها طيلة عشرات السنين وجمعت عنها 42 تقريراً. وقد دفع هذا بعض الحاضرين إلى سؤالها عن سبب بقائها في ألمانيا الشرقية على الرغم من أنه كان بإمكانها عندئذ مغادرة البلاد، وقبل أن تجيب، تمعنت كريستا فولف بالسائل ثم بالجمهور وقالت:" لقد كان هناك عدة أسباب لذلك، أحدها أنني اعتقدت أن كانت هناك لي فيها مآرب أخرى!!."

"كيف أصبحنا على ما نحن عليه؟" هذا هو السؤال الذي شغل جيلاً بأكمله بعد كارثة النازية في ألمانيا. كريستا فولف حاولت تقديم إجابة في أعمالها، لا سيما في روايتها "نموذج طفولة".

ليس التواضع من الصفات المعروفة عن الروائي الكبير غونتر غراس. وعندما يمتدح صاحب "الطبل الصفيح" زميلاً في مهنة الكتابة، بل ويتمنى أن يشاركه جائزة نوبل في الآداب التي حصل عليها عام 1999، فلا بد لنا من أن نأخذ كلماته مأخذ الجد. غونتر غراس يقدر شجاعة زميلته من ألمانيا الشرقية، ويرى أن روايات فولف - كما رواياته هو - ساهمت في الإبقاء على وحدة الأدب داخل ألمانيا المقسمة.

عاشت كريستا فولف وكتبت أعمالها في ألمانيا الشرقية، بل كانت عضواً فاعلاً في حزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم. لهذا أضحت الروائية هدفاً لهجوم حاد بعد الوحدة الألمانية عام 1990، فاتهمها البعض بالانتهازية السياسية وبأنها كانت جزءاً من "المؤسسة". فجّرَ تلك الأزمة كتابها "ما يتبقى" الذي كتبته كريستا فولف قبلها بسنوات دون أن تنشره، وفيه وصفت كيف كان جهاز الاستخبارات في ألمانيا الشرقية يتجسس عليها، ويراقبها في بعض الأحيان ليلاً ونهاراً. اعتبر البعض الكتاب محاولة متأخرة لتبرير موقفها من السلطة في ألمانيا الديموقراطية، وكان السؤال المطروح هو: لماذا لم تعترض آنذاك، وبصوت عال؟ النقاد في غرب ألمانيا الذين أشبعوها قبل ذلك مدحاً وتقريظاً لشجاعتها في انتقاد النظام الاشتراكي، انهالوا عليها تجريحاً، ناعتين إياها بلقب "كاتبة السلطة".

غونتر غراس يرى أن روايات فولف ساهمت في الابقاء على وحدة الادب داخل ألمانيا المقسمةكانت كريستا فولف تعتبر منشقة ومعارضة للنظام في ألمانيا الشرقية، وفي الوقت ذاته موالية ومخلصة له. "منشقة موالية"؟ هل يمكن التوفيق بين الصفتين، وبين الدورين؟ كريستا فولف كانت تبحث عن "الطريق الثالث" بين الرأسمالية والشيوعية، وترنو إلى "اشتراكية ذات وجه إنساني". ولهذا كانت تغرد - على حد قول أحد نقادها - "بصوت خافت، لئلا تفزع أحداً". ثم أصابت فولف قراءها في ألمانيا الغربية بدهشة عظيمة عندما اعترفت علناً بأن إيمانها (الساذج ربما) بالطريق الثالث وبالاشتراكية ذات الوجه الإنساني دفعها إلى التعاون مع جهاز الاستخبارات (الشتازي) طوال ثلاثة أعوام، بين عامي 1959 - 1962م. ورغم أن تعاونها كان محدوداً، وعلى رغم اعترافها الشجاع، فقد بدا لكثيرين أن هذا الخبر وجّه الضربة القاضية إلى كريستا فولف ومصداقيتها الأدبية.

رواية السماء المقسمة لم تدن الشاب الذي هرب إلى الغرب حجر الأساس في شهرة كريستا فولف ومصداقيتها كانت أرسته رواية "السماء المقسمة" (1963). في هذه الرواية تحكي كريستا فولف قصة عاشقين يصطدم حبهما بسور برلين الذي قسم ألمانيا قبلها بعامين. الشاب، كيميائي موهوب، يصاب بالإحباط من الظروف المهنية في وطنه، فيقرر الهجرة إلى برلين الغربية. أما هي فتظل، على رغم إدراكها، مثل الكاتبة، بوادر التعفن السياسي في وطنها. الرواية تتعاطف تعاطفاً واضحاً مع البطلة، لكنها - وهنا الاختلاف مع معظم كتاب ألمانيا الشرقية - لا تدين الشاب "الهارب إلى الغرب". أصابت "السماء المقسمة" نجاحاً كبيراً في شرق ألمانيا وغربها، وحولت بعد ذلك بعام إلى فيلم سينمائي. كانت الرواية جريئة في المشهد الأدبي الشرقي، وإثر صدورها كرمت صاحبتها بالحصول على جائزة "هاينريش مان" (الشرقية) المرموقة، ما غذى أوهاماً حول هامش الحرية المسموح به في القسم الاشتراكي. لكن التطورات السياسية نسفت تلك الأوهام التي اتخذتها كريستا فولف مادة لروايتها اللاحقة "تأملات حول كريستا ت." (1968). التأملات تتمحور هنا حول امرأة شابة تموت بسرطان الدم، وعبرها تستعيد الراوية حياة صديقتها، كريستا ت.، وتبوح بمعاناتها - المشفرة - مع النظام السياسي. ولكن، ومع كل النقد للشيوعية، لا تخلو الرواية في الوقت ذاته من الأمل في إقامة مجتمع اشتراكي إنساني.

"كيف أصبحنا على ما نحن عليه الآن؟" للإجابة عن هذا السؤال الذي شغل جيلها بأكمله - في الشرق كما في الغرب - سافرت كريستا فولف عام 1972 إلى مسقط رأسها الواقع الآن في بولندا حيث نشأت وترعرعت في ثلاثينيات القرن العشرين. خلال أيام الزيارة تستعيد الراوية ذكرياتها عن طفولتها هناك، وتحاول أن تصور لابنتها التي كانت ترافقها، كيف كان الناس يعيشون يومهم في حقبة النازية، وكيف انساق الناس وراء إيديولوجية هتلر الفاشية العنصرية. ثمرة هذه الزيارة كانت روايتها الضخمة (515 صفحة في الأصل الألماني) "نموذج طفولة" (1976). وتعتبر هذه الرواية من أهم أعمال كريستا فولف، وتقف في مصاف أهم الروايات الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، مثل ثلاثية "دانتسيغ" لغونتر غراس، و"أيام عام" لأوفه يونسون، و"آراء مهرج" لهاينريش بول.

وقد ترجمت "نموذج طفولة" إلى خمس عشرة لغة، وصدرت الترجمة العربية عن دار شرقيات المصرية وأنجزتها هبة شريف. "نموذج طفولة" محاولة صادقة شديدة الذاتية لتفسير ما حدث، لا لتبرير ما حدث. خلال هذه المحاولة تكتشف كريستا فولف في طفولتها ولدى عائلتها "نماذج" التكيف مع المجتمع ومع السلطة القامعة.

بعد هذه الرواية التي تعتبرها الكاتبة الأقرب إلى قلبها، تهرب كريستا فولف من ألمانيا الشرقية، ليس بالجسد وإنما بالفكر. في "لا مكان" ترجع إلى عام 1804 لتتحدث عن الكاتب هاينريش فون كلايست. وفي عام 1983 تهرب إلى الأساطير الإغريقية وإلى العرافة "كاسندرا"، التي منحت روايتها الشهيرة عنوانها. إلى الأساطير الإغريقية تعود الكاتبة مرة أخرى في روايتها "ميديا، أصوات". وقد ترجمت سلمى صالح العملين الأخيرين إلى العربية، وصدرا عن دار "الجمل" في ألمانيا.

إن أعمال كريستا فولف تتميز بالذاتية والصدق والتوثيق الأدبي لبلد اختفى من وجه الخريطة. ولأن "الماضي لم يمت، إنه حتى لم يمض بعد"، كما نقرأ في مطلع "نموذج طفولة"، فإن معظم أعمال كريستا فولف لم تتقادم، وما زالت تتمتع براهنية كبيرة، أيضاً بالنسبة إلى القارئ العربي الذي يستطيع مطالعة ثلاثة من أشهر أعمالها.

وتدور أحداث رواية Stadt der Engel في الفترة التي تلت الانعطاف السياسي في ألمانيا. ومدينة الملائكة التي اختارتها عنوانا لروايتها تقصد بها لوس أنجلوس التي قضت فيها تسعة أشهر بين عامي 1992 - 1993م عندما حصلت على منحة دراسية. في تلك السنة كان بيل كلينتون قد أصبح رئيسا للولايات المتحدة، أما في ألمانيا الشرقية فقد ازدادت وتيرة العنف اليمني المتطرف ضد اللاجئين الأجانب. ووصلت تقارير جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي "الشتازي" ضد كريستا إلى الرأي العام.
http://www.youtube.com/watch?v=bbV6O1y55ec

استحوذ ما عاشته Christa Wolf في تلك الفترة في "سانتا مونيكا"، على مشاعرها بشكل دفعها الى تدوين ما تعيشه كما لو كانت تكتب يومياتها، وعندما تتحدث عن ذلك تقول:"عدت الى ألمانيا وأنا أحمل كمية كبيرة من المخطوطات، وانشغلت في البداية بأمور أخرى" لكنها كما تقول كانت تعود في كل مرة من جديد إلى تلك الأشياء التي كتبتها وتعيد تنسيقها وتضيف: "أعتقد أنني لم أكدس قبلا مثل هذه الكم الكبير من الأوراق حولي لدى تأليف أي من كتبي"!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري