الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكفاءات العراقية في الخارج

عبد جاسم الساعدي

2010 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تريثوا... لم يحن الوقت لعودتكم


يولي بعض المعنيين بتقدم العراق وخروجه من تراكمات الماضي وأزماته الاهتمام بعد سقوط النظام السابق بالكفاءات العراقية في الخارج، من خلال عقد الندوات والمؤتمرات الدولية والمحلية والعربية لبلورة صيغ التعامل مع تلك الكفاءات وسبل عودتها من دون عقبات إدارية أو سياسية.
تشير تلك المؤتمرات إلى الإقرار بأهمية الكفاءات ودورها وتنوع اختصاصاتها العلمية والإدارية والاجتماعية والفكرية والفنية.
وذهب بعض المنظمات الأكاديمية والثقافية والعلمية في الخارج إلى ابعد من ذلك، بتنظيم إحصاءات واستمارات تدخل في صلب عملية الاقتراب من الكفاءات العراقية والمشاركة في التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى بحث المعوقات التي تعترض عودة الكفاءات ومنها قضايا إدارية وموضوع تعادل الشهادات الذي أصبح أكثر العقبات ضرراً أمام العائدين إلى العراق.
لقد خفتت تلك الأصوات وانحسرت ولم نعد نسمع شيئاً عن عودة الكفاءات العراقية، بل صرنا نسمع عن معاناة الكفاءات التي غامرت بالعودة إلى العراق.
فلم يظهر ما يفيد بتفعيل ومراجعة قرارات مجلس الوزراء السابقة، اذ يحاول آخرون في الإدارة العراقية ممن جثموا على سلطة القرار الإداري توزيع تفسيرات لثني الكفاءات من التفكير بالعودة.
ولكي لا نذهب بعيدا في الاستدلال على حجم المشكلة وما يبيت في السر والعلن/ ما نجده لدى لجان الترقية العلمية في الجامعات العراقية التي صارت عقبة كأداء أمام الاعتراف بهؤلاء الذين امضوا سني حياتهم العلمية والأكاديمية والثقافية في الدرس والبحث والمشاركة والحضور في مؤتمرات ولقاءات علمية عبروا فيها عن انتماءاتهم العراقية ونقلوا ثمرة جهودهم إلى العالم.
وان انسَ فلا يمكن ان أنسى زميلنا الدكتور كاظم إبراهيم في الجامعة المستنصرية/ كلية التربية الذي كان يعاني من أزمة الإهمال المقصودة، اذ بلغ به الحال ان بعث ابنه إلى الكلية يستفسر عن ترقيته العلمية وهو على سرير الموت، وما ان غادرنا حتى خرجت الترقية من إدراج لجان الترقية!
ويصل الحال بنا إلى حد الدهشة، حينما يعترف السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في لقاء تلفزيوني مع قناة "المسار" في شهر أيار الماضي، بان لجان الترقية العلمية تضع عقبات أمام الكفاءات العراقية العائدة، ووجود "تفرقة" بين ما يسمى الخارج والداخل، لكن السيد الوزير وصف الحال وأبدى تعاطفه مع الكفاءات العراقية في الخارج من دون النظر إلى عمق الأزمة ومضاعفاتها وأسبابها، والحلول التي يمكن أن تضعها الوزارة.
ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى وجود حركة حيوية وعلمية فاعلة، تغادر بيئة وثقافة وإدارة النظام السابق التي بسطت هيمنتها ونفوذها ومارست أساليب الاحتواء والتهميش وعزل الكفاءات العراقية.
ويمكن أن نجدها حتى الآن في وزارة التعليم العالي، مثلما نجدها في وزارة التربية ووزارت أخرى، لان الانتقال إلى مرحلة الحوار والنقد والتعددية والبناء الجديد الذي ينتظره العراق، بعد عقود الخوف ومحاولات إذلال الإنسان، لا يتم من خلال الإدارة الحالية المترهلة في أعدادها والمنزوية بعيدا عن المشاركة في الانتقال، ناهيك عن استشراء ظاهرة الفساد الإداري والمالي الذي بلغ حدا لا يطاق في نهب واستغلال ثروات العراق.
لهذا لا يمكن السكوت على الهالة الكاذبة والتمويه الذي يضعه بعض لجان الترقية العلمية فيما يزعم من "السرية" والكتمان والحفاظ على مهنية وصدق تلك اللجان، ويهملون عن قصد وسبق إصرار كفاءات عراقية جديرة بالترقية بحسب ضوابط وشروط ما وضعته لجان أخرى، وكأنهم يخشون عودة تلك الكفاءات الممتلئة بالخبرة والإدارة والعلمية، ويصرح بعضهم مثلما تتعالى أصوات ما يسمون بالخبراء واللجان العلمية من دون حرج، بأنهم لن يسمحوا للعراقيين في الخارج منافستهم على مناصبهم وامتيازاتهم، فهم "وطنيون" خلص وأولئك "فترت" وطنيتهم في الغربة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدفاع عن الكفاءات العراقيه دفاع عن الثروة ال
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 6 / 24 - 12:28 )
بورك فيك دكتور عبد جاسم في تناولك لهذه الثروة الاعظم للشعب العراقي والمهمله تماما وبقصد وسبق اصرار من قبل قوى مختلفة الاهداف والمقاصد
ولكنها كلها ليست اهداف ومصالح شعبنا العراقي الجريح وبلادنا المدمره
لقد كان لي شرف العوده للوطن وبعد سنوات من المراجعات صدرالقرار الوزاري باعادتي للخدمة الجامعيه علما انني صاحب خبرات اكاديميه لعشرات السنين واحمل لقب برفسور وقد نسبت لمركز وزارة التعليم العالي وانا رجل متخصص بالتخطيط واقتصاد المعرفه هل تعلم دكتور عبد اين وضعوني لقد اخذتني شابة شمطاء اسمها زهراء - وكل زهراءحقيقيه بريئة منها - وبالتاءكيد بالاتفاق مع المافيا التي تحكم الوزاره ووضعوني في غرفة شبه مظلمه فيها بضعة ملفات مكتوب على مدخلها - الارشيف وجدت فيها امراءتين مسنتين بالكاد يتهجين حروف الكلمات- شارحة تلك الشوكة الخبيثه
دكتور ماكو مكان فارغ اخر عندنا غير هنانه
وانا قدمت ومعي العديد من المقترحات والمشاريع من ضمنها تتعلق بكيفية معلجة افة البطاله التي تعصف بالبلاد والعباد ومشروع عن انشاء جامعة عالمية المستوى تتخصص يالعلوم الطبيه وملحقاتها وتكون على شكل مدينة حقيقيةخارج بغداد وبقربها

اخر الافلام

.. فـرنـسـا - أفـريـقـيـا: هـل طـويت صـفحة الوجود العسكري؟ • فر


.. أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية الأميركية 28 يونيو 01:00 GM




.. بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا..ما هي الدول الأخرى التي قد ي


.. حسن نصر الله يراهن على اللبنانيين -كسلاح-... وإسرائيل تعلم م




.. أبرز ما جاء في مقابلة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال ه