الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصل 29 من رواية تصبحون على غزة

حبيب هنا

2010 / 6 / 23
الادب والفن


29
تذهب ريتا إلى البيت، فيما يذهب إبراهيم إلى الشركة كي يستكمل إجراءات تصفيتها. تقابله السكرتيرة قائلة:
- تأخرت عن موعدك الدارج..
- لا أهمية لذلك.
- اسمح لي أن أقول لك، أن هناك أهمية كبيرة هذا اليوم..
- هل من جديد؟
- نعم، المشتري الجديد بانتظارك في غرفة الضيافة، والأسعار التي يدفعها مغرية جداً، ولكنه ينتظرك من أجل استيضاح بعد المسائل فيما يتعلق بعمل الشركة..
- وماذا تنتظرين؟ إذن هيا بنا إليه.
- اذهب إلى مكتبك وسأقوم بإحضاره إليك..
- حسناً.
بعد الإفاضة بالأسئلة والإجابة عليها تم توقيع العقد وبحضور محامي الطرفين وقبض الثمن بشيك مستحق الدفع، على أن يسار بالغد إلى إجراءات التسليم بحضور الموظفين إلى جانب الطرفين مع إقامة حفل تكريم ووداع وتوزيع القبل والوقوف على الأطلال وذكريات الماضي .
وفي اليوم التالي، كانت الصالة الكبرى للشركة تغص بالحضور، فيما كانت السكرتيرة الأكثر تألقاً وحضوراً وحيوية. تستقبل الضيوف وتوزع الابتسامات. تتحرك في كل صوب وتقوم بتعريف البعض على البعض الآخر. تجتذب الأنظار وتنقلها إلى الآخرين في حركة دءوبة لا تتوقف استعداداً للمرحلة المقبلة.
أعجب فيها الضيوف والمالك الجديد للشركة فعلقوها علامة مميزة للمنتج الجديد. وعند توزيع الهدايا والمكافآت على الموظفين، كان لها نصيب الأسد تأكيداً على إخلاصها للعمل والانتماء إليه. بعض الموظفين تماسك نفسه بصعوبة، وبعضهم الآخر تساقطت دموعه على مفترق لحظة الوداع.
تذكروا الماضي بكل تفاصيله، والقدامى منهم أكلته الحسرة على أيام مضت كافحوا فيها مشتركين حتى وصلوا بها إلى هذه المكانة. كانوا يقفون وراء كل لحظة تنهض فيها إلى أن احتلت مكان الصدارة في مجال تخصصها ، وكان إبراهيم دائم العطايا والحوافز التي من شأنها زيادة الإنتاجية، والسعي نحو تطويرها وفق أفضل المقاييس ، ولم يكن يتعامل مع الموظفين بفوقية تنفرهم منه، بل كان صديقاً للقديم ومعلماً ناجحا لحديثي العهد، لدرجة انعكس فيها هذا السلوك على استمرار القدرة الإنتاجية بذات المستوى في حضوره وعند غيابه، ولم يكن وجوده يشكل عبئاً على سلوكهم، بل كانوا يمازحونه كأنه واحد منهم بغير ما درجت عليه الفواصل عند الشركات الأخرى بين صاحب العمل والعمال. لهذا كان نجاحه سريعاً، أسرع مما توقعه أصحاب الاختصاص . وعند تصفيتها حصل على أفضل الأسعار جراء المنافسة بين الشركات للاستحواذ عليها ، سعر لم يكن يحلم به يوماً، فكانت الهدايا والمكافآت مرتفعة القيمة وخففت من وطأة الفقدان والدخول في مجهول المرحلة المقبلة .
انتهى الاحتفال بطقوس وداعية غريبة عن الحياة الألمانية ، امتزج فيها الفرح بالحزن ، والابتسامات بالدموع ، والموسيقى الغريبة بألحان شرقية ، والعتابة والميجانة والدبكة الفلسطينية بالغناء الملحمي الألماني وإيقاعه السريع ؛ وكان المدعووين من مختلف الجاليات قد ارتقوا بعلاقتهم الإنسانية وجسدوا حالة من الانفتاح والتعايش غير مسبوقة . وفي نهاية الحفل تم الإعلان عن تأسيس مركز الخدمات الاجتماعية في فلسطين ، فسجل المالك الجديد للشركة اسمه أول المتبرعين.
في صباح اليوم التالي اتصل نقيب الأطباء العرب بإبراهيم قائلاً:لقد وافق مجلس الإدارة على الفكرة بالإجماع وعكف من فوره على وضع آلية التنفيذ بعد أن أقر تعينك المدير الإداري للمركز ، في الوقت الذي يطالبك فيه الاستعداد للتوجه إلى هناك خلال أيام حتى تباشر عملك بعد أن تتسلم مشروع النظام الداخلي ، على أنه إذا سمح لك وقتك بزيارتنا فنحن بانتظارك حتى نتدارس ونرتب بعض المسائل الضرورية بما فيها مهام الأطباء الذين سيباشرون العمل بعد تلقي اتصالك من غزة تؤكد فيه بدء المركز باستقبال الأطفال ومباشرة علاجهم .
أبلغ إبراهيم ريتا بالخبر وقررا مجتمعين القيام برحلة سياحية وداعية قبل أن يغادرا ألمانيا ، تشمل الأماكن والمحطات المهمة في حياتهما وزيارة بعض الأصدقاء ، ثم حجز تذاكر السفر لثلاثتهم في أقرب وقت. على أن تكون الرحلة في أول يوم جمعة قادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في