الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقات وردية للقلب

خيري حمدان

2010 / 6 / 24
الادب والفن



خيري حمدان
قلت لها: منذ أن قابلتكِ وأنا أشعر بأن الوقت قد حان لهذا القلب أن يعبر مجددًا في مرحلة وردية من الغرام ربّما، أعود من خلالها إلى بدايات العشق فاتركيني هنا في كنفك دهرًا من الزمن. من يدري قد تنقضي هذه المرحلة على عجل!

قالت: وهل للقلب مراحل جفاء كالحة وأنا في الجوار؟

قلت لها: بل وأكثر من هذا بكثير. قد لا تموت الورود بعد قطافها بيوم أو يومين. لكنها تخلق حالة من عدم الاتزان فوق وجه الآخر الذي اختاره القلب في غفلة من الزمن.

قالت: أكاد لا أفهم، أريد أن يبقى قلبك ورديًا حتى بعد أن تغلق السماء أبوابها ويحلّ العدم، أنت هو باقة الورد التي حلمت بها .. فهل تفهم؟

قلت: لا يا ثريا .. أنا لست باقة ورد، وقلبي ليس مطية. أنا لست آخر الرجال، فهل تفهمين؟ كيف أكون باقة وردٍ وقد هزمت مرارًا من قبل قبائل نساء! لكنّي كنت اشعر دائمًا بأنني أمتطي قمة الدنيا حين امتلك قلب امرأة للحظة عابرة من الزمن.

قالت: أفهمك .. ولكن، ألا يشفع جمالي وعنفوان أنوثتي، الليلة أنا وليلة الغد وما بعده وما بعد بعد بعد بعده أنا هي عنوانك، فهل اطلب الكثير؟ إذا كان الأمر كذلك فاعلم بأنني أنانية ككلّ النساء اللواتي عبرت قلبك من قبلي.

ولكنّي (يا أنتِ) سأبقى آخر الرجال الشرقيين المهزومين وربّما ما قبل الأخير. انتزعتُ قلبي يا ثريا وعلقته على عرق زيتون وانتظرت أن يأكل الشنار بعضه ليكون هو بعد ذهابي خلف التلّ، فهل ما زلت ترغبين عقد هدنة مع رجل شرقيّ مهزوم؟

قالت: إيه وربّي! لا أريد سواك مهزومًا أو حزينًا أو مقاتلاً أو قتيلاً، أريدك واعدًا ومهمومًا، أريدك كما لم تفعل قوافل النساء من قبلي.

قلت: ولكن يا ثريا يا صغيرتي، ها قد وصلت نهاية الحكاية فدعيني وشأني، انقضت مراحل قلبي الوردية، أخشى عليك من نكساتي ومخيلة الشاعر المغترب في صحراء الذات، أخشى عليك حنين العود وشبق الناي المتوحّد في فضاء الوطن! والقلب أصابه صدأ، ربما كنت قد حفرت اسمك على جدرانه المتهالكة، دون أن أخبرك بأن طيف النسيان قادر على عطب ذاكرة القلب، أخشى يا ثريا أن أنسى اسمك في قائمة أسماء المسافرين باتجاه واحد نحو الوجدان والخطيئة!

قالت: ألم تعلم بأنك خطيئتي، ضعفك أسر جموحي، قرأت ذاتي في فنجان قهوتك صباحًا، والشاي المعطر لم يرحم جموحي، اجعلني يا مهزوم سكّر قهوتك المرّة، اجعلني قنديل ليلك الحالك، اجعلني ورقة نقد في حانوتك، أنا المرأة الحاضرة الغائبة في قاموسك، ألم تفهم اعترافاتي يا صاحب القلب الورديّ؟ أنا هي المهزومة في حضرتك، أنا المصابة بقوافي أشعارك ورغبتك أن تكون أنت دائمًا ضحية قصة حبّي، لا لن تكون! ربما حاولت أن تلعب دور قيس لكنني أنا هي ذاتها ليلى منذ أن كان الحبّ .. فهل تفهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية