الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فانوس .... نوص ..؟!!

سلام كوبع العتيبي

2010 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هم نفس الأشخاص الذين صوتوا لدولة القانون يوم الانتخابات خرجوا عليها اليوم متظاهرين صاخبين نتيجة لسوء الخدمات والجوع والبطالة وليس فقط نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء التي صرف لها مبلغ مقداره سبعة عشر مليار دور وهذا رقم يعادل ميزانية ثلاث دول مثل الأردن وسوريا والمغرب وهم نفس الأشخاص الذين هتفوا لدولة القانون لكي تفوز في الانتخابات هتفوا اليوم ( يادولة الفانوس أين الكهرباء ) والكثير من الهتافات التي كشف عن الغضب الشعبي ضد حكومة المالكي المنتهية صلاحيتها وديمومتها ؟!! حقيقة الأمر أن السنوات العجاف التي مرت على العراق وشعبه لم تكن بسيطة وسهلة على شعب لم يذق طعم الحياة والراحة ولم يذق سوى الموت والمهانة والحجر الفكري والتجهيل المستمر بكل الذرائع السياسية والدينية نتيجة للظروف السياسية والحروب العبثية التي قادها صدام والبعث . ولكن بعد ألغزوا الأمريكي وسقوط الطاغية المشنوق توالت ساعات الموت الأكثر فتكا في العراقيين من خلال السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والقتل الطائفي العشوائي وانهيار البنية التحتية التي هي أصلا متهاوية , لكن الأكثر فتكا هو تسلط ثلة من المراهقين سياسيا وأحزاب لا تدرك معنى الديمقراطية خاصة وان هذه الأحزاب تمارس الدكتاتورية بكل أنواعها داخل المنظومة الحزبية منذ التأسيس . الآن وقد خرجت المظاهرات في غالبية مدن الجنوب ووسط العراق والذين صوتوا للمالكي وانتشى بفوزه من خلال هؤلاء جاء الوقت ليقول عنهم أنهم مشاغبين وغوغاء مثلما نعتهم الطاغية في العام 91 أبان انتفاضة آذار أو الشعبانية مثلما يحب الآخرين تسميتها . المظاهرات أسقطت وزير الكهرباء وفرضت عليه الاستقالة وقطعا أن سعادة الوزير لعبها صح عندما أعلن استقالته وهو المدرك للإحداث حيث انه لم يستمر كوزير لأربعة سنوات قادمة وهو المتهم من الشارع العراقي بالسرقة للمال العام وهذا ما يطرح بين الأوساط الشعبية , الوزير لم يقدم لنا شيء جديد من خلال استقالته ونحن كشعب لاتهمنا استقالت أو بقاء هذا الوزير خاصة بعد ان انتهت فترته المحدودة ولكني اعتبر موقفه هو ذر الرماد في العيون ولتهدئة الأجواء وكأنما هذه الاستقالة سوف تعفيه من الملاحقة القانونية والمسائلة عن السبعة عشر مليار دولار أو تعيد الحياة للتيار الكهربائي بعد أن مات وشبع موتا .
الآن وبكل صراحة وجدية تأكد لنا إننا على أعتاب حكومات دكتاتوريه باسم الديمقراطية والدستور .. الدستور الذي تجاوز عليه كل السياسيين وعلى رأسهم رؤوس السلطة الذين يحاولون اليوم أن يحاكموا الشعب بيه وهم الذين لم يحتكموا له يوما وجعلوا من هذا الدستور الذي كتب تحت بنادق الاحتلال مجرى لمياه آسنة لمآربهم السياسية والشخصية وما تحدث به دولة رئيس الوزراء عن التظاهرات ولسلوك التظاهري في الدولة المتحضرة ديمقراطيا يحاول ان يدين من خلاله الناس الذين سئموا الكذب والوعود التي أطلقوها للناس عن إن صيف إلفين وعشرة سوف يكون صيفا باردا ولكن السيد المالكي مرة أخرى يتنصل عن هذه الوعود ويقول ليس هنالك كهربا ألا بعد عامين جدد وكأنما يقول لسان حاله اتركوني أربعة سنوات عجاف أخرى لكي أحقق لكم بها الكهرباء ونعيد الكرة تحت ذرائع الكذب والتجهيل لهذا الشعب الذي وللأسف الشديد لم يتعلم من دروس الماضي شيء .
الكل يحاول أن ينتزع عقل العراقيين والكل يحاول أن يسرق ما تبقى لهذا الشعب من كرامة وماتبقى له من حياة ؛ فمرة باسم الدين والطائفة ومرة باسم تهديد البعث وقدوم القتلة وآخرون يهددون تهديدا مبطنا والشعب كما كان استعد وأستريح ولا نعلم إلى أين تسير بنا قاطرة الجهل والتجهيل . المالكي الذي يتهم الأحزاب العراقية بالعمالة والخيانة الكبرى بسبب هذه التظاهرات مثل ما جاء به من خلال مؤتمره الصحفي بعد أن سقط برصاصة جنوده شهيدان والعشرات من الجرحى قي ذي قار والبصرة وتحريك كبار القادة العسكريين المرابطون معه للسيطرة على الواقع العسكري في بغداد وهذا أمر يثير الريبة والتوجس وكل هذه الأمور خارج نطاق الدستور والنظم المتعارف عليها . انه الخوف القادم مرة أخرى والساتر الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج


.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا




.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟


.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية




.. آثار الدمار الإسرائيلي على مستشفى الأمل في خان يونس