الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على .. الطريق

أمل فؤاد عبيد

2010 / 6 / 26
الادب والفن


من ذاكرة الزمن أرصد ذاك اليوم شاهدا على استخفاف الدم حينما يبدو عالمنا أكثر توحشا .. يتحفظني والدي سردا قاسيا .. أيبدو لي اليوم الاستجابة لضمير يسكنني .. هي ذاكرة ليست مشروخة .. أنما يواسيني أني شريك هنا .. أعايش لحظاتي وأسردها .. أفاتح ضمير باغتني فجاءة .. أرصد خلاله نزق الوطن الساكن فينا .. مدمي الأوصال .. يدمينا .. لازال هناك وقتا لشدو الزمن بكثير من الحكايا مادمنا باقين هنا .. يقلنا الأتوبيس ليلا كرهائن حرب تم الإفراج عنها فورا .. وأنوار خافتة وأصوات صغار تتناثر القافلة .. ونوافذ تطل على سواد الصحراء .. لازلت أذكر سواد تلك الليلة وخواء الروح .. كنت طفلة أنا .. أشهد مأساة لا حيلة لي فيها .. وسؤال يحاصر مني النفس لا أجد له جواب .. نرتحل جماعتنا .. وبقية العشيرة ترقب نهايات غير معروفة .. أقف أرقب جموع الموجودين .. أتنقل بين المقاعد .. عيون غافلة على ذاكرة قسوة الذين يهزمون البدايات حيث تخيفهم البدايات .. ووجوه لازلت أذكرها مهزومة على فرخ نشاطها .. يتقاسمون أقدارهم كالرغيف الساخن ..كان لشكل المقاومة حينها نضارة الجرح .. وبريق الوجع .. هنا يحملون بقايا أشياءهم .. ورائحة الطعام تملأ المكان .. طعام مخثر بشذى الأنفاس .. وهدير العربة يسافر وصدى الريح .. معلنا طول الطريق .. جلست مكاني أعاود صور لازالت تغلي حركة أمامي .. كان لنا بيتا .. وجيرانا وأهلا .. وكان لنا حرمة .. علينا وليست لنا .. رغم سوادات ليلنا .. كان لنا وطن يسكننا .. يحاكيني ابي .. عن جدة تسكن هناك .. وجد يحمل اسمه بالضرورة .. عرفت وقتها سر انتمائه .. وبقاء حماسة إحساسه ..أنظر إليه .. مغمض العينين .. شعرت بأمان .. ثم أسلت جسدي بين الأجساد .. وأغمضت عيني .. لعلي أنام ..

قبيل حرب أيلول في طريق الفلسطينية إلى دمشق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته