الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنني .. أنا

أمل فؤاد عبيد

2010 / 6 / 29
الادب والفن


عفوا سيدي .. ما لدي من الأوراق يكفي .. يتأملني تأملا محرجا .. يتوقفني برهة يسائلني السبب .. أتعلل تعلل الواثق من أسبابه .. رغم ذلك .. هو حريص يمانعني المرور .. أتراه يقرأ طيات نفسي .. سيدي .. ألا أيُّ سخط أجده هنا .. يعيد النظر في هويتي .. تغيب عيني .. أرقب ردَّ الفعل .. عيناه أخذت تتلصص النظر .. فجأة غاب وتركني .. كنت أشعر أن كل شئ فيَّ يريد الفرار .. حتى هذا قد يكون صعبا للغاية .. وقف برهة على باب المكتب .. أخذ ينظر في الأوراق تارة وتارة يرمي النظر إليَّ .. سألني .. وأجبت .. فجأة تذكرت تلك الوقفة .. من الواضح أن حياتنا كلها وقفات من هذا القبيل .. كان ذلك قبيل الاجتياح .. عندما اضطرتنا الظروف للهرب من مآسي الحصار والحرب .. كان اضطرارنا شمالا 1.. في طريقنا إلى الفرار .. كان الفصيل الدموي الثاني المشارك في فعل الإبادة .. كانت الرشاشات تشرع فوهاتها في وجوهنا .. وجوازات مزورة تسعف إنقاذنا .. أكان يجب لفرارنا أن نتخلى عن هويتنا ..؟؟ّ! اليوم لم يتغير الموقف كثيرا .. تكشف الوقائع ليس بعيدا فارق المعاملة بين هذا وذاك .. إنما تتعطل مستويات الإحساس بينهما في النهايات .. لقد خصني هذا بكثير من ...... ولذت بتهجمي صرعى السؤال إلى حينه .. وجدت نفسي فجأة أجلس ساكنة .. لا حيلة لي .. توقعته نهارا واحدا .. فطالت أيامي في ذات المكان ومقعد مل صبري .. وصمتي يسكنني قوة .. ونافذة تطلني إطلالة مقهور .. إنهم يعاملونني بإهمال تارة.. لربما استفزازا لي .. وتارة يحيطونني باهتمام ملبين حاجات لي وماهو ليس بحاجة له .. إني أحب ارتحالي هذا .. يشعرني بضرورتي .. رغم خفايا وجهي .. أشعر أني أقترب أكثر من شهوة الحياة بنزق متمرد .. وتفارقني أنثاي فأتوارى خلف الشجن بلا دموع .. فيزيدني تأكيد الهوية .. سخطا وانشطار .. حتى يبات مني السؤال بلا جواب .. تغيبني الأيدي تغييب المشانق .. حالة مرارة .. أتفهم حضورها .. ألملم ذاتي مرة .. ومرة أبعثرها .. سوف ألقى ضالتي .. يهاتفني الضمير .. مسؤولية .. أيرقبون تجوال الآخرين في أمكنتهم .. ألا زالوا يرقبون فك الحصار .. فجأة أجدني خارج المتوقع .. يداخلني الصوت حالة من التيه .. أحمل حقيبتي .. أقف جانبا .. وعينيَّ ترقب أطراف المكان .. سهوا سقط من بين يدي .. شفاهة اللفظ وقيد أحاول كسره .. حينها كان تحول المسألة .. وعينيه تحاكي عينيّ .. يشهدني القرار .. وجواب مؤجل .. يحمل من الحيرة أكثر من رد صريح .. أدرت بصري باحثة عن بقية كلام متناثر هنا وهناك .. معذور هو .. رغم اغتراب سنن التعايش أبقى خارج أنف القرار .. يناولني أوراقي .. لا أبالي أنا .. قد ألِفت منذ زمن مسؤولية لجوئي .. إعفاءٌ هو من ضريبة مختومة على جسد وطن سكنني أعوام .. قبضت بيدي على هويتي .. ثم استقليت الطريق أعرف وجهتي .. مسافة تعمق داخلي رغم إسراع العربة .. إحساسا بالموت .. البطئ ..

1 ) أثناء حرب بيروت والمشار إليهم هم حزب الكتائب اللبناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حدث في هذا الوقت من السنة
يوسف التلباني ( 2010 / 6 / 30 - 11:12 )
عفوا .. مع انني لم أكن بعد قد عرفت الدنيا في أثناء هذه الحرب البائسة
ولكنني استمعت لهذه القصة المرريرة من فم عمي في الصغر .عندما استجمع قواه بعدما تلقي موجة من الضربات من جنود الصهاينة علي باب منزلنا وانتهي به الحال عندما ضمني لصدره بعد أن انتشله فريق من الصليب الاحمر من بين ايديهم . ضمني ضمة صاعقة جدا وكأنه يريد أن يحمني منهم . وقال لي بهمس في أذني ( أنهم مغلولون من ضربات جيش التحرير الفلسطيني في لبنان ويفتشون بنا هنا في غزة ليفرغوا هزيمة ذلهم فينا . فلا تلقي بالا لهم أنا بخير ياعمي ).ولكنه عاود الحديث بطريقة أكثر حزننا وغضب وقال ( ياعم أنا لم ولن ألقي بالا لهؤلاء الجنود البائيسن .وانما مرارتي من جنود الارتزاق العربي في لبنان الذين يقتلون ويتفننون في قتلنا وهم في مدنا العربي نعم ياعم كلامي هذا صحيح انهم من يسمون بحزب الكتائب وفرق الموت اللحدية ) وبعدها قام من مجلسه علي باب المنزل وهو يترنح شمالا ويمينا ولم أفهم كلامه في ذلك الوقت وذهب بعيدا وأنا أفكر في كلامه الكبير علي سني الذي لم يبلغ السادسة بعد
استاذتي الفاضلة أمل .أشكر فيكي ابداعك الذي تشابه كثيرا مع تخيلي لهذه للقصة البائسة.

اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته