الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أللهم لا شماته ....

حامد حمودي عباس

2010 / 6 / 24
عالم الرياضة


وانتهت كالعاده ، مظاهرة العراك بين دول وشعوب عربية ، ضمن سباق محموم ، لبلوغ نهائيات كأس العالم بكرة القدم .. انتهت بخروج منتخب الجزائر من ملعب السباق ، لتعم فرحة اخرى في اوساطنا الكروية ، يتردد فيها كما يحدث في كل مناسبة كهذه ، باننا يكفينا فخرا أن بلغنا هذه النهائيات . . يكفينا ان نفتخر امام انفسنا باننا استطعنا عبور العتبة الاولى والتي تفصلنا عن طاقات العالم الاخر ، والمصيبة الأعم ، هو أننا لم تفارقنا أبدا تلك السحنة من الفرح الغامر ، كلما قدر لفريق عربي ان يصل الى تلك النهائيات ، ومن ثم ينتكس عائدا الى بلاده حاملا راية نصره وليست خسارته ، المهم في القضية برمتها هو أننا قد حضينا بلقاء مع فريق من دول العالم الاخرى ، كائنة من كانت شرط ان تكون غير عربيه .
مسرورون نحن للغاية ، بوصول ممثلنا العربي الى المونديال مهما كانت النتائج ، وهو في حقيقة الامر لا يتحمل وزر خسارته ، بل على العكس ، فقد عاد الى بلاده ميمونا يستحق الثناء على ما بذله وهو ليس بالقليل .. كيف يكون قليلا ان يحضى فريق عربي بشرف الالتقاء بآخر من غانا مثلا ؟ .. أو البرازيل أو الارجنتين ؟ ..
انها نعمة من الباري عزوجل ، أن منحنا العالم حق الوصول الى جنوب افريقيا لنتحسس اجساد الاوربيين وغيرهم ، ممن لم نراهم الا في افلام الاكشن وتحقيقات الفضائيات الوثائقيه ، نعمة كبرى أن نقترب منهم ونلمسهم لنعرف ممن تتكون اجسادهم ، كيف يتعاملون مع الكرة المستديره ، كيف هي سبل جريهم في وسط الملعب ، من يدري ؟ .. فلربما الواحد منهم ضليع في الغش ، فيخفي كونه يمتلك ثلاثة اطراف مثلا ، تتيح له ان يبلغ تلك السرعة المهولة في بلوغ هدف الخصم ومناورته ..
ليس عيبا أن تكون لنا جولة واحدة او اثنتين مع ابطال العالم ، فهذا وحده جدير بحمل احاسيس السرور والشعور بالراحه .. فلا بأس في أن نخسر مباراة لكرة قدم تجري يننا وبين سوبرمانات لا نستطيع الاقتراب منها لحكمة لا يعلمها الا الله ..
لا بأس من ذلك ، ويكفينا فيما نحن فيه ، أننا نحسن اختيار انواع الملفوف ، وطرق قلي السمك ، هل هناك في العالم من يستطيع قلي السمك دون ان يتهرأ في المقلاة ؟ .. نحن نقدر على ذلك وبكل جداره .. هل من شعب من شعوب تلك الدول المفتخرة بنفسها ، يتمكن من أن يذكر لنا مطبخا اكثر تنوعا من مطابخنا السخية بما يقارب الستين نوعا من انواع المرق ، والمختلف باختلاف انواع البهارات ؟ .. لقد سمع العالم مؤخرا بان أحد اولياء امورنا قد اطلق سراح مئات السجناء بمناسبة ختان ابنه ، فهل يجرؤ ولي امر منهم ان يفعل ذلك ؟ .. نعم .. نحن نختلف .. واختلافنا لا يمكن ان يجعلنا سواسية مع من يتبارون اليوم في جنوب افريقيا لنيل قصب السبق في كرة القدم .. لهم ما لهم ولنا ما لنا وليخسأ الخاسئون .. إننا أطول منهم قامة بتاريخنا المحمل بامجاد ماضينا الجليل ، وأسماء شوارعنا وساحات مدننا تدل على غنى تاريخنا المجيد .. حتى ما لدينا من اعضاء ذكرية تختلف عما هم يملكون .. ولو قدر لاحد منهم ان يتبارى مع عربي في طول وضخامة عضوه الذكري فسيشعر بالعار حينما تصدمه الحقيقة المره ..
اللهم لا شماته .. وهذه حكمة من الباري جلت قدرته ، ان تكون لديهم اجمل ما في الطبيعة من شلالات وانهار وحدائق .. وان تكون لدينا أبهى واوسع ساحات لنثر القمامه .. أن تكون لديهم أكثر الجامعات عراقة ، وان تنتشر لدينا أكبر معاقل العبادة وتعليم القرآن الكريم .. أن يخلق الله لهم وبين ظهرانيهم جبالا خضراء تحيطها اجمل السواحل ، وأن تسرح وتمرح الكلاب السائبة في ساحات مستشفياتنا العموميه .. أن يهبهم ربهم والذي هو ربنا ايضا ، أحلى انواع الزهور تنتشر على ارصفة شوارعهم وساحات مدارسهم واسطح منازلهم ، وأن يهبنا عز وعلى افضل ما لديه من اختراعات في ولادة الاطفال المشوهين ، وشتى انواع فقر الدم ، ومختلف انواع الصرع وانفصام الشخصيه ..
اللهم لا شماته .. انهم حطب النار يوم الحشر العظيم .. وما عليهم الا امتهان المسرة وقضاء العمر بين العمل والراحه ، في حين سيكون مثوانا الجنة باذنه تعالى حيث لا نزن دنياهم كلها بعفطة عنز ..
سيكون يوم الفخار لو حدث بيننا وبينهم ، هو يوم خزي لهم وفخار لنا .. فنحن اهل الرفعة والمنعه .. لينظروا لأحدنا عندما يجلس وراء مقود السياره ، انه منتفخ كالبالون وكأنه امتلك العالم برمته ، ليروا كيف نرتدي النظارات الشمسية ونلبس الجينز ، ونستبدل ذلك كله بالعقال العربي بما يحمله من شرف رفيع ، حينما نزف معاريسنا ، وندفن موتانا ونحتفل بايام ميلاد رموزنا العظام .. كل مخترعاتهم هي في خدمتنا دون ان نتعب في تصنيعها كما يفعلون ، اليست هذه نعمة تستوجب الشكر ليل نهار ؟ .
الحياة لهم ولنا الآخره .. وشتان بين الثرى والثريا ..
ولتبقى لهم وفي ربوعهم كرة القدم .. فنحن في غنى عنها وعن سواها ، مما يلهي النفس عن كسب الفلاح في يوم الفلاح .. والله من وراء القصد ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ، ولموتانا جميعا الرحمة ، ولنا الصبر والسلوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النهائيات لو إستمع .....هي لنا؟؟؟
العقل زينة ( 2010 / 6 / 24 - 14:30 )
اللهم يتم أطفالهم اللهم رمل نسائهم اللهم إجعلهم من القوم الخاسئين الخاسرين يا أرحم الراحمين..... أستاذ حامد تأكد أن النهائيات لو الله وفقنا ببركة دعواتنا .....!!!!!!ربما تكون لنا؟؟؟؟


2 - العنوان غير متناسب تماما مع الموضوع
الدكتور وليد البشراتي ( 2010 / 6 / 24 - 18:33 )
لقد نطقت بما يجول في خلد كل واحد منا ممن كتب عليه الهوان في العالم الثالث..ولكنني لا أخفيك بأن العنوان قد أوحى لي اول مرة بأنه شيئ آخر.....تحياتي


3 - يا أخي حامد , هداك الله
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 6 / 25 - 16:57 )
يا عمي والله ما بفهم عليكم , مو ناقص غير نكون ركيضة ونطيطة! نحن نشرفهم أن أتيحت لهم فرصة التعرف على أقوام غريبة متلنا بحياتهم ما شافوها يعني القضية ما بدها شرح : الاحتكاك من الكبائر والانفراد بحارس المرمى يا لطيف ثالثه الشيطان , ثم إنه رجالنا يشربون الماء في بيوتهم بكؤوس من ذهب بدك ياهم يحطوا عينهم على شقفة كاسة من تنك ؟؟ونساؤنا الواحدة منهن بتّقّل كل الذهب الأولمبي, ما بعينهم ذهب فالصو, يعني ما بقي غير تقول يركضوا متل هالقرد وهديك ال شيتا ؟؟ أما موضوع الختان : فأمرك أغرب , نحن يا أستاذ حامد بشقفة جلدة الختان نطهر سجوننا ونحرر مساجيننا وب ( الأعضاء) نبني بلادنا , لا لا , أمرك اليوم غريب , من جهة أخرى لي أمل بالعرق الأصفر أن يحقق شيئاً ,ما رأيك ؟ لا تقلْ لي : اللهم لا شماتة


4 - البنت القرعة تتباهى بشعرات ابنة خالتها
T. Khoury ( 2010 / 6 / 25 - 20:55 )
اريد ان افاجئكم بان كل الاعبين الجزائريين هم فرنسيون ولا يجيدون العربية!! وهم قد لعبوا لمنتخب فرنسا للشباب!!! لقد استفادة الحزائر من تغيير قوانين الفيفا بالسماح للذين لعبوا للشباب لبلد ما بتغير حنسية المنتخب الذي يلعبون له.!!

اي انه اصابنا مثل البنت القرعة التي تتباهى بشعرات ابنة خالتها!!
تحياتنا الاستاد حمودي وللجميع

اخر الافلام

.. جماهير الترجي التونسي تشعل أجواء دوري الأبطال بمساندة القضية


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | معركة كلامية تشعل نهائي كأس الات




.. تفاصيل إصابة علي معلول. .. تأكد غياب نجم الأهلى عن مباراة ال


.. بالحبر الجديد | المقاومة الفلسطينية تتصدّى ببطولة لاعتداءات




.. تعادل الترجي التونسي والأهلي المصري في رادس في ذهاب نهائي أب