الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب شيوعي ام وحدة يسار؟

جورج حزبون

2010 / 6 / 25
القضية الفلسطينية


حزب شيوعي أم وحدة يسار

كشف قرار السلطة الوطنية الفلسطينية إلغاء الانتخابات المحلية بعد أن دعت لها رسميا ولغتها في لحظة الصفر، عن مدى الأزمة العميقة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، تلك الأزمة التي عنوانها الشرعية الفلسطينية، فمنذ الانتخابات 2005 للبلديات و2006 للتشريعي لم تجري انتخابات رغم انتهاء الفترة القانونية للجهتين، وقد غطت (م ت ف) للرئاسة بقرار التمديد، وغطت حماس لذاتها في (إمارة غزة) بالحرص على وحدة الوطن والحوار الذي هربت به السلطة إلى الأمام حين ألغت إجراء الانتخابات.
والأمر المثير هنا، موقف القوى الديمقراطية والتي حرصت على أنها (قوى اليسار) فقد دخلت في التفاوض مع حركة( فتح) تحت عنوان قوائم (ائتلاف) في بعض المواقع وأحبانا قوائم خاصة وحسب مقتضيات الحال والمصلحة والجغرافيا، وهذا تعبير عن حالة تفاضل قواعد قوى اليسار فلا موقف موحد، ولا برامج متفق بشأنه وتحالفات موسمية.
لقد فجرت العملية الانقلابية وقيام سلطة حماس في قطاع غزة، حالة تقاسم ثنائية بين /فتح / حماس/ وتركت اليسار حائرا يبحث عن موقف ظهر عاجزا، فهو لم يستطع حسم موقف، وهرب إلى الأمام باحثا عن وحدة يسار لم تقوِم ولم تقدم حلا أو فكرا لأزمة البديل المطروحة بقوة، والقادرة فعلا على إحداث التوازن المطلوب وفرض وحدة الساحة الفلسطينية لاستكمال مهام الاستقلال الوطني.
إن الحديث عن المصالحة أخذ يستخدم للغطاء على الشرعية المفقودة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحقيقة الأمر إن حركة حماس تعيش حالة غير مسبوقة ربما ترفع الحصار وتعيد البناء وتقيم كيانا فلسطينيا، يضعف حالة التضامن الدولي لإنهاء الاحتلال الفلسطيني وإقامة دولة موحدة، فقد أظهرت زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية(عمرو موسى) وجود أرض فلسطينية محررة وإمكانية التعامل معها على هذا الأساس في حين لا يستطيع الوصول إلى رام الله للتعامل معالجة الفلسطينية الرسمية، وهذا قد يسهل تمادي جهات أخرى متعاطفة مع حركة حماس مستقبلا لإقامة علاقات دبلوماسية بعد رفع الحصار، وهذا يعزز مكانة حماس وإمارتها، وفي هذا المناخ تهتم حركة فتح في تأكيد حضورها السياسي سواء بلفت الانتباه إلى أنها ترى في (ميتشل) بطلب رفع الحصار وغلى تحريك وتشجيع جهات فلسطينية فرصة للتواصل مع حماس تحت عنوان المصالحة حتى لا تصبح معزولة أو على الأقل ضعيفة أمام الحوار والمفاوضات الجارية بالوساطة الأمريكية.
ومن يدري كيف ستتأثر المفاوضات نتيجة هذه الأوضاع، فإن حركة حماس ترفض المصالحة في أوضاع الحصار فكيف تقبل في أوضاع التضامن والتأييد وأفق رفع الحصار، هذا إن كان قرارها مستقلا!! وإذ تدرك /فتح/ صعوبة الموقف، فإنها تدفع لتحميل حماس كامل مسؤولية رفض المصالحة، وبالتالي إضعاف الموقف التفاوضي الفلسطيني، هذا إضافة على وجود حالة عدم استقرار تنظيمي في فتح/ واحتمائها بالسلطة، والأجهزة الأمنية، مما قد يوصل الأمور إلى نشوء حالات غير ديمقراطية في فلسطين.
إن اليسار الفلسطيني يمتلك حاليا الفرصة الأخيرة لإحداث انعطافة في الإحداث، وتصويب الأمور بأخذه مكانة البديل التي يبحث عنها الشعب الفلسطيني، ولا يجوز الاستمرار في إضاعة الوقت بحجة وحدة اليسار كما تهرب فتح من الالتزامات الدستورية بحجة المصالحة.
لقد اتضح صعوبة انجاز وحدة يسار من خلال حوار التنظيمات والقائمة طويلة لسنوات، فقد تمرس كل طرف بموقفه والحقيقة إن عين كل طرف على حصته وموقفه في عملية التوحيد وإن كانت تغلف بعبارات أخرى، فهناك مقرات ومرافقين وحراس وهيبة رئيس التنظيم ومكانته، لم تعد تسمح بإلغاء الذات، إضافة إلى عدد المتفرغين وإمكانية تقليصهم عددا وكفاءة وعودة الكثيرين إلى صفوف قاعدة التنظيم، كل هذا أمور محسوبة ونسمعها في لقاءات شخصية أو سهرات خاصة، يصاحبها عدم الاستلطاف القائم بين قيادات مجموعات اليسار، خاصة وإن من المتوقع التحاق مئات من الكوادر الهامة والمعطلة إلى هذا
إن المسؤولية الوطنية، والمحك الثوري يستوجب الانتهاء الفوري من كل هذه المعوقات وتشكيل لجنة قيادة مؤقتة من مركزية كافة أطر اليسار مهمتها تسلم كافة المقرات والوثائق من المنظمات التي عليها أن تصدر قرار حل نفسها والإعلان عن قيام الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي تدعوا اللجنة المؤقتة إلى عقد مؤتمره التأسيسي أو الأول، لوضع البرنامج والانتخاب لقيادة الحزب العتيد.
لم تكن مهمة الأحزاب الشيوعية استلام السلطة ومحاربة الأديان! بل لم تكن مهمتها أن تشحذ الجماهير بقيادة نواتها الصلبة لتقوم بدورها في مقارعة الاحتلال، وتحقيق العدالة، ونهوض ثوري سياسي ثقافي اجتماعي، والحزب الشيوعي ضروري وحتمي لأن التسمية ليست شكلية ولكنها بوصلة هامة لمواصلة الطريق وإتباع المنهج الماركسي الذي قال فيه ماركس نفسه: إنه دليل للعمل، وليس أيقونة بقدر ما هو سبيل، وإن الشعب الفلسطيني يحتفظ بذاكرة للشيوعيين الفلسطينيين فيها كل الاحترام سواء بالتضحية أو الوضوح والتواضع، وإذا كان من يتخوف من التسمية كردة فعل للقوى الرجعية فهو متردد فقط فالمعادون كانوا دائما موجودين لما يتناقض مع مصالحهم، وإن قيام الحزب الشيوعي الفلسطيني الموحد سيكون ردة طبيعية للحال السائد وتتسع للمساحة الخالية في الساحة الفلسطينية باحثة عن البديل.
إن الحزب الشيوعي هو خط الدفاع المتقدم والقادر على تقديم حلول للحالة الفلسطينية الراهنة وإنه فعلا ( الشيوعي هو الحل) فمن لم يلاحظ إلى جانب التردي السياسي وجود تردي ثقافي واجتماعي فهو يعيش خارج النص، ومن لم يلحظ ارتفاع منسوب الهجرة لا يدرك أزمة شعبه، فلقد انتقل الصراع إلى ثانوية التناقض الرئيسي، ويتم تحشد الجماهير بعدائية نحو التناقض الثانوي وتأجيج الصراعات الداخلية، وتراجع دور التنظيمات السياسية لصالح العشائرية والعائلية، ولقد ظهرت الأمور ساطعة في التحضير للانتخابات، فقد كان يدعى كل مرشح للعودة للقبيلة لأخذ موافقتها، ثم يوافق التنظيم على ذلك المرشح، وهي حالة غير مسبوقة جاء تبريرها بدفع أوسع قطاعات الشعب للمشاركة بالانتخابات وهذا تأكيد لانزواء التنظيمات، وتراجع المجتمع ، مما يهدد بانهيارات وإحباط للشعب الفلسطيني.
وحيث إن قوى اليسار تمتلك كفاءات هامة، ولكنها لا تمتلك صداقات لكفاءات أعمق وأوسع، فان قيام الحزب الشيوعي الموحد سيكون أداة جمع وتحشد تحتاجها في الساحة الفلسطينية الباحثة عن بديل جدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله