الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران اقليمياً

محمد سيد رصاص

2010 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أتى الفرس،وهم عرق هندو- أوروبي،من الشرق في الألفية الثانية قبل الميلاد.رغم هذا ،كانت الدول الفارسية القوية(اسم ايران استخدم زمن الساسانيين،ليستبدل بإسم " فارس" حتى عام1935،وقد اعتبر الشاه محمد رضا بهلوي في عام1959أنهما مترادفان) تتجه غرباً في الغالب الأعم،كما حصل في زمن المملكة الفارسية الأقدم(549-333ق م)التي أسسها قورش،وفي زمن الساسانيين(226-651م)والدولة الصفوية(1501-1736).في هذه الحقب الثلاث،كانت تترافق القوة الفارسية مع ضعف حاصل في المنطقة الممتدة بين نهري دجلة والنيل،ولم يحصل سوى مرة واحدة بتلك الحقب أن كانت القوة المحلية للمنطقة الممتدة بين هذين النهرين هي المساهمة في قلب عملية السيطرة كماحصل ضد الساسانيين بعد معركتي القادسية(637)ونهاوند(641)،فيماحصل هذا ضد المملكة الفارسية القديمة(المسيطرة لمدة قرنين من الزمن على بلاد الرافدين والشام ومصر) من قبل الإسكندر المقدوني الآتي من القارة الأوروبية،ثم جرت الحالة الثالثة المؤدية فقط إلى ترسيم حدود السيطرة (بخلاف الحالتين المذكورتين المؤديتان لسقوط مملكتي قورش والساسانيين) من قبل قوة حاكمة في آسية الصغرى هي العثمانيين إثر انتصارهم على الصفويين في معركة جالديران(1514)وماأعقبها من فقدان الصفويين السيطرة على شرق العراق وبغداد في عام1534،ثم تكرر هذا من العثمانيين ضد الصفويين في بلاد الرافدين بين عامي1622و1638.
في حالات قليلة،كان يجري الإنتباه من قبل حكام فارس إلى مجالي الشرق والشمال:في زمن داريوس(521-486 ق م)امتدت السيطرة الفارسية إلى نهر السند ونحو الشمال لمايسمى الآن بآسية الوسطى،وهو ماحصل أيضاً بزمن اسماعيل الصفوي(ت 1524)لمااحتل الغرب الأفغاني عند مدينة هرات.
أثناء زمن اضطراب الدولة الفارسية، في فترة1736-1794الفاصلة بين المرحلتين الصفوية والقاجارية، حصل انكفاء من قبل حكام بلاد فارس بإتجاه الداخل الذي رسمت معالمه من قبل اسماعيل الصفوي كحدود جغرافية ممتدة بين اقليمي خراسان(عاصمته مشهد)وأذربيجان(عاصمته تبريز)مروراً بالهضبة الفارسية الفاصلة بينهما. في تلك الفترة المضطربة استعيدت تبريز التي احتلها السلطان العثماني سليم الأول في عام1515،وأحكمت السيطرة على خراسان بعد اضطراب ومحاولات انفصال،ولكن مع فقدان الغرب الأفغاني من قبل حكام فارس،ثم ليكون ضعف الدولة القاجارية(1794-1925)نتيجة انحصارها بين قوتين متنافستين هما روسيا القيصرية ،المتجهة بقوة نحو"المياه الدافئة" عبر الممرين الفارسي والعثماني ،وانكلترا المحتلة لشبه القارة الهندية التي رأت مصلحة طوال القرن التاسع عشر في سد هذين الممرين بوجه الروس.
في القرن العشرين حصلت حالة ملفتة،تمثلت في كون ايران هي المفتتحة للمراحل التي عاشها اقليم الشرق الأوسط:1- الثورة الدستورية(تموزيوليو- كانون أولديسمبر1906) ،قبل حصول حدث مشابه في استانبول بعامي1908و1909، 2- أول انقلاب عسكري حصل بإيران من قبل رضا بهلوي في شباط1921، 3- افتتاحها تأميم الممتلكات الغربية: (تأميم الشركة الإنكليزية- الفارسية للنفط في أيار1951 من قبل رئيس الوزراء محمد مصدَق،قبل خمس سنوات من تأميم شركة قناة السويس)،4- سقوط مصدَق عبر انقلاب آب أوغسطس 1953كنقطة بدء دشَنت مرحلة كاملة تمثلَت في ملء واشنطن لفراغ قوة لندن في الشرق الأوسط ،5 – صعود الخميني للسلطة في ايران1979كبداية لموجة مد الحركات الاسلامية في المنطقة الممتدة بين مدينتي بيشاور والجزائر.
خلال عقدين مضيا،منذ انتهاء الحرب الباردة ، حصلت ثلاثة انهيارات لقوى كانت مجاورة لايران:البناء السوفياتي، سلطةحركة طالبان الأفغانية، نظام صدام حسين. هنا ، أظهرت الإنشغالات الايرانية،في أعقاب ماأحدثته تلك الإنهيارات الثلاث من فراغات كبرى للقوة،أن التقليد الايراني – الفارسي القديم في التركيز على المجال الجغرافي الغربي لبلاد فارس مازال قائماً،حيث لم تفرط طهران في النشاط من أجل منافسة أنقرة وواشنطن على التركة السوفياتية في القفقاس وآسية الوسطى ،وكذلك في أفغانستان مابعد طالبان رغم دعمها القديم ل(تحالف الشمال)الذي كان الواجهة الأفغانية المحلية لغزو2001الأميركي،فيمارأينا شيئاً مختلفاً عن هاتين الحالتين من قبل العاصمة الايرانية في مرحلة مابعد سقوط العراق إثر غزو2003الأميركي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل