الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرة الكهرباء ..دروس وعبر !

كريم الشريفي

2010 / 6 / 26
حقوق الانسان


تأخرت جداً إستقالة السيد وزير الكهرباء ، لكنه يبدو كان يجاهد في البذل للحلول التي يتجاوز بها عنق الزجاجة قبل الوصول الى تقديم الأستقالة . باءت بالفشل كل مساعيه الحميدة والتكتيكية مما اضطر أخيراً الى الإستقالة أمام الضغوط القوية للشارع العراقي. سارع السيد المالكي الى تكليف (الشهرستاني) للقيام بمهام الوزارة إضافة الى وزارة النفظ الشائكة المسؤوليات والمهام والأمكانيات الأخطبوطية للعقود والكومشينات.. ونحن نعرف الشهرستاني يوم كان يعيش معنا بالسجن انه لايستطيع حل أبسط مشكلة في حياة السجن وهي صلاة الليل من صلاة النوافل.. فأصبح نائب رئيس البرلمان العراقي ومن ثم استوزر للنفط والآن يجمع وزارة النفط الى جانب وزارة الكهرباء .. المهم البداية فيها شيئ من التوفيق هذه المرة للشهرستاني عندما حاول تقليل إستهلاك المسؤولين للكهرباء لأكثر من 250 ميغاواط واعتبرها فائضة يستهلكها المسؤولين ترفاً وبطرا فقام بتوزيعها على الناس كأجراء وقائي يريد به التقرب الى الجماهير الغاضبة التي امتدت انتفاضتها الى عموم محافظات الجنوب .. وهذا نذير شؤم للحكومة الحالية والمقبلة . كان من الأجدى الأخذ بمطالبات الناس وشكواهم من قلة التيار الكهربائي قبل التظاهرات التي حصلت في محافظة البصرة ، لكن تأخرت بصيرة الحكومة عن هذه المناشدات والأنات والتوسلات الى أن فجرها قيض الحر اللأهب والحاجة الضرورية لخدمات الكهرباء .
أخيراً .. خرجت الجماهير عن صمتها وسكوتها وسباتها الذي طال كثيراً لتطالب بأبسط حقوقها الخدمية بالحصول على التيار الكهربائي الذي أصبح لغزاً محيراً يحتاج الى مخلص و يسوع جديد ! أن وعود الحكومات التي جاءت بعد الإحتلال لم تكن سوى جرعات من التخّدير والحُقن المهدئة خشية الإنفلات والثورة من قبل الجماهير . وبعد أن بلغ السيل الزُبّا تحركت الجموع في مدينة البصرة لتبدأ الشرارة الأولى كما عودتنا هذه المحافظة السباقة بالتمرد والثورات عبر تأريخها المجيد ابتداءاً من ثورات الزنج الى انتفاضة عام 1991 . التي مرغت جبروت النظام البائد بالوحل وأرغمته على الفرار منها تاركاً عملائه، ووكلائه، وأدلائه ،وحثالاته من البعثيين يتخبظون مذعورين كالجرذان من القصاص العادل بعد ان خلعوا لباس عزتّهم الزيتوني.. مرتدين اللباس المحلي ( الدشاديش) ليلوذوا بالفرار والهزيمة تلاحقهم لعنات الضّحايا وأنات الأرامل وعوز الأيتام .جاء المحرورن الجدد يبشرون بالبناء والرفاه الذي سينعم به المواطن العراقي بعد التخلص من الظلم .. إستبشرت الناس خيراً بهذه الوعود التي بدأ يرددها المعارضون القدامى للنظام السابق واللذين أصبحوا قادة العراق بكلا طرفيه – قيادات الصدفة و قيادات التخطيط - بتعينهم من قبل الحاكم العسكري للعراق الجديد آنذاك (بول بريمر) الذي أسس مجلس الحكم وبعد مجلس الحكم بدأت الانتخابات المحاصصية وما جلبت لنا من عار ومأساة وكوارث ومحسوبيات وطبائع غريبة ومذلة .. الكل كان يغّض الطرف عن السلوكيات التي يشاهدها من قبل المسؤولين عن الأحزاب الحاكمة طمعاً بحظوة أو عطف من نكرة أو معرفة سياسية ..والبعض كان يمارسها مبرراً ذلك بأن كل تغيير تصحبه حالات من الفوضى الإدارية والحكومية ..إلا انه لا أحد يتوقع أبداً إبقاء الخدمات اليومية بعيدة عن حياة المواطنين لاسيما التيار الكهربائي المعطوب كان يتقطع خلال السنين الماضية .رغم كل التبريرات الحكومية التي يسمعها المواطن من خلال تصريحات المسؤولين الذين تعاقبوا على قيادة الدولة العراقية منذ الإحتلال حتى الآن كانوا يتذرعون بالأرهاب واستفحاله بأستهداف المحطات الكهربائية للضغط على الحكومة ومحاولة عرقلة برامجها لخدمة المواطنين... هذا فيه الكثير من الصحة لكن لايعني أن المناطق التي لايوجد فيها عمليات إرهابية هي الأخرى مشمولة بأنقطاع التيار الكهربائي. المناشدات من قبل كل القوى الوطنية والسياسية لحل أزمة الكهرباء ذهبت هباءً منثورا للأسف.. أعتقد نحن نتوقع انتفاضات جديدة من الجماهير بسبب شحة الماء وتعثر تسليك المجاري وزيادة أجورالنقل والغلاء المعيشي والمحسوبية للمسؤولين والأستئثار بالثروة والوظائف من قبل البطانات والمداحين والمداهنين والمنافقين والدجالين بالدين الخ...

كريم الشريفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما أسباب توقيف سعدية مصباح رئيسة جمعية تدافع عن المهاج


.. هل تجهض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ؟ |.. سامويل وربي




.. عقبة قانونية جديدة أمام بريطانيا تعرقل نقل طالبي اللجوء لرون


.. نتنياهو عرقل الصفقة ومستعد للتضحية بالأسرى الإسرائـيليين.. ا




.. علم إسرائيل يرفع على الحدود المصرية.. ورفح بين المجاعة والقص