الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقالات منديالية في الجزائرنيوز8

احميدة عياشي

2010 / 6 / 28
عالم الرياضة


مقالات منديالية في الجزائرنيوز8
غانا تنتصر وتكشف العورة
احميدة عياشي
مديرعام الجزائرنيوز
دعاني صديق وهو وزير سابق وخبير في الرياضة إلى عشاء في لامدراك••• قال لي ونحن نتوجه إلى المطعم، أنه مطعم جميل وعائلي، وكان يتردد عليه منذ أكثر من عشرين سنة، إنه يعرف صاحبه وأولاده••• وقال لي أن المطعم الذي أصبح الآن يطل على البحر، كان في القديم عبارة عن زاوية من أربع طاولات، لكن الآن أصبح يستقطب على تيراسه العائلات بقوة لا مثيل لها••• وبالفعل لاحظت ذلك منذ الوهلة الأولى عندما وصلنا المطعم، كان غاصا بالعائلات التي كانت عيونها معلقة على الشاشة••• وكانت المقابلة التي جمعت بين غانا والولايات المتحدة الأمريكية في بداياتها••• أخذنا مكانا غير بعيد عن الشاشة، وهرع إليه أحد أبناء صاحب المطعم مخاطبا صديقي بعبارة كيف الحال يا عمي ثم عرض علينا الموني، وهو عبارة عن سلاطة خضراء، وكروفات مدمسة كمدخل، ثم تشكيلة متنوعة من السمك•••أكلنا بنهم وشراهة، ولم أشعر في الحقيقة كيف انفتحت شهيتي وأنا الذي عندي عزوف كبير عن الطعام، بينما كنت منخرطا في جو المقابلة التي جمعت بين إفريقيا وأمريكا••• كان الصوت مدويا عندما سجلت غانا هدفها الأول، ثم كانت هناك آهة تأسف عندما سجلت الولايات المتحدة الأمريكية هدف التعادل•• لكن سرعان ما اهتززنا من جديد عندما وجهت غانا ضربتها القاضية للأمريكان في الوقت الإضافي••• في تلك اللحظة تحولنا كلنا إلى غانيين••• انبعثت الأصوات، وتعالت الهتافات وصعدت إفريقيا كأنشودة مدمدمة وقوية من أعماقنا•• شعرت بفرحة طاغية، رأيت في غانا ثأرنا من أمريكا••• هذه القوة التي لا تحلم إلا بالقوة والإنتصار••• رحت أنظر إلى هؤلاء الغانيين، إلى هذه الأسود الإفريقية التي دخلت معركة المونديال بصمت وتواضع، وراحت تشق طريقها نحو المجد بعيدة عن الأنظار، وبعيدة عن الأضواء الصاخبة••• لم يهتم أحد بهذه الأسود، لا وسائل الإعلام العربية، ولا الميديا العالمية••• لم يتوقع المحللون والخبراء والفنيون أن تتسلل هذه الأسود إلى قلب غابة المونديال، ولم يتوقع هؤلاء العلماء في المستقبليات أن ينهزم العملاق الأمريكي على يد شبان لا خبرة لهم في النوادي الأوروبية الشهيرة، ولا سمعة لهم في الأوساط الرياضية، وأن يتمرغ هذا العملاق الأمريكي في الأدغال الإفريقية••• حتى إفريقيا التي تداعت فرقها الخمسة في الدور الأول، لم تعلق آمالها على هؤلاء الشبان الغانيين الذين دخلو الحرب دونما طبول ومزامير••• وعندئذ نظر إلي صديقي وهو كالغير مصدق قائلا: أرأيت يا صديقي، ما عجزنا على تحقيقه أمام الأمريكان، أنجزه هؤلاء الملائكة أمام الشيطان الأكبر••• تمنيت في تلك اللحظة لو كنت هناك في جنوب إفريقيا لأضم صوتي إلى تلك الأصوات الجنوب إفريقية الصاخبة والمتدفقة التي وجدت هي الأخرى عزاءها الكبير بعد خروج فريق جنوب إفريقيا، البلد المنظم في هؤلاء الذين جلبوا الفرحة لملايين الأفارقة والمستضعفين الذين ظلت أمريكا كالسيف المتجبر مسلط على رؤوسهم••• لقد أنجز الغانيون الانتصار الرمزي الذي انتظرناه من الخضر••• حطموا الأسطورة الأمريكية التي لا تقهر••• رأيت بيل كلينتون وهو زائغ العينين، غير مصدق أن هؤلاء الأفارقة الذين لا يعرفهم أحد في أمريكا زلزلوا الأرض من تحت أرجل عمالقة العم سام••• قلت لصديقي الوزير، والآن، ماذا يقول، أولئك الذين عاتبونا على نقدنا الموجه لمدرب الخضر سعدان، وقالوا لنا برغم الخسارة مع أمريكا إننا حققنا إنجازا تاريخيا••• بل وأرادوا أن يوهمونا، أننا كنا محظوظين عندما خسرنا بهدف مقابل صفر أمام الأمريكان••• وأنه لو كان فريقا آخر أمام أمريكا، لانهزم بنتيجة ثقيلة•••!!
ها هي الحقيقة تسطع كالشمس، حقيقة عارية وقاسية، حقيقة تعلو على التبريرات والسجالات العقيمة الشبيهة بخط الهجوم الجزائري••• حقيقة صلبة كالصخر، تعيدنا إلى أرض الواقع والخطاب غير المزيف، غير المضلل وغير الخادع•••
لقد حاول البعض أن يزين انكسارنا في المونديال على أنه انتصار تاريخي، وسعى إلى تخديرنا عندما ادعى بأننا لسنا وحدنا الذين خرجنا من الدور الأول للمونديال، فها هي فرنسا وإيطاليا خرجتا بخفي حنين••• لكن تناسى هؤلاء أن يقولوا لنا، أن المدرب الإيطالي واللاعبين الإيطاليين قدموا اعترافا علنيا بالفشل، وتحملوا مسؤوليتهم، حتى قال أحدهم بأنهم لعبوا كالماعز••• هذه هي الشجاعة التي افتقدناها لدى القائمين على شأن الفريق الوطني••• لم يطرح هؤلاء المدافعون عن الطاقم القائد للفريق الوطني، كم كانت كلفة التحضير للمونديال؟ قد تكون حوالي 300 مليار سنتيم••• وقد تكون أكثر••• لكن لا أحد، من هؤلاء المسؤولين مستعد أن يقول الحقيقة أو أن يرفع الستار لتكون الأمور شفافة••• لكن كيف ننتظر من هؤلاء المسؤولين أن يكونوا شفافين، بينما لم يتمكنوا من إصدار بيان تنديد باللاعب صايفي الذي قام بصفع زميلة صحفية من جريدة كومبيتسيون•••؟!
لقد رفعت غانا، وهي مشكورة الغطاء عن القدرة الجزائرية، فعلينا أن نمتلك الشجاعة وننظر ملء العين إلى ما في داخل القدرة الجزائرية إذا ما أردنا أن ننقذ هذا الفريق الجميل من أيدي العابثين•••
احميدة عياشي
ايليا. . ايليا ام ايليي. . ايليي
هابت حناشي
قرأت تعليقا في جريدة يومية سخر فيه كاتبه من الصحافي الذي علق على مباراة الجزائر ـ إنجلترا في اليتيمة وقال أنه ربما كان يأكل البيض وهو يعلق ، وقد استفزني هذا التوصيف واعتبرته قبيحا وسمجا ولا طعم له•
لكن الحقيقة أن التعليق قواعد وعلم وموهبة وفن، وليس شيئا من الفوضى وشيئا من الضجيج، والمعلق الذي يفتقد أحد هذه العوامل يصبح مثل البطة يمشي أعرجا، فهو يجب أن يكون ملما بقوانين الكرة، والتفاصيل الخاصة بالمدربين واللاعبين، وأن يكون مثقفا ويملك صوتا قويا، ويستحسن أن تكون في صوته بحّة، وأن يعرف متى يعلق ومتى يصمت، لا أن يرغي ويزبد طيلة المباراة، وكنت أقول لنفسي، وأنا أشاهد المباريات على التلفزيون، لماذا ينقل لنا هؤلاء المعلقون ما يجري في الميدان ونحن نشاهد المباراة مثلهم، فنحن نننظر منهم أن يتكلموا عن الأشياء التي لا نفهمها، فيشرحوها لنا، ويحللون خطط المدربين ونقاط القوة والضعفئ عند الفريقين، وينقلون للمشاهد معلومات وتفاصيل خاصة يكونون قد جمعوها من قبل، عن طريق مصادرهم الخاصة أو عن طريق الإنترنيت، بدلا من القول طيلة المباراة أن فلان قذف الكرة أو اللاعب فلان أخطأ ضربة الجزاء، أو أن الحارس ارتمى وأخرج كرة خطيرة وحولها الى ركنية، أو أن الحكم صفّر ضربة جزاء وأن مساعده رفع راية التسلل •• وغيرها من التعاليق، وهي تفاصيل تجري أمام أعيننا ولسنا بحاجة إلى من ينقلها لنا بطريقة فيها من الضجيج أكثـر مما فيها من التحليل، وما زلت أعتقد بأن هذه الطريقة في التعليق خاصة بالراديو حيث نسمع فقط ولا نرى، وليست خاصة بالتلفزيون حيث نسمع كل شيء ونرى كل شيء وبالتفصيل الممل، وتذكرت كيف كان المعلق المشهور محمد صلاح يعلق على مباريات المنتخب في الراديو، فيبالغ في الوصف ويجعلنا ملتصقين بالمذياع، وكيف كان المعلق اللذيذ بن يوسف وعدية يعلق على مبارايات المنتخب في التلفزيون بهدوء ورزانة وسلاسة، وكان يقدم لنا تفاصيل ومعلومات تدهشنا رغم عدم وجود الإنترنيت، وكانا يمتّعان ويستمتعان، حسب التعبير الشائع المنسوب إلى الشيخ رابح سعدان•
لكن رغمذلك يبقى التعليق شيئا متميزا مثل الألوان والأذواق لا نتجادل فيهما أو نتناقش، وقد ضحكت عندما استمعت إلى معلق الجزيرة المشهور حفيظ دراجي وهو يقول إيليا •• إيليا أو إيليي •• إيليي عندما اقترب المنتخب الجزائري من تسجيل الهدف، ضحكت لأن لا أحد في الوطن العربي يعرف إيليي هذه وماذا تعني، ولا دراجي نفسه يعرف أصلها وفصلها ، رغم أن الجمهور ما زال يرددها إلى غاية الآن، وقلت لنفسي، إن جزائريته هي التي تكلمت فيه رغم أنفه وليس بإرادته، وربما حنّ إلى الأيام التي كان فيها لاعبا أو مناصرا مع الجمهور لفريقه المفضل، وقد شاهدت مباراة فرنسا وجنوب إفريقيا على قناة فرنسية، وكنت معجبا بالتعليق لعدم وجود الضجيج فيه وتركيزه على التحليل وتقديم المعلومات، لكن صديقا لي كان يشاهد المباراة معي، أقلقته الطريقة الباردة للمعلقين، وقال لي أنهما يشبهان معلقي اليتيمة ، وأن حفيظ دراجي أحسن منهم جميعا• ولا أعرف لماذا يفضل غالبية الجزائريين حفيظ دراجي على غيره من المعلقين في القناة الجزائرية وفي القنوات الأخرى، ربما بسبب حيويته أو صوته القوي، وربما لسب آخر لا أعرفه•
وحسب رأيي، يفضل غالبية الجزائريين مشاهدة المباريات على قناة الجزيرة ، حتى يستمتعون بأصوات حفيظ دراجي وعصام الشوالي والمعلق المصري علي محمد علي، فهو، والحق يقال، يتميز بهدوء ولا يعلق بطريقة الضجيج، وفي صوته بحة جميلة تشبه بحة المغنية العذبة •• شيرين عبد الوهاب•

غانا تهزم سعدان
عبد الله الهامل
ما فعله شبان غانا بالأمريكان كان درسا لرابح سعدان، درس في كرة القدم، وفي الروح القتالية للاعبين، درس في خطة (إلى الأمام•• إلى الأمام دائما)، لكن سعدان شاخ، ولم يعد في مقدوره أن يتعلم أي شيء، حتى الانسحاب من تدريب الفريق الوطني والذي أصبح مطلبا وطنيا لا يريد أن يعلنه، ولأنه هو هكذا، فلعله ينتظر أن يقال!! وهذه ثالثة الأثافي•
الأكيد أن ما صرف على الفريق الوطني أضعاف ما صرفته الدولة الغانية على فريقها، والأكيد أن مدربهم يتلقى أجرا أقل من رابح سعدان، والأكيد في هذا الخصوص كثير•• لكن المحير أن سعدان يتماطل، وراوراوة يتماطل والوزير يتماطل، والجماهير تنتظر•• ودار لقمان باقية على حالها•• الغانيون هزموا الأمريكان وتأهلوا إلى الربع نهائي ونحن عدنا بخفي حنين، عدنا دون أن نسجل أي هدف•• هزمنا رابح سعدان بعناده، وبفشله في تسيير الأمور، وفي الأخير يقول لنا أنه جاء إلى جنوب إفريقيا كي يتعلم•• هذه لغة خشب يجيدها سعدان، وهو خريج راكاي الأفلان•
الغانيون أسعدوا كل إفريقيا، وسعدان خيب آمال العرب والبربر وكل أصدقاء الجزائر• شبان الفريق الوطني بحاجة إلى مدرب في مستواهم وليس إلى سعدان الذي كبلهم بخططه التي أكل الدهر عليها وشرب، إنهم بحاجة إلى مدرب يحررهم ويدفع بهم إلى الأمام•

خضر مابعد المنديال
نفيسة لحرش
عودة المنتخب الوطني لكرة القدم مساء السبت إلى الجزائر بعد مشاركته في الدورة 19 لكأس العالم بجنوب إفريقيا، وهي المشاركة الثالثة في عمره وعمر الجزائر المستقلة، كانت لا محالة مليئة بشجون وأحاسيس متباينة ومشحونة بعد مشاركة ضعيفة يراها البعض إيجابية، وهناك كثيرون يرونها سلبية••؟
الإيجابيون يعتبرونها نتيجة مفرحة لصمودهم أمام إنجلترا ولعبهم أمام أمريكا، ففضيحتهم، بدون شك، أهون من فضيحة فرنسا وإخفاقهم أحسن من إخفاق إيطاليا وقد كانت الإثنتان ذات يوم فارستي العالم بدون منازع وسيدتي المونديال الكروي، وهي كذلك أقل إهانة من نتيجة كوريا الشمالية•• ولذا قد يستقبل الخضر عند وصولهم إلى المطار رسميا وكفائزين، وهذا ما تم بالفعل، فقد كان في استقبالهم لدى وصولهم إلى مطار هواري بومدين الدولي، كل من وزير الشباب والرياضة السيد هاشمي جيار ، ووزير الاتصال السيد ناصر مهل ، والوزير المنتدب للشؤون الإفريقية•• ويقال: أن الفريق قد اندهش وكذا طاقمه التقني والإداري من الأعداد الهائلة التي جاءت لاستقبالهم من المناصرين من الجنسين ومن مختلف الأعمار رغم الوقت المتأخر••
أما الساخطون فبلوتهم كبيرة، فالفريق قد خانهم بعد الوعود التي قدمها لهم، وأهانهم لأنه لم يسجل هدفا واحدا يرفع من قيمتهم ومن قيمة الجزائر اعترافا على الأقل بسخاء الدولة، واحتراما للمساندة الرائعة للجمهور الجزائري وكذا الرئيس الجزائري••
جماهير غضبت وعبرت عن رأيها، لأن فريقهم لم يراع أعصابهم ووقتهم بدل الضائع، لقد عاشوا أوقاتا مثيرة أثناء متابعاتهم للمباراة، فمنهم من تأزم ومنهم من مات ومنهم من طلق زوجته ومن أيضا من غادر بيته••؟ ومع ذلك فقد كانوا يتمنون فقط لو أن الفريق قدم لهم عرضا به جهد مقبول للدقائق الأخيرة، جهد يماثل ما قدمه فريق الكود دوفوار الذي حارب حتى الدقيقة الأخيرة وكأنه كان يبدأ من جديد، وكأنه ينتظر الصعود وهو يعرب أنه لن يصعد•• ويقولون إن هذا الفريق هو الذي تصدق عليه بالفعل تسمية محاربي الصحراء وليس من لم يحاربوا حتى من أجل المشاركة•


تعلم الكرة ولو في غانا
مهدي براشد
تابعت، أمس، مقابلة الفريق الغاني مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولست أدري لماذا كنت أناصر الفريق الغاني على حساب الفريق الأمريكي، على الرغم من أنني بعيد كل البعد عن شوفينية أنصار الكرة، بل ولست من هواة الكرة•
وربما كانت مناصرتي للفريق الغاني من باب الشماتة في الفريق الأمريكي الذي هزمنا وأخرجنا من هذه البطولة العالمية في وقت مبكر ونحن قاب قوسين أو أدنى•
وربما تحركت في عصبية الانتماء إلى القارة السمراء، وفريق إفريقي أولى بمناصرتي من فريق أوروبي أو فريق أمريكي أو آسيوي•
وربما لأن الولايات المتحدة الأمريكية رمز للغطرسة والظلم، وهي التي تريد أن تكون الأولى في كل شيء، حتى في كرة القدم التي كانت إلى عهد قديم لعبة أطفال لدى جميع الأمريكيين، وانتصار غانا انتصار على هذه الغطرسة•
وربما تمنيت انتصار غانا حتى أطمئن لرأيي السابق من أن انهزامنا مع الولايات المتحدة لم يكن بسبب قوة الفريق الأمريكي ولا لضعف عناصر الخضر، وإنما لأن شيئا ما حدث ضرب قلب الخضر فتهلهل•
عندما انتهت المباراة، قفزت فرحا للفريق الغاني، الفريق الإفريقي الوحيد الذي صعد إلى الدور ربع النهائي في أول مونديال تحتضنه القارة الإفريقية• لكن ما أن هدأت حماسة المناصر فيّ حتى أحسست بمرارة أكثر، لأنني شاهدت فريقا عناصره أقل تجربة من عناصرنا وأقل إمكانيات منهم، لكن لم يصبهم ما أصابنا، وتأكدت أن سعدان ضيع علينا شيئا كان سيكون رائعا•
ملاحظة: على سعدان إذا كان فعلا صادقا في قوله جئنا إلى المونديال لنتعلم ونحضر لمونديال 2014 أن يقيم كل معسكراته التدريبية في غانا وليس سويسرا•


الفوز هو المهم
علي مغازي
مدرب كرة القدم الذي غادر الميادين والتحق بالاستوديوهات ليشتغل محللا وخبيرا في قناة تلفزيونية، أو أكثر، بعد أن يتم إعداده و(تأهيله للوظيفة الجديدة) وتدريبه على كيفية الكلام وفن الظهور أمام الجمهور والتعامل مع إشارات المخرج وغمزات المنشط وملاحظات مشرفة الماكياج، هو كالداعية الذي ترك المسجد والتحق بموجة الدعوة الجديدة عبر الأثير، أو كالعسكري الذي ترك الخرائط والأسلحة والجنود وتفرغ لكتابة مذكراته عن الخطط التي يجب تطبيقها، فهو بذلك رجل جيد ورائع في وضعه الجديد، ولا يليق أن نعود به إلى الميادين مرة أخرى، لأنه لن يحالفه التوفيق، سيشغلنا فقط بالكلام البليغ والأفكار البراقة دون أن نحصد معه النتائج المطلوبة•••
إن مجرد الحديث عن إمكانية جلب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان أو الجزائري رابح ماجر لتدريب الفريق الوطني لكرة القدم، لشيء يدعو للسخرية حقا، إنه دليل على التخبط وغياب الرؤية السديدة والحنكة المطلوبة، إنه نوع من الدوران داخل الدائرة ذاتها من التفكير المحصور، الخالي من الإبداع•••
لدينا في الجزائر منتخب شاب وطموح، وعازم على تحقيق شيء كبير قبل أن تدركه الشيخوخة أو تعصف به الأفكار البالية المغلقة ولديه من الإمكانات ما يؤهله أن يكون خلال السنوات المقبلة القليلة من المنتخبات العالمية الكبيرة، لهذا ينقصه مدرب كبير، لديه ذات الطموح والعزيمة والخبرة والحنكة، ويكون شخصية غير مستهلَكة (اللام بالفتح)، جادا وصارما في عمله، مستقلا بشخصيته وحريصا على فرض الانضباط، قادرا على التواصل والاستيعاب، ويمتلك الكفاءة المهنية اللازمة• ويكون على المسيرين أن يتخلصوا من الدخلاء والغوغائيين والطماعين والحاملين لذهنية اللعب بدافع (الرّجلة) في غياب التكتيك والنهج الفني، ليسمحوا له بالعمل بعيدا عن العقلية (الراشية)•
كرة القدم فن وعلم وتجربة وموهبة وتخطيط وإعداد ذهني وبدني ومهاري، وهي بكل هذا وأكثر تقاليد متوارثة وصناعة قائمة بذاتها• وليست مجرد بارود عربي ، وفنتازيات وشعارات لا علاقة لها بالكرة•
الأرجنتيني خوسيه بيكرمان أو الجزائري رابح ماجر يصلحان لكل شيء إلا لتدريب فريقنا، إذن فابحثوا عن رجل من طينة الصربي ميلوفان رايفاتش صاحب شعار الفوز هو المهمّ•
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمر مرموش أفضل لاعب في مباراة هايدينهايم ضد آينتراخت في الدو


.. استمتاع ورياضة.. الكاياك فسحة كل الأعمار فى حضن النيل




.. تعرف على تاريخ استحداث جائزة الفيفا ل،أفضل لاعب في العالم


.. دوري المحترفين.. سبب نقل مباريات السكة.. وحقيقة أزمات السويس




.. مونديال قطر 2022 يحقق نسب مشاهدة قياسية على صعيد العالم