الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل رأيتِ موت ظلي –9-

غريب عسقلاني

2010 / 6 / 28
الادب والفن


هل رأيتِ موت ظلي –9-


ترنيمة نادل الوقت

هل هي "العنقاء" أنتِ؟! وأنا المرجوم بالنزف "سيزيف" ؟!!
هل تضيعنا المنافي بين ربيع وخريف!! تتقاذفنا الشوارع في بلاد صرنا فيها الغرباء بين الأصدقاء.. والأصدقاء ذرفوا دمع الوجع على أوجاعنا مرة.. غزلوا من آهاتنا لحناً حزيناً غنوة بعض الوقت.. واكتفوا منا بمذاق أنغام الوداع..
هكذا شاءت اٌلأقدار..
أن تخرجي كل مرة من قلب الاشتعال كاملة البهاء..زهرة، تنثرين عبق القرنفل في مسام الوقت.. تخبئين دمعتك العزيزة.. تحمليني بين الحنايا في ثنايا الذاكرة, تطل عليكِ صورة وجهي كلما حضر على مراياك من غابوا وسكنوا الدمع في مقلتيكِ؟
لا تسكبيني دمعة من مقلتيك..
أني حملتكِ في خاصرتي، ورسمتُ في صدري بين الرئتين مدينتك التي أضحت عن متناول الحلم بعيدة, أُرهف السمع لنزفكِ, وأسجل دقات قلبي مع نقرات خطاك على الرمل في طرقات صدري, صارت خطاك في صدري دروبا للوطن..
اسألي نادل الوقت عني:
كيف تستعيد المدائن ساكنيها؟! وكيف يفلت الوقت من لجام الخديعة، والدم قد سري في مسام الأرض إلى غور بعيد..؟؟ وأي حليب يقدمه ضرع أرض لبذرة قرنفل تحلم بالحياة.. والأرض ملوثة بالضغينة, ووجه مدينتي مثل وجهكِ مستباح..
هل تعود مدينتي إلى عاداتها, كل صيف تتهيأ للزفاف.. تصبح عروسا، تصدح في جنباتها الأغاني والزغاريد المغمسة بالرغبة والحناء والفرح..
هذا الصباح، اصطحبت ذاكرتي، ومضينا نخب في الطرقات، نقرأ المواعيد في ذاكرة الشجر، والحجر، وإشارات الدروب..
هذا الصباح صرختُ على وجعي المُدمى بالغياب..
لم يبق في غزة بعد القصف سوى اسم المكان.. قد تعرى المكان من مفردات المكان.. ووجدتني في طرقاتها أمضي عاريا من ذاكرتي..
لا زيتونة تمنحي ظلا.. لا جدار نقشت عليه رسمكِ يوما.. حتى ناصية الانتظار باتت ركام.. وصرخت من وجعي
- أين أنا؟
صرتُ المحاصر بسهام من قلبوا الوقت رأساً على عقب.. ورأيت رأس غزة معلقا على أسنة الرماح.. يتهموني بها:
-أصمت أيها الصابئ.. أنت السبب!!
ورأيت وجهك مصلوبا على وجه مدينتي.. وأتى صوتكِ يتردد مع حفيف الريح:
- لا عليكَ يا صاحبي، ارفع الصخرة من قاع السهل إلى أعلى الجبل
لا سهل، ولا نهر، ولا صحراء.. حتى الجبل خسفوه صار بعض رماد وتراب..
- ارفع الصخرة.. هذا قدر..
صارت الريح جحافل شياطين.. شحذوا سيوفهم قصفوا رأسي.. صار عنقي نافورة دم.. حفر الدم مجراه وسال، ورأيتكِ واقفة على ضفة النهر، تهامسين نادل الوقت وتبوحين.
فأطلَ علىَّ من ناصية الانتظار, سرب أطفال دفنوا يوم القصف تحت الركام..
***
إنها العنقاء أنتِ.. وأنا المرجوم بالنزف سيزيف..لن تضيعنا المنافي.. لن تضيعنا الطرقات بين ربيع وخريف..
ربما جئنا من الأسطورة طيفا.. لكننا انطلقنا من رحم الحقيقة..
والحقيقة؛ أنت الأميرة، تنتظر العبور إلى بلاد الرافدين، وأنا المشبوح على صليب عذاباتي.. تبكيني النساء عند بوابات القدس العتيقة..
قومي، وانهضي من رمادك معطرة بروح الدجلتين، واطلبيني أمنية عند أعتاب أسياد المرقدين..
أني تعودت على صخرتي، ليس من أجل الصعود أو الهبوط, ولكن للوصول إلى مدينة نحن فيها..
هل نسبتِ أنك الساكنة في صدري..أنتِ الشوارع والدروب.. أنتِ امرأة مدينة..
أنتِ سيدة الحضور..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??