الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

نايف حواتمة

2004 / 8 / 16
القضية الفلسطينية


الأمين والعام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

عذابكم وألمكم ، أرواحكم وأجسادكم التي تدميها أشواك المعتقلات تاج غار على رأس كل مناضل من أبناء شعبنا، يا من تبذلون النفس رخيصة حتى يعتق شعبكم من درب الآلام التي ُسورت حوافها بمظالم أمريكا ـ بوش " روما ـ بيلاطس " القرن الحادي والعشرين، و سلالة " قيافا " المسخ من أمثال الإرهابي شارون،
" دمنا عليهم وعلى من سيواصل درب إرهابهم من بعدهم "، دمنا سينتصر ولو بعد حين على سيف احتلالهم، وسيحطم شعبنا الأغلال ، ولن يكون بعدها ثمة دروب" للجلجلة " مرة أخرى، ستنتهي آلام المسيح الفلسطيني بنصر مؤزر .
يا من تخوضون معركة استقلال شعبكم من خلف قضبان زنازين سجون ومعتقلات الاحتلال، عيون أطفال ونساء وشيوخ فلسطين تشخص إليكم وملؤها الرجاء، اصبروا و " لا تهنوا ولا تقنطوا فإن الله معكم "، وشعبكم معكم، وكل أحرار العرب والعالم معكم، وأخوتكم ورفاقكم في درب الكفاح على عهدكم بهم يواصلون بذل التضحيات، حتى تهدم جدران السجن الكبير الذي يعتقل به الاحتلال كل شعبنا ، لتبزغ شمس استقلال وسيادة دولة فلسطين وتنير درب عودة اللاجئين إلى ديارهم وديار أجدادهم .
في البدء كانت فلسطين الكنعانية، أهدت للإنسانية أبجديتها الأولى وحضارتها البكر لتوحد قلوب الإنسانية على المحبة، وستبقى فلسطين رمزاً للمحبة والسلام، كثير من الغزاة مروا على أرضها عبر التاريخ، ولم يكن لهم إلا أن سحبوا ظلهم ومضوا يجرون أذيال خيبتهم وهزائمهم، ولن يكون نصيبهم هذه المرة أحسن حالاً، فشعبنا الذي خبر دروب الكفاح وتمرس بها طويلاً سيعض بنواجذه على الجراح ليكون ختامها نصر بائن وخزي للمحتل .
كلمات القاتل والوزير الشاروني تساحي هنغبي المستمدة من قاموس الموت الصهيوني لن تثني مناضلين مثلكم عن النضال، شعبنا من خلف الأسوار ومن قلبها يسمعكم تنشدون : نحن لا نضرب عن الطعام كي نموت كما يتمنى القاتل هنغبي، بل ليحيا شعبنا، ولتكن أجسادنا التي تعريها هراوات السجان الإسرائيلي وأمعائنا الخاوية مرآة تعكس للعالم همجية الاحتلال ودمويته، لتكن صرخة مدوية علَّ ضمير الإنسانية الغافل عنا وعن معاناة شعبنا يصحو وينتصر لإنسانية الإنسان، التي شوه وجهها الاحتلال الإسرائيلي بسياسات القتل اليومي، الذي يمارس بحق أطفالنا ونسائنا وشبابنا وشيوخنا العزل .
بئر السبع ونفحة وشطة وحداريم والرملة وعسقلان وبيت ليد غصة في قلب كل فلسطيني تطرز أيامه بالحزن والألم ، ففيها يمارس السجان المحتل أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحق أسرانا ومعتقلينا وَرَدَ المقاومين، الشهداء الأحياء . سموا المعتقلات والسجون بأسماء مدننا التي كانت تطرز بمجد كنعان الفلسطيني أرض فلسطين قبلة الحضارة الإنسانية . يا لغباء المحتل لا يتعلم من تجربة الطغاة الذين سبقوه، ويحه فهو لا يدرك أنه ماض بأفعاله إلى مزبلة التاريخ، كما الزبد يذهب هباء ولا يبقى في الأرض سوى أهلها الذين جبلوها بدمهم وعرقهم .
من مخيمات اللجوء في الوطن والشتات، ومن حواري مدن وقرى كنعان العتيقة خرجت جموع الفدائيين، طلاب حرية، ثلاثة أجيال لم تغادر ساحة الوغى، ورغم كل المحن ما زالت راية الكفاح خفاقة، لم تطوى ذاكرتنا في غياهب النسيان كما توهمت غولدا مائير، وجيلاً بعد جيل سيواصل شعبنا معركة الحرية حتى الاستقلال والسيادة الكاملة وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
والله إنه الفخار والاعتزاز بدوركم النضالي المشهود، يملأ صدور كل أبناء شعبنا في الوطن والشتات، وإنه ليجمعهم قلب رجل واحد في الوقوف معكم ومن خلفكم في مواجهة هراوات الاحتلال وبطشه وتنكيله، نفديكم بكل ما نملك، وعهدنا لكم أن تبقى قضية تحريركم في مقدمة أهداف نضالنا ، لم تنسوا الوطن يوما فكيف ينساكم ؟! .

المجد كل المجد لكم يا صنّاع عزة فلسطين
بإرادتكم ستسكرون وحشية السجان
وإننا معكم وبكم لمنتصرون

15/8/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل