الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا ؟

عمرو اسماعيل

2010 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


إنه عنوان مستفز .. اعرف ذلك .. ولكن أتمني من إخوتي أقباط مصر .. مسيحييهم ومسلميهم أن يقرأوا باقي المقال لعلهم يستفيقون .. ورغم ايماني التام أن كلمة قبطي تعني المصري وليس المصري المسيحي الديانة كما هو متعارف عليه الآن .. فإنه لا يسعني الا التساؤل لماذا يخضع المصريون أو الأقباط لكل غازي ولكل مستبد بسهولة و منذ سقوط دولة الفراعنة علي يد الفرس .. هذا إن اعتبرنا خضوعهم لفرعون علي اعتباره إلها كان اختيارا وطنيا ..
ألم يستسلم المصريون او الأقباط لاسكندر الأكبر بسهولة تامة ورفعوه الي مصاف الآلهة بعد زيارته لمعبد آمون في واحة سيوة .. ثم استسلموا بعد ذلك لدولة البطالسة حتي انهم اعتبروا كليوباترا مصرية .. فهل كانت كذلك؟ ثم جاء الرومان ليحكموا مصر بسهولة تامة رغم اضطهادهم للأغلبية القبطية الأرثوزوكسية .. ثم جاء عمرو بن العاص فاستطاع أن يغزو مصر التي كان تعدادها بالملايين في ذلك الوقت بسهولة شديدة وسمي أقباط مصر الذين تحولوا الي الاسلام أو وافقوا علي ذلك .. الغزو فتحا .. أي إساءة أكثر من ذلك .. قد يقول قائل .. أنهم لم يقاوموا وتركوا ذلك للرومان المحتلين .. فهل يرضي شعب حر أن يستبدل محتلا بآخر ؟
وبعد الفتح الاسلامي ( أنا كمصري حر أخجل من هذه الكلمة) بدأ التخلي التدريجي عن الهوية المصرية واللغة المصرية .. فهل تخلي الفرس رغم تحولهم الي الاسلام عن هويتهم ولغتهم ؟ هل فعل ذلك الاتراك ؟
ثم تحولت مصر الي دولة شيعية الهوي بعد الغزو الفاطمي لتتحول بعد ذلك بسهولة أغرب الي دولة سنية المذهب بعد انقلاب صلاح الدين علي الدولة الفاطمية ونجد من بين المصريين من يمجد صلاح الدين كبطل قومي رغم اسبداده بالمصريين .. ألا يعتبر اسم قراقوش وزير صلاح الدين الأول في مصر .. رمزا للظلم في الوجدان الشعبي المصري ..
ثم بعد انهيار الدولة الأيوبية حكم المماليك العبيد مصر لقرون .. هل رأيتم دولة يتحول فيها العبيد الأجانب الي حكام بهذه السهولة ويتحول قطز او الظاهر بيبرس الي ابطال ..
ثم جاء الحكم العثماني التركي الغاشم و المتعالي ليحكم مصر بسهولة تامة ويصبح المصري خرسيس أدبسيس ويرضي بذلك.. ثم نجد من يحن ويطالب بعودة الخلافة العثمانية علي اساس أنها خلافة اسلامية ..
ونجيء للطامة الكبري بعد الغزو الفرنسي لمصر .. والذي لم ينتهي بفضل المقاومة المصرية كما يدعي البعض .. ولكنه انتهي بفضل هروب نابليون من البريطانيين ليعود الي فرنسا ليصبح امبراطورا .. الطامة الكبري أن المصريين أو قادتهم اختاروا محمد علي الألباني لكي يحكمهم أو يملكهم بحجة غاية في الإهانة .. أن مصر لا يصلح أن يحكمها مصري .. ونجد الآن في مصر من يحن ويمجد دولة محمد علي الذي استولي علي كل أراضي مصر الزراعية من فلاحيها وأعاد توزيعها علي الترك وبواقي المماليك و قطاع الطرق من الأعراب في الصعيد ليستميلهم ويأمن شرهم .. وتحول المصريون الي أجراء في أرضهم .. ورغم ذلك نجد من يتغني بدولة محمد علي ويتمني عودة الملكية في مصر ..
ثم جاء أول حاكم مصري لمصري بعد انقلاب سهل سميناه ثورة .. ولكن المصريون نتيجة حبهم له لمصريته .. حولوه لديكتاتور .. فكانت النهاية الأليمة رغم انحيازه للغلابة من المصريين .. لو أحس عبد الناصر أن الشعب المصري سيحاسبه رغم حبه له من خلال نظام ديمقراطي مدني .. لتحولت مصر الي دولة علي الأقل في مصاف كوريا الجنوبية أو البرازيل الآن ..
واستسلم الشعب بسهولة للسادات الذي بدأ خصخصة مصر وبيعها لحفنة من رجال الأعمال ليستمر نفس الحال وبسهولة تامة لمدة ثلاثين عاما في عصر حسني مبارك ..
إن أقباط مصر الآن والمتعارف أنهم مسيحيو مصر .. يكررون نفس الأخطاء .. وبدلا من الدعوة والانحياز التام الي الدولة المدنية الكاملة التي ستحفظ لهم حقوقهم الكاملة كمواطنين مصريين .. نجدهم يتكتلون وراء الكنيسة في تأييدها لحسني مبارك وابنه جمال .. نتيجة الخطأ المتكرر ... اللي تعرفه احسن من اللي ماتعرفهوش .. وهو بالمناسبة مثل قبطي يدل علي الاستعداد للخنوع .. مثل المثل الآخر عصفور في الايد ولا عشرة علي الشجرة .. أمثال تقتل الطموح والتقدم .. وعلي اعتبار أن نظام حسني مبارك يحمي الأقباط من غول إخوان طز في مصر .. ويتقاعسون عن المشاركة في الحياة العامة والسياسية .. ولا ينضمون الي الإحزاب الليبرالية ذات التوجه المدني التي تؤمن ان الدين لله والوطن للجميع .. وتؤمن بقيم المواطنة الحقيقية .. ولا يشاركون بقوة في الانتخابات ليتحولوا الي قوة انتخابية ضاغطة يعمل لها أي حزب ألف حساب ..
إن الدولة المدنية التي تعلي قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي الأمل الوحيد لأقباط مصر مسلميهم ومسيحييهم .. وهي التي سيحظي فيها مسيحيو مصر وشيعة مصر وغيرهم بحقوقهم كاملة كمواطنين مصريين ويتمتعون بحق حرية العقيدة كاملة في نفس الوقت ..
أما غير ذلك فسيظل الحال كما هو عليه .. يحكم مصر ويملكها قلة .. كانوا قديما من المماليك و الأتراك والآن من رجال الأعمال وأعضاء لجنة السياسات .. ويحتمي المصري الغلبان بالمسجد أو الكنيسة .. دون أن يحصل علي حقوقه .. بينما يستفيد كهنة المعبد مثلما اسنفادت طبقة كهنة المعبد منذ ايام الفراعنة ..
إن لم ننحاز كمصريين الي الدولة المدنية التي تحمي العدالة الاجتماعية وقيم المواطنة وحرية العقيدة .. فستظل طبقة كهنة المعبد من رجال الاعمال ومساعديهم من رجال الدين الذين يغيبون عقول الشعب هي المستفيد الوحيد .. وسيظل السؤال قائما هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا تبدو
محمد البدري ( 2010 / 6 / 29 - 15:18 )
يبدوا الامر كذلك يا استاذ عمرو. واخشي ان يكون وجود دين يجرم دين آخر ويقف له بالمرصاد هو مبرر لتمترس فئة خلف نفس المؤسساسات الكهنوتية التاريخية في مصر والتي ينتظر الكهنة داخلها لاعاده افتراس المضطهدين خارجها وتبدأ عملية تقديم الضحيا مجددا الي الحاكم طواعيه له. الا تحتجز الكنيسة الشعب المسيحي المصري من المشاركة في السياسة وتركها للنظام ورجاله فقط وحاليا يححتجز الازهر بكوادره السلفية المسلمين ليكونوا في خدمة النظام كما هو حال الاخوان الاسلامي. فلعبة الطائفية في مصر خدمت فكرة المقال عن الخنوع واعادة انتاجه لهذا يستغبها الحاكم الاجنبي والحاكم الحالي لدوام حالهم. شكرا لك وتحية لشجاعة و ونزاهة فكرك وقلمك


2 - انت محق واليك ما اعتقدة السبب
حسن ( 2010 / 6 / 29 - 16:18 )


يسكن البشر في اغلب البيئات الجغرافية على سطح الأرض ,السهول الزراعية منها والرعوية,سواحل البحار وضفاف الأنهار,سفوح الجبال وقممها,الغابات الاستوائية والتاندرا ,المناطق متجمدة المياه.
يجمع علماء الانثربولوجي على أن البيئة الجغرافية تلعب دورا حاسما في تشكيل شخصية سكانها ,أفرادا وجماعات.
لماذا يتصف قاطني السهول الفيضية بلين الطباع , وسلاسة الانقياد للحاكم؟
(احكي ومصر في خاطري)
• التصاق الإنسان بالأرض الخصبة المضمونة العطاء لأنة دوما يجد ما يترك له ليبقيه حيا كآلة إنتاج.
• اختيار التحدي والمقاومة يعني (من بين ما يعني)فك الارتباط بالأرض الخصبة واللجوء إلى حيث الموت من الطبيعة.(مصر في ذهني)
• من قاوم اضطهد أو قتل ولم يورث صفة المقاومة.وتأصلت صفة اللين وسلاسة الانقياد .
غالبا ما استمرأ الحاكم صفات اللين في شعبة وتحول إلى مستبد خاصة وأنة دوما المتحكم بمياه النهر وقنوات الري.
ألستم معي أن المقاوم يلزمه ملجأ وأدوات ؟
ألا يمكن أن تكون الانترنت هي الملجأ البديل للجبال والغابات وبيوت الصفيح؟
والحروف بديل للسيف؟


3 - والله زمان يا دوك سيظل الحال كما هو
العقل زينة ( 2010 / 6 / 29 - 17:29 )
منور الحوار يا دوك وأتمني أن يكون ظني إثم ...لم ..يعد المصري مصريا _أو قبطيا كما ذكرت_مائة بالمائة ولذا تجد المصري الأصيل الحساس وإنسان وهم باقة المفكرين الأحرار وتجد المصري نص نص وحضرتك كتبت عنهم وحالهم من مصر وتاريخها وحضارتها وكرامتها وأصالتها ساعة تروح وساعة تيجي وهم الغالبية العظمي وبالآخر تجد المصري بالأسم _وحضرتك برضه كتبت عنهم _وهو إما بايع ضميره وعقله من أجل سلطة أو ثروة أو شهوة أرضية أو من أجل حلم بالجنة الخيالية


4 - وصف دقيق
ابراهيم المصرى ( 2010 / 6 / 30 - 21:42 )
الحقيقه كل هذه الافكار تشغلنى واتعجب منها ولم اجد مبرر لطبيعة الشخصيه المصريه
شعب قاوم خورشيد با شا ولما اسقط اتوا بمحمد على الالبانى عجبى عليك يا شعب مصر
(انا ايضا مصرى)

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت