الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبولات النسوان أيام زمان

نوري جاسم المياحي

2010 / 6 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي .. برزت ظاهرة اجتماعية في مجتمعات المدن العراقية تسمى ظاهرة (القبولات )..
الكثير من العراقيين لم يسمعوا بكلمة (القبول ) والحقيقة انا شخصيا لا أعرف مصدر هذه الكلمة واولياتها ولم سميت الظاهرة بهذه التسمية ؟؟؟.. وربما يتحفنا احد الاخوة من المهتمين بالتراث الشعبي والاجتماعي العراقي لتنويرنا عن هذه الظاهرة من الناحية العلمية والتاريخية .. لانني عندما اكتب فلست متخصصا وانما اعتمد على ذاكرتي .. وبالتأكيد ذاكرتي ليست متعافية بسبب الكوارث والمأسي التي مربها طيلة العقود الماضية ..وبسبب تقدم العمر
بعد استقلال العراق عن الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى .. وتأسيس الدولة العراقية .. بنظامها الملكي الدستوري النيابي .. وتشكيل الحكومة المدنية .. وبذلت جهود الخيرين الحثيثة لتطبيق نظام ديمقراطي ( من الناحية النظرية وشبه ديمقراطي من االناحية التطبيقية والواقعية ) .. ومع هذا فأن من الانصاف ان نبجل ونترحم على العراقيين المؤسسين للدولة العراقية فقد كانوا صادقين مخلصين في اعمالهم ونواياهم ولم يفكروا بانا نية في انفسهم .. حيث بدأو من الصفر وكونوا دولة العراق .. (ومن سوء حظنا .. ان عشنا لنرى عراقيون يهدمون دولة ويعيدوها الى الصفر ولا يفكرون الا بانفسهم ومصالحهم الذاتية ..) ولاينكر ان تقدم العراق تم بتظافر جهود المخلصين واستفادتهم من مساعدت وخبرات بريطانيا المحتلة وتقدمها العلمي والثقافي .. والدور الرائع والبناء للطائفتين اليهودية والمسيحية العراقيتين لتطوير وتقدم المجتمع العراقي .. وهذا موضوع يطول شرحه في هذه العجالة ..
التقدم الحضاري للعائلة العراقية ولاسيما بعد ان فتحت مدارس البنات وحصولهن على الشهادات العليا .. والدعوات لتحرير المرأة ومشاركتها العامة .. حاولت المرأة العراقية الاستفادة من هذه الحالة الحضارية الجديدة ولكن بشكل خجول وهاديء .. لان المرأة العراقية محافظة .. والرجل لازال متأثرا بتقاليد المجتمع المنغلق والعادات العشائرية والتعاليم الدينية المتزمتة.. وبدلا من ان تشارك المرأة في النوادي والمنظمات المختلطة .. اوجدت لنفسها ظاهرة مايسمى ( بالقبول ) .. وهي عبارة عن اجتماعات نسائية مغلقة ودورية تعقد كل مرة في بيت من بيوت المشتركات في الاجتماعات الدورية.. وكانتهذه الاجتماعات على الاكثر اسبوعية ... وتعقد كل مرة في بيت يتفق عليه بينهن اثناء اللقاء .. وعادة يبدأ اللقاء ( بالعصرية ) ويستمر ( للمغربية ) وينتهي قبل ( العشوية ) .. يشمل اللقاء شريحة معينة من النساء ومعظمهن متزوجات ومن طبقة غنية او مترفه .. وعلى الاغلب من زوجات موظفي الدولة الكبار ..وبرزت هذه العادة اولا في العوائل الارستقراطية وقلدتها العوائل التي كانت فقيرة واستغنت بحكم التقدم الثقافي والاقتصادي الذي واكب نشوء الدولة العراقية المدنية الفتية .. كانت المواضيع التي تناقش في هذه الاجتماعات النسوية .. تناقل الاخبار .. المباهاة .. الحسد والغيرة .. ( القشبة ) اي ما يعرف بالعربية الفصحى ( النميمة النسوانية ) .. ولا تخلوا هذه الاجتماعات من فائدة وحسنات اجتماعية.. فقد كانت معظم عمليات الخطبة والزواج وتوثيق العلاقات بين العوائل تتم عن طريق هذه الاجتماعات .. هذه الظاهرة الاجتماعية بسلبيتها او ايجابيتها اندرست مع سقوط النظام الملكي وهروب العوائل الاستقراطية الى خارج العراق بعد انقلاب 14 تموز 58
الغريب ما ذكرني بهذه العادة او الظاهرة هي عودتها للبروز ثانية في الوقت الحاضر.. مع بعض الاختلافات ..
--- كانت ظاهرة القبولات تقتصر على النسوان.. اصبحت اليوم مقتصرة على الرجال وبعض الاحيان تشترك فيها بعض النسوان المحظوظات ..
--- كانت القبولات تشمل عوائل ارستوقراطية كثيرة .. اليوم اصبحت مقتصرة على رؤساء الكتل السياسية الذين لايتجاوز عددهم اصابع اليد .. وحوارييهم من حبال المضيف .. وايضا هؤلاء معدودين على اصابع اليد .. لكل رئيس كتلة حواريه الخاصيين ..
--- كانوا بالسابق يسمونها ( قبولات ) واليوم اصبحت تسمى زيارات بروتوكولية ولقاءات حوارية ..واجتماعات تفاوضية ..
--- كانت القبولات انذاك معتبرة وهادفة (على الاقل زرع الحب والاحتلرام بين العوائل ) وتوحد بين الناس وتعمل من اجل خير الانسان .. ويقتصر ما يقدم فيها على الجاي والشربت والكعك والبقصم .. وتطوروا شوية وكاموا يقدمون الكاكاو والحليب والكيك .. ام قبولات اليوم السياسية التي لا تصور ولا تبث بالفضائيات.. فكلها قوزي مشوي وبشرط لازم يمعمع .. وسمك كله حر ومن نهري دجلة والفرات وممنوع استخدام سمك البحيرات (حتى لو يلبط ) ومشوي على حطب خاص من هذا اللي يطلع على شواطي النهر والجزرات ونسيت شي يسموه بس همه يعرفون اسمه ( واعتقد يسموه طرفة ) ولاسيما ( السيد والاستاذ الفلاني والعلاني..... اللهم يكبر كروشهم بجاه الحمزة ابو حزامين ).. اما الدجاج فكله مشوي بالتنور ونار هادية .. اما الكباب والتكة والمعلاك فكلها مال خرفان هرفية .. ومشوية على فحم كراجي ..اما الحلويات والفواكه فحدث ولا حرج ( من كل مالذ وطاب وتشتهيه الانفس ) واذا استمر اللقاء التشاوري الحاسم والمهم الى الليل فحدث ولا حرج .. عندها تسمع صوت الاقداح وتبادل انخاب المحرم المباح.. كله ويسكي من ارقى الماركات مستورد خصيصا مو مغشوش .. والمزة كلها لوز وجوز وفستق وكازو .. اما المواعين الحمر والخضر لما يسونه هذه ايام بالمقبلات .. فبس ربك يعرف من شنو مسواية ..
والله زمان ايامنا .. شنذكر منها ؟؟؟ شكد جانت ولازالت فكر وحقيرة.. عرك هبهب جان نافك علينا واذا يوم امورنا عدله فعرك ال مستكي والعصرية جانت طفرة نوعية.. اللي تشرب منهه نص ربع وانت تصير ملك زمانك وتريد تكوم ماتكدر توكف على رجليك .. الله يرحمك ميخا .. جان داك ماعون المزة ببسمار بالميز حتى لا ياخذوه السكارى من يكومون عبالهم ماعون كرستال .. والمزة جانت باكلة مسلوكة وكله متروسة ذبان مربرب .. والكشور جانت تنذب جوة الميز بالكاع وماكو مزبلة.. بس بالمناسبة يا أخوان .. جانت عند السكارى مال ذاك الزمان وعدنا اخلاق من صدك مو مثل هسه كلهم جذابة وباللفط والبوك شفاطة.. محد يبوك من أحد ومحد يعتدي على أحد .. ومحد يطب بخطية احد ويكس ركبته بتقرير لو تهمة كيدية .. ومو مثل هسة السجون بالابرياء مملية .. والجوع كاتل عوائلهم .. وبلا تهمة ولا محاكمة .. وجمالة يعتدون على شرفهم ويكولون حتى البطالة استعملوها الظلام والما يخافون الله.. وين جنه وشلون صرنة .. ليش ياربي وصلتنا لهذه الحالة ؟؟؟.. شسونة جوة ايدك .. حتى تنتقم من عدنا هذا الانتقام ؟؟؟
البارحة كل الناس الما يفتهمون جانوا ينتظرون لقاء المالكي وعلاوي .. ومعلقين عليه الامال والاماني ... ياناس الطبخة بعدها ... ما استوت البارحة ملك السعودية يقابل اوباما ومسعود وعادل عبد المهدي بالشمال ياتقون .. وعمار ما ادري بيمن التقى ..؟؟؟ وعلاوي والمالكي التقوا ...وكلك شفتوا .. وراها يطلع الحواريون على الفضائيات يصرحون تصريحات يضحكون بيهه على الشعب المسكين .. كلها مورفين ومخدرات وما ادري منين مستورديها .. المهم تخدير الشعب المسكين ...
واني اكول للسادة الطالباني ومسعود وعلاوي والمالكي والسيد عمار الحكيم .. ياناس زوجوها خلصونا .. مو كافي تعبنا وملينا ..
اللهم احفظ العراق واهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت