الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات بداية الثورة على الفساد

مكارم ابراهيم

2010 / 6 / 30
حقوق الانسان


كثير من العراقيين كتبوا عن المظاهرات العارمة في العراق التي خرجت للتنديد بعجز الحكومة العراقية ووزاراتها عن توفير الخدمات الاساسية للمواطنين مثل الكهرباء والماء والخدمات الصحية وماشابه.
و ابدوا استياءهم من مسؤولية الحكومة العراقية وقطاعاتها في هذه الازمة وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عنها وعن قتل الضحايا في هذه المظاهرات. نعم ان هذه الازمة التي يمر بها العراق هي بسبب الفساد الاداري والرشاوي والمحاصصة في جميع مؤسسات ووزارات الحكومة العراقية وممثليها الفاسدين في مجلس النواب.
ولكن كيف يمكن لنا ان نطالب بمحاسبة المسؤولين المقصّرين؟.كيف نطلب من الحرامي ان يحاسب زميله الحرامي فالحرامية هم من يتبوؤن المراكز المهمة والقيادية و الرئيسية التي من اهم واجباتها خدمة المواطن العراقي و
ان حل هذه الازمة و اعادة بناء العراق الجديد تتطلب أولا ازالة كل الفاسدين من المراكز الرئاسية وفي جميع مجالات الخدمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
ولكن هل من السهولة بمكان تحقيق مثل هذا الطلب ان هذه المهمة مشروطة بتحقيق شروط ومطالب عديدة.
اعادة تربية الفكر في فهم المواطنة لدى الشعب ابتداءا بالاطفال الذين فتحوا عيونهم على الحروب والحصار الاقتصادي والاجتياح الامريكي للعراق والحروب الطائفية والارهاب القاعدي والفساد الحكومي. ثانيا محو الامية وليس المقصود فيها تعلم الكتابة والقراءة فقط بل فهم العلوم وانتقاء واعي للمناهج الدراسية في المدارس والجامعات ووضع حجر الاساس للديمقراطية الصحيحة والانتخاب العادل بدون تزوير واحترام الحرية الفردية والعدل الذي هو الطريق للسلام والمساواة بين جميع الافراد بدون تمييز ومحاصصة على اساس عشائري ,حزبي ,مذهبي , ديني, قومي وجنسي.
وحين يعاد ترميم المجتمع العراقي على هذه الاسس الحضارية المتقدمة يمكننا محاسبة المخطئ والفاسد مهما كان المركز الرئاسي الذي يتبوأه او الحقيبة الدبلوماسية الحاصل عليها وبالوعي يمكن ازالة الفاسد وتعيين الفرد ذي الكفاءات الصحيحة.
ولكن السؤال هنا من يبدأ بهذه الثورة الاصلاحية ثورة التغيير ؟ القلم وحده لايكفي املنا بالجيل العراقي الجديد بهذه الثورة التحررية لان جيلنا نحن لاامل فيه فالفساد والنفاق والمحسوبية واستغلال الاخر قد وصل الى النخاع حتى لو اخذ العلاج الكيمياوي فهو متلوث تماما بالخلايا الخبيثة وسيموت قريبا لامحالة.
فالعول على الجيل الجديد في تحرير العراق من كل وجوه التخلف والفساد ونشر الامن واعادة حقوقه المسلوبة كمواطن حر وعلى كل فرد شريف من جيلنا مساندة هذا التحرر وتوظيف كل الموارد والمصادر في خدمة المواطن ليكون هو المحور الاساسي في العمل السياسي وليس الوصول الى سدة الحكم .
والذي لم يُلفت اهتمام هؤلاء الكتاب في هذه المظاهرات هو الجانب الايجابي لها فما هي الا الخطوة الاولى لثورة التحرر الفكري والديمقراطية وماهي الا مؤشر واضح على عدم تغلغل الياس والاحباط الى نفسية المواطن العراقي رغم كل الاحداث الماساوية والظروف السلبية التي عانى ومازال يعاني منها فهو لم يقبل على حرمانه من حقوقه الانسانية الاولية ولم يخضع للهوان بل اثبت انه لايزال يتشبث بالحياة و يصرخ في وجه السلطة الفاسدة.
تحية اجلال واكبار لكل عراقي شريف شارك في هذه الاحتجاجات و المظاهرات ولكل من سقط فيها ليشق الدرب للجيل القادم من اجل السلام على ارض العراق.

مكارم ابراهيم
30 حزيران 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اوهام الطغاة وحتمية انتصار الشعب العراقي
محمد الخضري ( 2010 / 6 / 30 - 16:24 )
اذا كان الطغاة والعملاء والخونة بغطون في الاوهام فأن قادة الشعب وعبر التاريخ الطويل قد آمنوا ايمانا عميقا بحتمة انتصار الشعب العراقي في معاركه الطبقية والوطنية ، فقد عبر القائد الوطني الشهيد سلام عادل في كلمة له عام 1956عن الثقة المطلقة بأنتصار الشعب العراقي على الاستعمار البريطاني قائلا :

( لقد عرف عراقنا منذ القديم بأنه أرض العزة والكرامة ووطن الأفذاذ من رجال الحرية ورواد الفكر، وعرف شعبنا العراقي منذ القدم،بانه الشعب الذي استعصى على طغيان الحكام، وبطش الولاة ،وبربرية الغزاة.فمنذ قرون,وثورات الجماهير وانتفاضات عبيد الأرض، تشتعل على أرض العراق .. في سهول الجنوب وعلى ذرى كردستان. لقد هزم الباطل في العراق مرة بعد أخرى، وأخفقت على مر الأزمان،كل السياسات التي أريد بها لهذا الشعب أن يستكين ويخضع،ويحني هامته تحت وقع سياط الغزاة والمعتدين.لقد ظل هذا الشعب أمينا لأمجاده التاريخية ولتقاليده النضالية. ومن جيل الى جيل كانت راية النضال تنتقل،وحولها يتساقط الشهداء.واليوم اذ يجهز الاستعمار الجديد بكل قوته وبمعونة أشر عملائه على الوطن والشعب،محاولا أن يطفئ جذوة الحرية في عروقه ويسخر من تاريخه,


2 - اوهام الطغاة وحتمية انتصار الشعب العراقي 2
محمد الخضري ( 2010 / 6 / 30 - 16:53 )
في سهول الجنوب وعلى ذرى كردستان. لقد هزم الباطل في العراق مرة بعد أخرى, وأخفقت على مر الأزمان, كل السياسات التي أريد بها لهذا الشعب أن يستكين ويخضع,ويحني هامته تحت وقع سياط الغزاة والمعتدين.لقد ظل هذا الشعب أمينا لأمجاده التاريخية ولتقاليده النضالية. ومن جيل الى جيل كانت راية النضال تنتقل,وحولها يتساقط الشهداء.واليوم اذ يجهز الاستعمار الجديد بكل قوته وبمعونة أشر عملائه على الوطن والشعب,محاولا أن يطفئ جذوة الحرية في عروقه ويسخر من تاريخه, تنبري من بين الصفوف,كما انبرت في السابق, طلائع الأحرار من ابناء العراق, فتنزل الى ساحة الصراع قوية واثقة من نفسها,أمينة على تاريخ الوطن وتقاليد الاسلاف,مصممة تصميما لا رجعة فيه على دك صرح السياسة المعادية للشعب ,ورد كرامة الوطن الجريح.ان الشيوعيين العراقيين,الذين يحملون في قلوبهم آمال الأمة,ويجسدون في عملهم الكفاحي وفي ميزتهم الثورية أفضل سجايا المواطن العراقي الباسل الشهم , سيتابعون الى النهاية رسالتهم التاريخية التي وهب حياته ثمنا لها قائدهم ومؤسس حزبهم الشهيد يوسف سلمان يوسف - فهد- ورفيقاه حازم وصارم,حين اعتلوا اعواد مشانق الاستعمار البريطاني من اجل


3 - خاتمة التعليق
محمد الخضري ( 2010 / 6 / 30 - 16:55 )
حين اعتلوا اعواد مشانق الاستعمار البريطاني من اجل حرية العراق . ومئات القوافل من الشهداء, سيظل الشيوعيون العراقيون يتابعون سيرهم الدائب النشيط في الدرب المقدس الذي سلكه من قبلهم شعلان ابو الجون,والحاج نجم البقال,والخالصي والشيرازي وشيخ محمود ابو التمن وحسن الأخرس ومصطفى خوشناو ..سيظلون كما خبرهم الشعب ايام المحن , رجالا متفانين لا يعرفون الخور ولا التردد,أسخياء في البذل والتضحية,لا يضنون بحياتهم وحريتهم وأعز ما يملكون في سبيل حرية الشعب وعزة الوطن.ان عقرب الزمن يشير الى نهاية حكم الاحتلال وعملائه وشيكة لا محال
ان آفاق المستقبل القريب مفعمة بالأمل وأمام القوى الوطنية أن تعالج الموقف بيقظة تامة وبروح واثقة مقدامة ..وأن اقصى ما يكافح حزبنا من أجله هو أن يحقق التزاماته التي قطعها لجماهير الشعب, وأن يبرر الثقة العظمى التي وضعتها فيه, وأن ينهض بقسطه في هذا الواجب التأريخي النبيل.-

بعد اقل من عامين على كلمة القائد الثوري الشهيد سلام عادل هذه, فجر الشعب العراقي ثورته الخالدة , ثورة 14 تموز 1958 ليطيح بالحكم الملكي العميل ويحرر العراق من ربقة الاستعمار البريطاني , ثورة حققت منجزات كبرى


4 - مكام ابراهيم تحيه
قاسم محمد مجيد ( 2010 / 6 / 30 - 18:50 )
القديره مكارم


انا اتفق معك في ان البدايه قد انطلق شرارتها لكن من هي القوى التي تبلورهذا الفعل الى نشاط وطني يقلب الموازين هنا السؤال


تقديري لك ونتمنى التواصل


5 - مداخلة
محمد الرديني ( 2010 / 7 / 1 - 07:11 )
لقد افحمني عزيزنا محمد الخضري وكما يقال -وفا وكفا- ولكن المطلوب الان هو البحث عن قوة سياسية شريفة تقود الى بر الامان
لست متشائما فشعبنا ولود ولكن الفوضى العارمة والسريالية التي لم يرض بها حتى سلفادور دالي تحتاج الى زمن لكي تلقى في سلة المهملات
اعيد السؤال: هل نجد من يتبرع بقذفها الى هناك حتى ولو بعد حين؟؟


6 - تعليقي
مكارم ابراهيم ( 2010 / 7 / 1 - 07:39 )
بالنسبة لي ارى اذا كان الجيل العراقي الجديد سينشا بافكار بعيدة عن الاحزاب والشعارات الطننانة ويفكر بطريقة تختلف عن جيلي وخاصة الجيل الذي قبلي الذي مازال حتى اليوم يؤمن بحزبه الذي لايختلف باجرامه عن حزب البعث ومازال كثير منهم بعثيون ويؤمنون بان صدام شهيد وبطل العروب رغم كل اجرامه بحق ابناء شعبه بكل فئاته وخاصة فئات الاقليات
ولهذ انا لااومن بجيلي وامل ان الجيل الجديد مختلف عنا ويؤمن بالشعارات المزيفة للاحزاب


7 - خطا كتابي
مكارم ابراهيم ( 2010 / 7 / 1 - 07:42 )
اقصد اتمنى ان جيل الشباب لايؤمن بالشعارات المزيفة واذا كان كذلك فانه سينتصر على الفساد وسينشر العدل على كل الفئات في العراق بالتساوي وسيعم السلام معادلة بسيطة واتفق مع اخي محمد الرديني من سيبدا؟
لااعلم


8 - الاستاذة مكارم ابراهيم
محمد الخضري ( 2010 / 7 / 1 - 11:23 )
تحية طيبة
ان التخلف لا يشمل الحياة الحزبية فحسب , بل كل البنية التحتية والتي بدونها يصعب بناء حياة حضارية في ظل دولة القانون العادلة , دولة المؤسسات , فجوهر المعضلة ان بلدنا الغني بحضارته وثرواته ومياهه ممنوع من التقدم الى الامام بقرار استعماري سابقا وقرار امبريالي راهنا .. انها ليست شعارات وانما هي وقائع موثقة
لا يوجد بلد بلا احزاب بضمنها الدنمارك , فما دام المجتمع طبقيا فهو يولد الاحزاب ,واحزابنا العراقية هي جزء من المجتمع وتتأثر بالتطورات التي تجري فيه اضافة الى تاثرها بالوضع العالمي ...فلا يوجد مجتمع معزول كما تعلمين
ان اليسار الدنماركي عانى من الانشقاقات فمنذ دخول الاتحاد السوفييتي المجر
عام 1956 انشق الحزب الشيوعي الدنماركي وتوالت الانشقاقات , وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عاد الحزب الاصل للانضمام الى الحزب المنشق الذي يحتل موقعا مهما في البرلمان الدنماركي .. اورد هذا المثل لاصل الى تاكيد القاعدة المعروفة وهي ان تخلف مجتمعنا يؤدي الى استخدام وسائل متخلفة في العمل سواء كانت حزبية او حكومية ... الخ
لكن كل ذلك لا يلغي بأن هناك طبقات مضطَهدة وطبقات مضطِهدة تولد الاحزاب دوما


9 - الى السيد محمد الخضري
مكارم ابراهيم ( 2010 / 7 / 1 - 13:12 )
اخي العزيز محمد الخضري
اشكرك اولا عزيزي للتوضيح وللتعليق واتفق مع اخي محمد الرديني بانك وفيت وكفيت في تعليقك انه مقالة قائمة بحد ذاتها.
اريد ان اقول بانني اتفق معك بان اختلاف الطبقات في اي مجتمع يولدالاحزاب ولكناستمرار تدهور اوضاع المواطن العراقي لم يستطيع اي حزب مهما كانت شعاراته واهدافه ان ترفعه من وضعه المؤلم هذا والان لااعلم كم عدد الاحزاب والمجموعات والفئات في العراق اكيد بالمئات وهذا يدل على الديمقراطية من جهة فالكل باختلافهم يشاركون في البرلمان ولكن لااعتقد ان لهذا صفة ايجابية من جهة اخرى في اخذ قرار واحد يتفق عليه جميع هذه الاحزاب في نفس الوقت ولهذا السبب اعتقد يوجد تاخر في البدا او الاستمرار في المشاريع المعمارية او الطاقة او البيئة وغيرها بسبب تشكل المئات والمئات من الفئات الحزبية التي لاتتفق على قرار واحد يخدم المواطن العراقي لانه اصلا يتعارض مع المصلحة الشخصية لعضو البرلماني المتخلف والفاسد


10 - ردة فعل جاءت متأخرة
قاسم السيد ( 2010 / 7 / 1 - 16:44 )
الاحداث الساخنة التي فجرتها أزمة الكهرباء الاخيرة والتي ادت الى الاطاحة بوزير الكهرباء جرى تضخيمها وتحميلها مالاتحتمل ولااتصور انها كانت منظمة بشكل مدروس وقد غلب عليها ردة الفعل بسبب اشتداد حرارة الصيف القائض في العراق والاهمال المفرط من قبل الجهات المسؤولة عن توفير وتنظيم الطاقة الكهربائية مما خلق ردة الفعل الاخيرة وهي تكاد تكون اشبه بالشرارة التي اشعلت الانتفاضة الشعبانية والتي لم يكن احدا مسؤولا عنها لكنها ما ان اندلعت حتى انبرت لها عشرات القيادات كل يدعي وصلا بليلى وليلى ليس لها وصلا بأي احد منهم .
اني انظر الى الاحداث الاخيرة على انها ردة فعل شعبية ليس لها علاقة بأي قوى سياسية ولكن ما ان اندلعت حتى ربطتها اجهزة الدولة بالبعثيين والقوى المعادية للديمقراطية بينما حاولت بعض القوى السياسية التي خرجت خالية الوفاض من مهرجان الانتخابات الاخير ان تنسب لنفسها تنظيم واثارة هذه الاحداث والواقع انها بعيدة كل البعد عن ذلك فهي على هامش الحياة السياسية والاجتماعية مكتفية بالجلوس على الرصيف والتغني بأمجاد الماضي التليد ان ملف الكهرباء هو واحد من ملفات كثيرة لايكفي ان نتظاهر فقط بل نحتاج لثورة


11 - الى قاسم السيد
مكارم ابراهيم ( 2010 / 7 / 1 - 19:54 )
اتفق معك عزيزي بان الشعب وحده هو الذي اشعل المظاهرات لان حرمانهم من الطاقة الكهربائية كانت القشة التي كسرت ظهر الجمل لم تحقق الحكومة اي انجاز للمواطن العراقي على كافة الاصعدة

اخر الافلام

.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق


.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |




.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا