الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعامل مع اسرائيل يلحق الضرر بالكرد عموما

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2010 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تتردد بين اونة واخرى شائعات حول بعض اشكال تعامل الادارة الكردية في كردستان العراق مع مسؤولين اسرائيليين او مع وسطاء اسرائيليين ، كما تدور بعض الشائعات حول تواجد اسرائيلي في كردستان ، ويساهم بعض المسؤولين الاسرائيليين في تعزيز مثل هذه التصورات بنشر مقالات صحفية حول ( تفاهم ) كردي – اسرائيلي ، فقد زعم قبل فترة وزير اسرائيلي سابق عن نوع من التنسيق جرى بين اسرائيل والادارة الكردية ابان الحرب عام 3003 للسيطرة على منابع النفط في كركوك وايصالها الى اسرائيل عبر الاردن . وقبل ايام تحدثت صحف عديدة عن مستثمر اسرائيلي يعمل في مجال الطاقة زار كردستان واجتمع مع عدد من كبار المسؤولين ، فقد نقلت صحيفة ( هاولاتى ) الكردستانية عن صحيفة ( هاءارتس ) الاسرائيلية خبرا مفاده ان رجل الاعمال الاسرائيلي ( عيدن عوفر ) صاحب مصفى للبترول في مدينة حيفا قد زار مدينة السليمانية واجتمع مع السيد برهم صالح رئيس حكومة الاقليم حاليا ومع السيد كوسرت رسول نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه السيد طالباني رئيس جمهورية العراق ، وجاء في الخبر ان المستثمر الاسرائيلي بحث مع هؤلاء المسؤولين موضوع الاستثمار في حقول نفط كركوك واقامة علاقة اقتصادية بين المنطقة الخاضعة للادارة الكردية واسرائيل . لابد ان اقول في البداية ان موضوع العلاقات السرية بين كردستان العراق واسرائيل ، مختلق وان الشائعات لا اساس لها ولا وجود لتواجد اسرائيلي رسمي او شبه رسمي في كردستان ، وان شعب كردستان لايشعر باية صورة بمثل هذا التواجد المزعوم ، واذا افترضنا ان اسرائيليا قد زار كردستان ضمن وفود الدول الاجنبية ، فان الافتراض يشمل العاصمة بغداد ايضا . ان الحقيقة التي لا جدال حولها هي ان معظم الشائعات التي تحدثت عن علاقة كردية – اسرائيلية مصدرها اعداء الكرد الذين يريدون اساءة العلاقات التاريخية المتينة بين الكرد والعرب واتهام الكرد بالعمل على اقامة اسرائيل ثانية كذريعة لممارسة العنف ضدهم وتحريمهم من حقوقهم ، كما ان لاسرائيل مصلحة اكيدة في تنمية هذه الشائعات والتحدث عن علاقات مزعومة مع الكرد ، لها مصلحة ان توحي لشعبها بان الدولة الاسرائيلية ليست منبوذة في منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي بدليل صلاتها مع الكرد ، ولها مصلحة ان تظهر دولة العراق كدولة ضعيفة وغير متماسكة على اعتبار ان ما يقارب ثلث شعبها يود التعاون واقامة الصلات مع اسرائيل ، ولا يخفى ان الاشقاء العرب الذين يساهمون في تعزيز الاعتقاد لدى العرب بوجود علاقة اسرائيلية – كردية يخدمون اهداف اسرائيل وتكتيكاتها واساليبها القذرة للاستمرار في غصب الاراضي والوطن الفلسطيني وممارسة الجرائم ضد المدنيين وخرق القانون الدولي وكل معايير حقوق الانسان .
لقد تعرض الشعب الكردي الى كثير من المظالم ومر في فترات حرجة ، اخرها الهجرة المليونية الى الحدود ، لم يسمع احد بمساعدة اسرائيلية من اي نوع ، بل وطيلة مرحلة النضال الكردي لم يسمع احد عن عون اسرائيلي باي شكل ، اكثر من ذلك تعادي اسرائيل الحقوق الكردية وتساهم في اضطهاده وحرمانه من حريته ، ولا عجب في ذلك لان هذا هو منطق الاحتلال واسرائيل دولة محتلة . ولا يمكن ان تكون هذه الدولة صديقة للكرد او حتى محايدة لانها قائمة على اساس العدوان ، ويجب ان لاننسى انها وهي تحتل القدس ترى فيها مقابر عشرات القادة الكرد الذين استشهدوا في معارك صلاح الدين مع الصليبيين .
صحيح ان موقف حركة حماس من الشعب الكردي ليس موقفا مسؤولا بل انه عدواني ولكن هذا لا يبرر اي تنسيق كردي- اسرائيلي لان الشعب الفلسطيني شعب مظلوم ويجب نصرته مهما كان موقف بعض قادته . ان من يدعم الحرية لا يود مقايضة المواقف .
لقد نفت حكومة الاقليم الخبر الاخير حول زيارة المستثمر الاسرائيلي وعلينا ان نصدق النفي .
ولا اخشى القول ان التعامل مع اسرائيل يضر بالكرد قبل غيرهم ، يضر بقضيتهم في جوهرها ويخرجها عن اطار القضايا العادلة التي تدعو الى التحرر ، كما ان اسرائيل ان وجدت اي سبيل لها في كردستان ستعمل على اقامة حكم غير ديمقراطي فيها لان تعاملها مع حكم غير ديمقراطي يكون اسهل من التعامل مع حكم يستند الى ارادة شعب يرفض العدوان واغتصاب حقوق الشعوب ، فاذا صح ان المسؤولين الكرد المذكورين قد اجتمعوا مع المستثمر الاسرائيلي ، يكونوا قد ارتكبوا افدح الاخطاء ، ويكونوا قد انحازوا الى المصلحة الحزبية الاقتصادية على حساب مصلحة الشعب الكردي ، وفي مجال الافتراض ايضا نقول اذا صح الخبر فان مسالة كركوك تتعقد اكثر ، وان المسؤولين هؤلاء قد اخرجوها من حساباتهم ومن ضمها الى الاقليم لان الاطراف العراقية الاخرى لا تقبل مطلقا ان تلحق كركوك باقليم كردستان لتصبح حقل استثمار للاسرائيليين . لهذا يجب على كل المترددين ان يقتنعوا بان هذه الاخبار ملفقة ولا صحة لها ولا وجود لاية صلة بين الادارة الكردية واسرائيل ، لا اعتقد ان مسؤولا كرديا وخاصة في مستوى المذكورين يخاطر ويقامر بمستقبل الكرد ومستقبل كركوك خصوصا . ولا اعتقد بوجود قيادات سازجة الى هذا الحد من سوء التقدير ، ان التعامل مع دولة ظالمة وعدوانية في المنطقة ،ومن وراء الحكومة الفدرالية ، يعرض كل المكاسب والحقوق الكردية لخطر محقق وهذا ما يحقق مصالح وطموحات اسرائيل في ابقاء القضية الكردية ملتهبة هنا وهناك لاشغال دول المنطقة بمشاكلها الداخلية وعدم التصدي بحزم لسياساتها العدوانية الصلفة .
ان الذي يتصدى لاية علاقة مع اسرائيل من جانب اية سلطة كردية هو الشعب الكردي نفسه وقبل الاخرين ، ليس لان مصالحه تتوافق ومصالح الترك والعرب والايرانيين وتتناقض مع مصالح وسياسة اسرائيل فحسب ، انما لان مثل هذه العلاقة تهدد حرية الشعب الكردي والعملية الديمقراطية ومفاهيم حقوق الانسان وتداول السلطة سلميا . وبوضوح اكثر نقول ، اذا وجدت اسرائيل – لا سمح الله – بعض من يود التعاون معها في القيادة الكردستانية ، فانها ستعمل على ابقائهم في السلطة وان تعارض ذلك مع ارادة شعب كردستان وما تقوله صناديق الاقتراع ، ولسبب بسيط وهو انها لا تجد بين الكرد من يتعامل معها بسهولة ويسر ، وهنا يكمن خطرها الحقيقي . وعلى الشعب الكردستاني ان يكون يقظا اكثر من غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - .الكرد
.ادم عربي ( 2010 / 6 / 30 - 22:33 )
.لا شك ان الكرد عانوا وما زالوا يعانون من دول الجوار ومنا نجن العرب ومن حق الكرد البحث عن الهويه, لكن يجب ان يتعلم الكرد من دروس الماضي خاصه مع دول الجوار
ويجب ان يقدمو نموذج ممتاز يساعدهم على تحقيق اهدافهم, واني اعتقد ان مستقبل الكرد زاهر

اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟