الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات النيابية الاردنية ، المشاهدة ام المراقبة

سالم قبيلات

2010 / 7 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تطلق هذه الايام تصريحات كثيرة متضاربة من مسؤولين رسميين من مستويات حكومية مختلفة حول نزاهة وشفافية الانتخابات، ويقابلها من جانب اخر تصريحات مضادة من منظمات التمويل الاجنبي .الغريب في الامر ان الطرفين اتفقا على ان قانون 2010 للانتخابات يحقق النزاهة والشفافية، فكلاهما له مصلحة في اجراء عملية الانتخابات التي توفر فرصة تمويل اجنبي للاردن بطرفيه الرسمي والشعبي تشجيعا له على ممارسة الانتخابات وهو ما يفسر ان كليهما اعلنا الترحيب بالقانون الجديد على الرغم من هزالة التعديلات التي تضمنها، ولكنهم اختلفوا على آليات قياس النزاهة والشفافية التي لم يضمنها نص القانون المرحب به من الطرفين.
ففي حين يصر الطرف الاول على ان عملية المراقبة هي تدخل في الشؤون الداخلية مرفوضة ولاتصلح لبلد مثل الاردن فيه نظام سياسي مستقر وامن مستتب ،ولكن ما هي مصلحة الحكومة برفض المراقبة الدولية واعتبارها مساسا بالسيادة الوطنية مع علمها المؤكد بالاعلان الاممي الصادر عام 2005 حول مبادئ مراقبة الانتخابات ومدونة قواعد السلوك لمراقبي الانتخابات والتي اعتبرت ان عملية المراقبة تمثل جزءا اساسيا من شفافية ونزاهة الانتخابات في جميع البلدان، وحتى المتقدمة منها.وبموجب الاعلان لم تعد عملية المراقبة الدولية مقتصرة على الدول حديثة الاستقلال او الدول ذات النزاعات المسلحة او ذات التصدع الاثني والطائفي وغير ذلك من عوامل عدم الاستقرار الامني اوالدول التي لاتتوفر فيها عناصر الثقة في الادارة الانتخابية مثل الاردن.
والغريب ان الطرف الثاني يصر على عملية كاملة لمراقبة الانتخابات، ليس من باب ضمان قواعد النزاهة والشفافية في الانتخابات، وانما من اجل كسب تمويل مجز اكثر، فالمشاهدة ومفهومها الذي يعني السماح بالدخول الى مراكز الاقتراع والجلوس بهدوء الى جانب ممثلي المرشحين ولايسمح لهم بالاطلاع على الوثائق والسجلات الانتخابية اوتلقي الاجابة على الاسئلة لا يمنحهم حق المطالبة بتمويل مجز من الممولين.
فمن الواضح للعيان ان هناك تيارين واحد حكومي والاخر مدني ينظران الى الامر من منظار تمويلى بحت، فالاول يرى في ذلك فرصة لتوفير ساعات عمل اضافي باسعار مجزية، اما التيار الاخر الذي يمثل المنظمات الممولة اجنبيا فيرى فيها فرصة تمويل جيدة ولايوجد لديه مشكلة في تطويع كل شيء لشروط التمويل، وان كان على حساب المهنية والموضوعية للعمل،ففي يوم الاقتراع يصل اجر المراقب الى ما يقارب 200 دولار لليوم الواحد.
لغاية هذه اللحظة يقول العارفون بخبايا التمويل الاجنبي ان رقابة الانتخابات الاردنية لاتمثل اهتماما جادا للكثير من المنظمات الدولية، وخاصة الاوروبية لعدم اهتمامها في اجراءاصلاحات حقيقية للنظام الاردني ،وتبقى أستثناء المؤسسات الامريكية التي افردت تمويلا مجزيا لعملية المراقبة في ظل تسريبات تشير الى أنهم هم اصحاب التعديلات التي اجريت مؤخرا على قانون الانتخابات.
ومما ظهر حتى الان في العلن، وفي وسائل الاعلام، حول حجم التمويل الاجنبي للمراقبة على الانتخابات، من المؤسسات المانحة الامريكية، لم يتجاوز مبلغ مليوني دولار، تم تقسيمه مناصفة بين المؤسسات الحكومية التي لها صلة مباشرة في عملية ادارة الانتخابات وهيئات المجتمع المدني الممثلة بالمركز الوطني والمنظمات المتحالفة معه من جهة،ومركز الحياة والمنظمات المتحالفة معه من جهة اخرى ومبلغ اخر يقدر بربع مليون دولار رصد لمراقبة التغطية الصحافية لم يحدد صاحبه.وعن المعايير التي تحدد بموجبها لمن تعطى عملية التمويل ،فليس صعبا معرفة ذلك فهذه المنظمات التي اعتمدت كانت قد عملت سابقا على تنفيذ برامج تطبيع سياسية مع الكيان الصهيوني وقامت بعملية تسويق للافكار الامريكية عن السلام خلال السنوات الماضية.
وتستمر عملية التقارب والاختلاف بين الجهات المتمولة سواء الرسمية منها او المدنية في الوقت الذي يشعر فيه الاردنييون ان الانتخابات لن تكون نزيهة وشفافة وان كل شيء مرتب لحسابات دولية خارجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امعايير الانتخابات
sameeh khaled ( 2010 / 7 / 1 - 10:26 )
الانتخابات تحكم من خلال معايير دولية للنزاهة والشفافية وما عدا ذلك لايعتبر من الانتخابات الحرة والنزيهة


2 - التمويل الاجنبى
مصباح جميل ( 2010 / 7 / 1 - 11:33 )
الصديق سالم 0
قصة التمويل الاجنبى لها بدايه وليست لها نهايه 0 وصار الموضوع بالاردن تجاره رابحه 0الدوله تحصل على تمويل اجنبى بشروط والاحزاب تحصل على تمويل حكومى وربما اجنبى وبشروط وموسسات ما يسمى بالمجتمع المدنى مثل مراكز التى تهتم بالمراه او مراكز الدراسات او تنشيط الديموقراطيه 000او 000او 000وجميع هذا التمويل بشروط ما بعرفها غير مستلم هذا التمويل ومن يقدم التمويل 0 بمعنى اخر قصة التمويل الاجنبى صارت قصه بالاردن فالباحث الاقتصادى ما عليه الا يستاجر مكتب والتمويل ياتى له وكذلك الباحث الاجتماعى او السياسى او الصحفى 000الخ وصل الامر يا صديقى بان تتنافس هذه المراكز على مصادر الممولين الاجانب من هو المركز الذى يقدم خدمات اكثر للممول الاجنبى ومن يوافق على شروط هذا التمويل الاجنبى ويكون اكثر اخلاصا للممول الاجنبى 0


3 - ما جدوى الانتخابات؟
رعد ( 2010 / 7 / 1 - 11:39 )
ما جدوى الانتخابات في بلد يمسك الملك بكل مقاليد الامور، وليس للسلطة التشريعية أي دور ولا القضائية اية استقلالية؟ الافضل ان يكف الحديث عن ديمقراطية ومجلس النواب في الاردن لحين يصبح الملك مصون وغير مسؤول حسب القاعدة الديمقراطية وعلى غرار الملكة اليزابيث في بريطانيا.


4 - الانتخابات
عصام ( 2010 / 7 / 1 - 11:46 )
شكرا للاستاذ سالم قبيلات
استمعنا كثيرا الى الاسطوانة ( نزيهة وشفافة ) قبل كل دورة انتخابات
وبعد انتهاء الصلاحية تكون الانتخابات لا نزيهة ولا شفافة
وتصدر من مسؤولين كانوا يرددون هذه المقولة الانتخابات السابقة ليست نزيهة ولا شفافة وفيها تزوير
تم حل مجلس النواب بسبب اخفاقه في امور كثيرة والسكوت على الامتيازات والعطايا التي حصل عليها
ويتردد اسماء للترشيح للانتخابات هم نفس الجوقة القديمة
ملاحظة : تم سن قوانين في غياب المجلس كانت معارضة من المجلس القديم


5 - البرلمان أو النقاب
بلال ( 2010 / 7 / 2 - 05:36 )
برلماننا لا شغل له، الله يرحم المجلس الاستشاري المعين الذي كان افضل برلمان
الأفضل للكتاب الأردنيين أن يطالبوا جلالة الملك وهو الملك الحضاري التقدمي أن يصدر مرسوماً ملكيا يمنع بموجبه استخدام كل لباس يؤشر إلى العقيدة الدينية باستثناء رجال الإكليروس من شيوخ وقساوسة. النقاب والحجاب شوها مجتمعنا الذي كان يظهر جميلاً قبل النقاب والحجاب . اللباس الديني للجماهير يقسم المجتمع عمودياً بين متدين وغير متدين وبين مسلم وغير مسلم بالإصافة إلى أن النقاب والحجاب يستحضران غريزة الجنس في الشارع بمثل ما يستحضره اللباس الكاشف وهو كذلك اعتداء على الرجال فالرجال ليسوا وحوشاً جنسوية
هل لسالم ورفاق سالم من الكتاب الأحرار أن يقوموا بتنظيف المجتمع الأردني من مثل هذا التخلف المزري عن طريق مناشدة الملك عبدالله باصدار مثل هذا المرسوم الذي سيكون موضع ترحيب منقطع النظير من كافة جماهير الشعب

اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و