الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب فرنسا الصهيونية على المقاومة

محمود عبد الرحيم

2010 / 7 / 1
القضية الفلسطينية



ما تقوم به فرنسا ساركوزي، من إنحياز سافر للكيان الصهيوني، وعداء حاد لقوى المقاومة العربية، بات مكشوفا، ولا يقبل الجدل، وليس أدل عليه من المواقف الأخيرة، التى تعيد إلى الأذهان الماضي الأستعماري البغيض لفرنسا، والسجل الإجرامي الحافل لها ضد العرب، خاصة في الجزائر، فضلا عن تذكيرنا من جديد بالتحالف التقليدي بين القوى الإمبريالية والصهيونية، المستهدف - بالأساس- المنطقة العربية، والذي كان من بين ثماره تاريخيا العدوان على مصر، بالتعاون مع بريطانيا وإسرائيل.
ولاشك أن القرار الفرنسي الأخير بوقف بث قناة الاقصي، التابعة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، تحت ذريعة التحريض على الكراهية، في الوقت الذي سارعت فيه الحكومة الفرنسية، مؤخرا، للضغط على دور عرض فرنسية، للتراجع عن وقف عرض فيلم إسرائيلي، إنسجاما مع الغضب العام دوليا، من العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، وقبلها تحدى مشاعر الشعب المصري، والإصرار على عرض فيلم إسرائيلي في مهرجان فرنسي بالقاهرة، يؤكد ضلوع فرنسا في الحرب الإعلامية الصهيونية على العرب، والمشاركة في الحصار الإسرائيلي للفلسطينيين ليس اقتصاديا وسياسيا فحسب، وانما إعلاميا أيضا.
وهذا بلا أدنى شك، يضع فرنسا في خانة أعداء العرب وأصدقاء اسرائيل، ويكشف في الوقت ذاته، عن وجهها الإمبريالي القبيح، خاصة في عهد ساركوزي.
وما تصديها لحرب إعلامية خبيثة بالوكالة، ضد أصوات المقاومة في فلسطين، وقبلها في لبنان، الا دليل دامغ على التناقض مع دعاوى ترفعها، بشأن حريات الرأي والتعبير، ورفض الوصاية على الفكر والاعتقاد، وهو ما يجب ألا يمر مرور الكرام، وأن يكون له ثمن باهظ، عليها أن تدفعه من مصالحها في المنطقة العربية، جراء إنحيازاتها لقوى الظلم والعدوان، والسير وراء أمريكا وإسرائيل في سياستهم الشريرة، وحربهم الإعلامية والثقافية على قوى المقاومة العربية، التى لا يزالون يصرون على تشويه صورتها، وإلصاق تهمة الإرهاب بها بالباطل، رغم أن المواثيق الدولية تمنح مشروعية لمقاومة الاحتلال بكل السبل، بما فيها المسلحة، ورغم أن منطق العدل والإنصاف يقتضي معاقبة الجلاد وليس الضحية، ومؤازرة المظلوم وليس الظالم.
وللأسف كان منتظرا من إجتماع وزراء الإعلام العرب الإستثنائي الأخير، أن يتخذ موقفا حاسما ضد مثل هذه المواقف العدائية، والتهديدات بحق كل الأصوات الإعلامية العربية، التى تدافع بشرف وكرامة عن الحق العربي ولا تنسجم بالطبع مع أجندة المصالح الغربية والإسرائيلية، وأنما تربك المخططات العدوانية، غير أنهم إنشغلوا بخلافاتهم كالعادة، ولم يبالوا بخطورة مثل هذه السلوكيات، ذات الطابع الاستعماري، على المستوى الإعلامي، فيما البعض منهم يؤيدها سرا أوعلانية، ويشعر بالإرتياح للتضييق على حركات المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين، لأنهم يظنون خطأ، أنها ضد مصالحهم، وأن في إضعافها تدعيم لمواقعهم ك"قوى إعتدال"، حسب التصنيف الأمريكي الإسرائيلي المتداول، منذ العدوان على لبنان في العام 2006.
إن المسألة ليست متعلقة بالإنحياز لحماس، أو غيرها من الفصائل الفلسطينية، بقدر ما هو إنحياز لنهج المقاومة، الذي إحدى أدواته المهمة الإعلام، وما يمثله من قوة ضاربة لبناء الوعي، وإحداث توازن، مع الطروحات المغلوطة، وحرب الأكاذيب والحرب النفسية الصهيونية، وتشويه الحقائق اليومي، في ظل مرور الصراع العربي الصهيوني بأخطر مراحله، لذا من واجب الدول العربية، أن تقوم بواجبها في حده الأدني، وتبادر إلى توفير مظلة عربية لحماية إعلام المقاومة، وهذا أضعف الإيمان، خاصة بعد أن تخلت عن دعمها سياسيا وماليا وتسليحيا منذ سنوات.
وإذا كان الرئيس المصري حسني مبارك في خطاب أخير له، تحدث عن أن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل أولوية للسياسة الخارجية المصرية، فأولى به أن يتبع القول بالفعل ، ويبرهن على صدقية الموقف، بان يأمر بالإستجابة الفورية لطلب الحكومة الفلسطينية المقالة، بإستضافة فضائية الأقصى على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، ليكن ثمة رد عربي ذا دلالة قوية ، يحمل معاني الكرامة، و التحدي، والصمود، في وجه الحرب الإعلامية الصهيونية، التى تتورط فيها فرنسا.
وهذا ليس غريبا على مصر العروبة، التى ساندت كل حركات التحرر الوطني العربية بالمال والسلاح، جنبا إلى جنب مع الدعم الاعلامي،الذي لازالت إذاعة صوت العرب خير شاهد عليه، فضلا عن عشرات الإذاعات التى كانت تُبث من القاهرة، لفضح القوى الإستعمارية، ودعاياتهم الكاذبة، ومساندة الثوار، وبث العزيمة ،وروح المقاومة في أبناء الشعب العربي.
صحيح أن تلك المواقف أبنة حقبة تاريخية سابقة، وترتبط بالزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر، ورسالة ثورته العروبية التحررية، إلا أننا لازلنا نعول على عودة الروح، وإستعادة دور ومكانة مصر العروبة، الداعمة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للإمبريالية الغربية والصهيونية، ولو بعد حين.
لأن عودة الروح لمصر، تعني عودة الحياة لكل الأمة العربية، من المحيط للخليج، وإنهاء حقبة الهوان التى نلنا منها كفايتنا، ولا نبغي المزيد.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تركيا
سيلوس العراقي ( 2010 / 7 / 1 - 20:58 )
تحية
الاحرى بتركيا الام الحنون للنضال العربي والاسلامي أن تمنح قناة الاقصى السماح بالبث من اقمارها الصناعية طالما بدأت تركيا حربا بالنيابة فعليها أن تؤديها للاخير لنتمكن من أن نثق بالاتراك مع تحياتي


2 - لا يستحق القراة
سعد الشرؤكي ( 2010 / 7 / 2 - 14:56 )
تفاهة الموضوع والمضمون مضيعة للوقت.

اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة