الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس

طارق الحارس

2004 / 8 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مدينة النجف مدينة عراقية حالها من حال المدن العراقية الأخرى يعيش فيها الشرفاء من الناس والقوادون أيضا ، يعيش فيها الكسبة والحرامية أيضا ، المؤمن والملحد أيضا ، المتدين والسكير أيضا .
لقد اكتسبت هذه المدينة قدسيتها، لاسيما بين أوساط المذهب الشيعي من خلال وجود مرقد الامام علي ( ع ) فيها . لقد استفاد أهل النجف بشريفهم وقوادهم ومؤمنهم وملحدهم ومتدينهم وسكيرهم من خلال وجود مرقد الامام علي بن أبي طالب ( ع ) في هذه المدينة .
هذه حقيقة لا غبار عليها فمثلما استفاد أهل مكة من وجود الكعبة فيها ومثلما استفاد أهل المدينة من وجود مرقد الرسول ( ص ) فيها فقد استفاد أهل النجف ، إذ يأتي الناس الى هذه المدينة من كل حدب وصوب ذلك لزيارة هذا المرقد ويبقون هناك أياما وأسابيع ينامون في فنادقها ويشترون من أسواقها .
تعرضت هذه المدينة الى هجمة شرسة من طرف النظام السابق . هدمت هذه الهجمة بيوت أهل النجف وقتل فيها العديد من أبناء النجف وأيضا تعرض مكان ضريح الامام الى الضرر نتيجة وصول صواريخ النظام السابق اليه ، لكنه لم ينته ، إذ عادت الناس التي تأتي من كل حدب وصوب لتزوره وكذلك عادت الحياة لأهل النجف .
دخلت القوات الأمريكية الى هذه المدينة ، لكنها وقفت على بعد ألف متر من مكان الضريح نتيجة نصيحة تلقتها من بعض العراقيين أفهموهم أن هذا المكان مقدس ولا يجوز أن تدخل اليه هذه القوات . احترمت هذه القوات الموقف ولم تدخل الى هناك .
هدأ الوضع في هذه المدينة بعد الحرب الطاحنة التي أسقطت صدام وعصابته . ظهر فجأة مقتدى الصدر وذلك بعد أيام قليلة من هذا السقوط ، لاسيما بعد قضية مقتل الشهيد السيد عبد المجيد الخوئي فالصحفي الذي رافق السيد عبد المجيد قال أن أمر قتل السيد عبد المجيد جاء من مقتدى الصدر . بدأت قصة مقتدى تكبر وهو يكبر معها . يقول الناس بالعراق أن أغلب مناصريه من ( المزعطه ) والحرامية والبعثيين وفدائيي صدام . أخذ هؤلاء يطلقون عليه تسميات كنا قد سمعناه منهم حينما كان صدام رئيسهم وهي ( الزعيم والقائد والبطل ) . بدأت صوره تملأ الشوارع تماما كما كان يفعل زعيم النظام السابق . صورة هنا يشير بها باصبع واحد وهناك صورة باصبعين وصورة جانبية وأخرى أمامية .
لم نكن قد سمعنا بمقتدى من قبل ، إذ يبدو أن مقتدى كان ولدا صغيرا قبل سقوط النظام وكان ولدا أصغر حينما قتل النظام والده . لقد سمعنا صوت مقتدى بعد دخول الجيش الأمريكي الى العراق . يبدو أن الولد الصغير قد أصبح رجلا بين ليلة وضحاها أم أن هناك تفسيرا آخر لظهوره بعد سقوط النظام هو أن مقتدى كان خائفا من النظام السابق لأن ذلك النظام سيقتله ان خرجت كلمة واحدة من فمه مثلما قتلت والده الزعيم الشيعي الراحل محمد صادق الصدر أما الآن فالأمريكان لن يقتلوه لذا بدأ يصرخ ويتحدى ويؤسس حكومة ظل ويسجن ويقتل ويعاقب ويحرق ويخطب ويهدد ويحارب أيضا .
قال مقتدى مؤخرا ... لن أخرج وبقائي هنا مدافعا عن المدينة لأنها أشرف المدن وسأبقى فيها حتى آخر قطرة دم من حياتي ....
هذا الخطاب سمعناه من قبل من طرف ( القائد ) السابق للعراق ، لكننا شاهدنا القوات المريكية كيف أخرجته من حفرة كأي جرذي . يبدو أن مقتدى لم يتعلم الدرس جيدا ولابد له من البحث عن حفرة يختفي فيها ، لكنه بدلا من البحث عن حفرة ذهب ليحتمي في ضريح الامام علي ، ذلك الضريح الذي قال أكثر من مرة أنه سيقاتل الى آخر قطرة دم من حياته من أجل أن يحميه . يبدو أن المعادلة قد انقلبت فقد اتضح أن ضريح الامام علي ( ع ) هو الذي يحمي مقتدى الآن أو الأصح أنه يتحامى فيه من أجل أن يحافظ على قطرات الدم التي تجري في شرايينه ان كان فعلا أن في شرايينه دما .
بقيت ملاحظة أخيرة لابد لنا من الاشارة اليها هي أن مدينة النجف التي أحبها جدا كون أن الامام علي ( ع ) الذي أعشقه مدفونا فيها والتي كانت المدينة الوحيدة التي زرتها بعد بغداد حينما دخلت الى العراق بعد سقوط النظام هي ليست أشرف المدن مثلما قال مقتدى ، إذ أن هناك مكة التي فيها الكعبة بيت الله وقبلة المسلمين وهناك المدينة المنورة التي فيها قبر رسول الله محمد ( ص ) وهناك القدس ثالث الحرمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية