الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزاهة الكبار وفساد الصغار

عبدالناصرجبارالناصري

2010 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سقوط صدام حسين في 9-4-2003 وبداية مرحلة التحرير والأنفتاح الديمقراطي أبتليت العمليه السياسيه في العراق الجديد بعدة عوامل سيئة وتدميريه وعلى رأس هذه العوامل السيئه هو عامل الفسا د المالي والأداري الذي رافق العمليه السياسيه والسنوات السابقه في ظل الحكومات الأنتقاليه للعراق الجديد والى يومنا هذا
وطبل الأعلام البعثي المعادي للعراق وطبلت ماتسمى المقاومه العراقيه وهولت هذا الفساد وصبته في أعناق القادة السياسيين الكبار
ولكن من الأجحاف أن نحمل القاده الكبار من وزراء وأعضاء مجلس النواب بالفساد ومن المجحف أيضا أن نتهمهم بالفساد ومن المجحف أن نسميهم بالحراميه
ولن أتحدث عن فراغ أو أحاول تبرئة المفسدين أطلاقا ولكن أريد أن أصحح أو أرد على المفاهيم الخاطئه التي يتناقلها الأعلام البعثي والتي للأسف الشديد أصبح المواطن العراقي يشجع هذه المفاهيم المغلوطه
فمنذ 2003 من حكم العراق والكل يعرف الذين حكموا العراق أياد علاوي والجعفري والمالكي ورئيس الجمهوريه الطلباني والياور وهل أثبت للعالم أن واحد من هذه الشخصيات القياديه تورط في عملية فساد شخصيه
بالطبع لا ولا ولا
بل العكس تماما الكل يشير ويشيد بنزاهة هذه الشخصيات وحتى الشخصيات التي ترأست مجلس النواب مثل السامرائي والمشهداني وحاجم الحسني هم نزهاء ايضا ومشهود بنزاهتهم
فأذا أين يكمن الفساد ومن هم المفسدين ؟
وأنا أقول وبصراحه أن المفسد الاساسي يبدأ بوكيل الوزير وينخفض تدريجيا الى أن يصل الى موظف الأستعلامات وهذا يدل على أن المواطن غير متعاون وغير مؤمن بالعمليه السياسيه الجاريه ببلده العراق فالموظف البسيط في أي دائره حكوميه وأقصد الموظف الفاسد هو المسؤول عن هذا الشرخ الكبير الذي حصل بين الموطن والمسؤول فالمعاملات البيروقراطيه والتلاعب بمشاعر وعواطف وأوقات المواطنين ليس مسؤول عنها المالكي أو قيادة العراق بل المسؤول المباشر عنها الموظف البسيط
فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تطلب درجات وظيفيه في وزاره من الوزارات فالموظف البسيط هو المسؤول عن عملية رفع الأسماء المطلوبه ولكن ماذا يعمل هذا الموظف البسيط يشطب كافة الأسماء المستحقه ويرفع الأسماء التي أعطته دولارات
وأيضا الموظف البسيط له دور واضح في دعم الأرهاب وذلك من خلال التسهيلات التي يقدمها للأرهابيين ويتعاون مع الأرهاب ولا يتعاون مع المواطن المسكين بسبب تعطش هذا الموظف الى الفساد والى المال السخت والحرام
أذا نستنتج من هذا أن القيادات السياسيه الكبيره هي نزيهة وغير سارقه ولكن عملية الفساد تحدث ويقوم بها الموظف البسيط الفاسد
ولا أنكر أن هنالك بعض الوزراء الذين تورطو بعملية فساد وهنالك نواب مفسدون أيضا ولكن هذه الحالات نوادر ولايمكن أن نعممها على الوزراء والنواب جميعا
والآ يه المباركه شاهد حقيقي على الواقع الذي يمر به العراق الجديد
((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))
فنتستنج من ذلك أن نفوس بعض المواطنين العراقيين غير راضيه على الحريه والديمقرطيه فكيف يتحول العراق الى جنه والى نموذج
وأذ ا أ راد المواطن العراقي ن ينهض بالعراق من كبوته فعلى هذا المواطن أن يبدأ بنفسه أولا وعلى هذا المواطن أن يرفض الفساد ويرفض البعث ويرفض الطائفيه ويرفض العشائريه ويرفض الاتهامات الكاذيه فعند أذن ممكن لهذا المواطن أن يؤثر على مواطن آخر ومن ثم نخلق مجتمع ديمقراطي خالي من الفساد وخالي من التعصب والأرهاب والطائفيه والعشائريه فمسافة ألف ميل تبدأ بخطوه واحده والخطوه الواحده تبدا بالمواطن العراقي نفسه وليس بالسياسي أو بالقائد
وهذا على مستوى القيادات التي حكمت العراق أما على مستوى القيادات الحزبيه والقيادات الدينيه فالأمر كذلك فالجميع يشهد بنزاهة الأمين العام لكل حزب من الأحزاب العراقيه ولكن الأعضاء والمنتسبين الجدد الى هذه الأحزاب هم الذين ساهموا بتدمير هذه الأحزاب العريقه
وحتى القيادات الدينيه فالمراجع العليا غاية في الأخلاق ولكن أهل العمائم الصغيره هم الذين يسيؤون للدين وللمراجع بسبب عدم الأيمان بالقضايا التي يعمل بها كل مواطن وعدم الشعور بالمسؤوليه تجاه القضيا الوطنيه والدينيه والوظيفيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و