الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقالة

ماجد محمد مصطفى

2010 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



اشهر استقالة عربية هي استقالة الرئيس الخالد جمال عبدالناصر الذي تنحى عن الحكم محملا نفسه مسؤولية النكسة..وبشجاعة كبيرة تلا خطاب الاستقالة الشهير وجاء فيه: ولقد اتخذت قرارا اريدكم جميعا ان تساعدوني عليه.. لقد قررت ان اتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي واي دور سياسي، وان اعود الى صفوف الجماهير اودي واجبي معها كأي مواطن اخر.
ديناصورات الحكم قلما فكرت وتفكر في الاستقالة طوعيا تتمسك بتلاليب الحكم حتى الرحيل الابدي بازدياد الهوة بينها وشعوبها عدا انها ترى نفسها دون اخطاء فوق الجميع وفوق القانون بعيدا عن امنيات الشعوب ومحنتها وواقعها المرير بتاثير اعلام فج تعود التطبيل والتضليل في فلك زعامة ابدية معصومة من الخطأ لاتفرط بتسلطها مهما غلت التضحيات والخسائر.. فهل هناك عاقلا يقبل التنحى عن الحكم باستقالة شفافة لاتأتي بالطرق العنيفة والمظاهرات او الانقلابات المدوية مدعومة بتدخلات خارجية توفر في ايسر امكانية اللجوء لدولة اخرى والتمتع بما نهبه من اموال طيلة امد حكمه المرير؟
جمال عبدالناصر كان كذلك فخورا بعودته الى صفوف الجماهير كأي مواطن اعتيادي فكسب حب الامة مخلدا في سفر التاريخ.
في بطون التاريخ قلما تنازل الفرقاء عن سدة الحكم بتفضيل خندق المعارضة وهي عموما الاغلبية.. لاعجب في انهار الدماء وهدر الحقوق والاخفاقات المكررة لان الشعوب كانت على الدوام حاضرة بلاغة وفصاحة لا غير.. يرون انفسهم الاجدر بالزعامة دون سواهم فتزداد شق الخلافات والعصبية والتراجع في تاريخ يزخرا بتقديس الحاكم ويروي قصص الصراع على السلطة جيلا بعد اخر الاقوياء فقط وليست الشعوب وحقوقها المسلوبة ونضالاتها العتيدة وراء قيادات لاتفرط بحكمها تنفصم تلقائيا مع بلوغها السلطة حيث حاكم ومحكوم وشتان بين الاثنين في نوع المعيشة والامتيازات والخدمات حتى تعدو الحكومات غريبة عن شعوبها التي تعاني عدا الغربة محنة الحياة بكرامة.
في العراق مثلا مضت اشهر عديدة على انتخابات ديمقراطية ترسم مستقبل البلد في وقت لم يحسم حتى اليوم التسليم بنتائجها.. المالكي ام علاوي وايهما الاجدر بتسنم منصب رئاسة الوزراء في ضوء انتخابات قيل الكثير عنها ممارسة وفرزا واعادة الفرز فضلا عن تحالفات ولقاءات ثنائية تناوله الاعلام بشكل يفوق اهم لقاءات القمة العالمية بخلاف واقع تلاوين العراق المختلفة وظروفها الصعبة بوجود فساد سياسي اداري مالي وتردي الخدمات مقارنة بحياة البذخ للمسؤولين وازلامهم من الاموال العامة حيث الاسهل ترديد الشعارات الوطنية والقومية والتعويل على الارهاب والاحتلال دون ايجاد حلول جذرية للهاث صوب التسلط او التطرق لذمة المالية لاشخاص واحزاب في ثراء فاحش تزايد خلال سنوات معدودة لاغير.
علاوي ام المالكي او ان تلاوين العراق ستقول كلمة الفصل بمظاهرات واحتجاجات تطالب باعادة الحقوق الى اصحابها واختيار اخر اجدر من الاثنين التصاقا مع محنة الشعب وغربته.
بوادر الغضب بدا جليا مع تظاهرات وسط وجنوب العراقي بنتيجة وليس بسبب.. نتيجة انقطاع وتردي الكهرباء واعلان وزير الكهرباء كريم وحيد استقالته بسبب فشل الحكومة في سد حاجة المواطنين من الكهرباء.
كريم وحيد الذي اعلن استقالته بشجاعة يستحق الاعجاب بتضامنه مع مطالب المتظاهرين كأول وزير في العراق ما بعد الدكتاتورية يلفظ استقالته علنا تاركا منصبه وامتيازاته من اجل مظلومية الشعب فاستحق الاعجاب وايما اعجاب.
الاستقالة افضل من الاقالة وغيرها مثل الانتحار جراء خناق الصحف في الدول المتقدمة على حكوماتها ووزرائهم فيعمد الى الانتحار لمجرد مس نزاهته وذمته المالية بشعور مرهف حساس بالمسؤولية فهل ينقص اغلب قيادات ووزارات الشرق الاوسطية تلك المشاعر الحساسة المرهفة؟
والجواب هو نعم وبكل تأكيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال