الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزهايمر وموت خلايا الذاكرة

نجلاء صبرى

2010 / 7 / 2
الطب , والعلوم



اُكتشف مرض الزهايمر عام 1906 ، وقد نسب الاسم لمكتشفة العالم الألماني ألويس الزهايمر الذي وصف المرض بوجود كتل وتشابكات داخل خلايا المخ، وكذلك وجود رقع حول خلايا المخ مكونة من بروتين يسمى بيتا أميلويد beta-amyloid، وتلك البروتينات تبدأ بالمناطق المسؤولة عن الذاكرة والتعلم وتتركز فيها ثم تنتشر لباقي المناطق بالمخ كلما تقدم بنا العمر، ولكن الأكيد أنها تتواجد بكثرة لدى مرضى الزهايمر، ويعتقد العلماء بأن لها دورًا أساسيًا وكبيرًا في منع توصيل الإشارات بين الخلايا العصبية كما تثبط الأنشطة اللازمة لاستمرار حياة الخلية.

ومرض الزهايمر لا يظهر فجأة، ولكن ظهوره هو دليل على مرور المخ بعملية موت وتحلل للخلايا التي تقوم بحفظ المعلومات واسترجاعها، وعند الفحص الدقيق للمخ نجده يفقد شكله المجعد لما حدث به من ضمور وموت للخلايا العصبية، وبالطبع وجود هذا البروتين ليس هو السبب الوحيد لظهور مرض الزهايمر فالأبحاث لازالت جارية والعلم يكتشف جديدًا كل لحظة، فهذا المرض يعتمد على مجموعة من العوامل المتضافرة التي ربما تؤدي أو تساعد على ظهوره كالتقدم بالعمر حيث أن غالبية المرضى يصابون في سن الخامسة والستين أو بعده، كما يرجح أن يصاب أبناء المرضى بهذا المرض فهو يحمل صبغة وراثية أيضًا، وربما يحدث نتيجة لإصابات الرأس الحادة وبعض الأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية الموجودة بالمخ، وكذلك التعرض لمواد معينة مثل الألمونيوم.


وقد وضعت جمعية مرضى الزهايمر قائمة بالأعراض لنستطيع تحديد الإصابة به قائلة إن المرض تظهر أعراضه بفقدان الذاكرة الذي يؤثر على مهارات الشخص الوظيفية والمنزلية. من أمثلة ذلك أن يطرح الشخص نفس السؤال مرارًا وتكرارًا مع عدم تذكر الإجابة عليه، أو أنه قد طرح السؤال في الأصل. وكذلك الصعوبة في أداء المهام العادية والمألوفة، ويتم التعرف على ذلك بسؤال المخالطين للمريض عن التغيرات التي حدثت له مع وجود مشاكل في تحدث اللغة أو إيجاد الكلمات الصحيحة وصعوبة استدعاء الكلمة مع القدرة على ترديدها وإدراك معناها، والفقدان المتزايد للقدرة على الكلام progressive aphasia. ومن ضمن الأعراض أيضًا أن يصبح الشخص تائهًا ومحيرًا بالنسبة للمكان والزمان، ومثال ذلك أن يضل الشخص طريقه في الشارع الذي يسكن فيه.

كما أن المرض يستمر بين ثمانية إلى عشر سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به قد يموتون في مرحلة مبكرة ، أو قد يعيشون لفترة 20 عامًا. ويمتد الأمر لسوء التقدير أو ضعف القدرة على التقدير مع صعوبة في التعلم والتفكير المجرد (مثل الاستخدام البسيط للأرقام)، ويقوم المريض بوضع الأشياء في غير أماكنها أو في أماكن غير مناسبة، كوضع المكواة بالثلاجة على سبيل المثال، كما يحدث له تغير في المزاج أو السلوك أو الشخصية مع انعدام المبادرة على الأداء أو المشاركة في الأنشطة العادية.

ويعتبر هذا المرض أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بخلل عقلي شديد dementia ويسبب خللاً شديدا بالإدراك والتصرفات مما يؤثر على التواصل الاجتماعي وقدرات العمل.

وقد أثبتت أحدث الدراسات أهمية الرياضة في الوقاية من هذا المرض في مراحل العمر المتقدمة وقد وجد أن هذا المرض ينتشر بين النساء بنسبة أعلى من الرجال.


أما عن العلاج الفعلي المستخدم فلم يتم التوصل لعلاج فعال بعد لهذا المرض المفترس، ولا حتى تم التمكن من إبطاء تطوره أو عكس أثاره، ولكن وظيفة العلاجات الحالية هي التلطيف من الأعراض كالتحكم في نوبات الاكتئاب المصاحبة للمرض أو بعض المشاكل السلوكية والأرق وعدم النوم .وكذلك وصف بعض الأدوية المنشطة للدورة الدموية المخية لتساعد في الحفاظ على الذاكرة من الاختلال وهذا بالطبع لا يكون له تأثير سوى في المراحل المبكرة من المرض، وكذلك محاولة توفير خدمة جيدة للمريض بتوعية أسرته فيدعمونه ويوفرون له جوًا بعيدًا عن التوتر العصبي مع المعاملة الكريمة فالمريض في المراحل المتقدمة تكون لديه صعوبة في الأكل والبلع كما يصبح أكثر عرضة للعدوى والالتهاب الرئوي، ويحتاج لمساعدة كاملة في النظافة الشخصية بما في ذلك دخول الحمام، وقد يفقد القدرة على المشي فيصبح طريح الفراش غير قادر على مساعدة نفسه بأي حال من الأحوال.

بينما تدور الأبحاث اليوم على تأكيد طبيب أمريكي أن دواء "ايتانيرسيبت" وهو يستعمل لمعالجة التهاب المفاصل وداء الصدفية، أثبت كفاءة في علاج الزهايمر، حيث ظهر مفعوله بعد ساعتين من إعطائه للمريض. وبدأ الطبيب الأمريكي ادوارد توبينيك في قسم الأعصاب بكاليفورنيا في معالجة مرضى الزهايمر بحقن هذا الدواء عبر جلسات أسبوعية، ووصلت التكلفة السنوية للمعالجة بين 10 و40 ألف دولار. وقد قيل إن التحسن يظهر بعد ساعتين من حقن تلك الحقنة وهي نتيجة نادرة في بعض الحالات، بينما تحسنت حالات أخرى بنسبة 90% في مدة مداها ستة شهور، وهذا العلاج يتم بحقن الدواء في العمود الشوكي لرقبة المريض مع تمييلها 30 درجة كوسيلة لحفز الدواء على الانسياب نحو الأنسجة العميقة في الدماغ بتلك المنطقة التي تسمى قرن آمون والمسئولة عن الذاكرة.


بينما قام علماء ألمان بتجربة تعد أملاً للمرضى تقوم على غسل الدماء بطريقة معينة تحرر الدماغ من التراكمات الخبيثة والتي تسبب النسيان وهى بروتين اميلويد ـ بيتا الذي ذكرناه سابقًا في مستهل حديثنا، والبروتين المذكور ليس خطيرًا على الدم وإنما على الدماغ فقط، لكنه مهم في ذات الوقت، لأنه يدخل في عملية تنظيم استقلاب الشحوم، ولا يعرف العلماء الأسباب التي تدعو اميلويد ـ بيتا للتراكم في أنسجة الدماغ، إلا أنهم يعرفون أن غسله من الدم يؤدي إلى توقف التراكم. ويعتبر الطب أن تحول ثلاث جينات على الأقل يتسبب بتكاثر وتجمع بروتينة الغشاء العصبي في مخ المريض ويدمرها تدريجيًا، ولا يوجد بعد أي علاج ناجح لآلية التلف الدماغي هذه.

وأوضح أخصائيّ الأعصاب في جامعة جورج تاون أن العلماء باتوا قريبين جدًا من التوصل إلى إعداد أدوية ناجحة لتبرير تفاؤلهم، لكن مسألة معرفة ما إذا كان ذلك يتطلب بضع سنوات أو خمس عشرة سنة سيكون مرتهنا بقيمة الموارد الممنوحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أثنى عشر سطرا ً
صالح الحمداني ( 2010 / 7 / 2 - 20:21 )
مقال رائع ومفيد
ومعلومات جيدة وواسعة
هل بامكانك اختصار الموضوع باثنى عشر سطرا
ليصبح لذيذا ككاتبته

تحياتي واحترامي

اخر الافلام

.. شاهد| توقف عشرات السفن العابرة للبحر الأحمر في المياه الإقلي


.. اياد نصار وسلوى عثمان ودينا فؤاد وكارولين عزمي وزيرة التضامن




.. النائب أيمن محسب : هناك أدوية رئيسية لأمراض مزمنة مايقدرش ال


.. كارين جان بيير ترد على سؤال حول مدى خطورة إنفلونزا الطيور ال




.. هل تستعد فرنسا للاعتراف بمغربية الصحراء الغربية؟ • فرانس 24