الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!

جواد وادي

2010 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


حوتة صغيرة فعلت كل هذا
فماذا عن الحوت الكبير؟!

شابة لا تتجاوز عقدها الثالث هبطت من سلم الطائرة بتؤدة وثقة كبيرة دونما خوف أو خجل أو أية أمارة تدل على ارتباكها رغم حجم فعلتها التي فاقت أفعال كبار محترفي اللصوصية في العالم وهي تواجه عدسة المصورين وحشدا من الصحفيين وهم يوجهون أسئلتهم لها دون إن تجيب أو تأبه بهم يرافقها أفراد عائلتها، أمها وأختها وزوج أختها ممن شاركها عملية السطو.
ما خطرت ببال احد أن شابة بهذه الطراوة جسدا وفكرا وتجربة أن توضع تحت تصرفها مبالغ فلكية كالتي سرقتها.
المبلغ الذي سطت عليه هذه الشابة الصغيرة بلغ اثني عشر مليون دولارا كما تناهى لعلمنا والعهدة على المصدر وان صدق الخبر فهو مبلغ كبير للغاية واستميح القارئ عذرا لأنني ضعيف في الحساب خصوصا في أرقام فلكية كهذه إذ يحضرني مشهد في مسرحية الواد سيد الشغال لعادل إمام حين يتلعثم بذكر الملايين التي لا يعرف كحالاتي كيف يعدها ويكررها.
وكم تمنيت لو سالت عفريتة هانم هذه عن الطريقة التي سلكتها للاستحواذ على هذا المبلغ ولكن الله غالب لأنني بعيد عنها آلاف الكيلومترات فهل من المعقول أن تصل رواتب الموظفين إلى هذا القدر الكبير ليوضع تحت تصرف هذه الصبية الغضة؟
هكذا حالات غريبة وصل لها العراق باتت ضربا من الخيال وكما يقول المثل إن المال السائب يقود إلى الهلاك فماذا عسانا أن نقول إذ بات المال العراقي برمته بيد الأيادي القذرة وعاد النهب عملا مشروعا من اصغر صرصار لأكبر حلوف كلهم يشتركون في الحرمنة واللصوصية والكل يتسابق للثراء العاجل من أموال الجائعين والأرض الخراب لكونها فرصة ذهبية لعديمي الضمائر والذمم وكأني بهم يقولون ما شاننا والوطن والفقراء، دوني والطوفان وليذهب المحتاجون الى الجحيم والوطن إلى المصير المجهول.
كانت الشابة السارقة في غاية الهدوء والطمانينة شان والدتها وأختها وزوج أختها كما أسلفنا وكأن سكينة هبطت عليها من السماء مما قادتني هذه الحالة لإعادة المشهد مرات ومرات لأصل إلى سبب منطقي لتمالك النفس هذا ولم اخرج الا بتفسير واحد ولعل حدسي هذا في غير محله ذلك أن تلك الفتاة قد أعطيت تطمينات كافية لها ولأسرتها انه مجرد سيناريو ما أن تتقن الدور حتى تهدا الأنفس وتتوقف الأقاويل ويقطع دابر الكلام ومن ثم يحلها ألف حلال.
أين ذهبت هذه الأموال الطائلة إذن؟ يقول التقريران الفتاة اشترت عقارات وأراض وشقق وأملاك وسيارات وربما عرباين جر لها ولعائلتها كما أنها أودعت أموال في مصارف أردنية ولبنانية وكل هذه المبالغ قد تم استعادتها ما عدا سبعمائة ألف دولار تصرفت بها كمصاريف ونثريات شخصية، وهي بهذا البذخ قد فاقت مشتريات أميرة موناكو.
بالله عليكم أحبتي القراء من منكم يفهم ما جرى ويستوعب هذه الحالة وإذا كانت هذه الصبية الصغيرة عملا وأهمية وظيفية قد استحوذت على هذا المبلغ الخيالي فماذا عن الحوت الكبير وكيف يوزعون تركات أجدادهم الراحلين من أموال العراقيين المنكوبين وهل من المعقول أن يعالج المسئولون هكذا شطط خطير بدم بارد كما لاحظنا في قضية الحوتة الصغيرة وهل من المعقول أن الصبية تفعل كل هذا وهيئة النزاهة في دار غفلون؟؟ا
الله وحده يعلم والضالعون في اللصوية كم هي الأموال العراقية التي ينهبها لصوص العراق الكبار والصغار يوميا وسبعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر والعراق يتخبط في فوضاه.
يبقى أن نقول ان الذنب ليس ذنب اللصوص بل ذنب من اختارهم وأعطاهم صوته وأطلق أياديهم لنهب خيرات العراق وإبقاء من صوت لهم في فقر متقع يقبعون في بلد مخرب ولا حياة فيه.
وما بأيدينا غير أن نقول اللعنة الأبدية على لصوص العراق الجدد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ جواد وادي
محمد الرديني ( 2010 / 7 / 2 - 10:45 )
زميلي العزيز
اكون شاكرا وممنونا لك لو ارسلت هذا التسجيل لاكحل عيني بهذه الشابة الواثقة من نفسها
تجد ايميلي على الموقع
وشكري سلفا

اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع