الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة هلامية

عمران العبيدي

2010 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لاأحد يعرف على وجه التحديد شكل الحكومة القادمة، ويصعب حتى التكهن بالشخصية التي ستتولى منصب رئاسة الوزراء، وذلك لعدم وجود مقياس او الية محددة تذهب اليها الكتل السياسية لاختيار تلك الشخصية ،بل تذهب الكثير من الكتل الى وضع معايير قد لاتجد لها سندا دستوريا ، يضاف الى ذلك وجود اكثر من جهة تدعي حقها في ذلك بالرغم من ان الآلية الديمقراطية يفترض بها قد وضعت اسسا لذلك ، وحددت معاييراً يمكن من خلالها ان نهتدي الى الشخصية او الجهة المطلوبة بعيدا عن الصراعات والرغبات ، ولكن الشيء الوحيد البائن من شكل الحكومة هي تلك العبارة التي تقول انها حكومة شراكة وطنية او حكومة وحدة وطنية، والمسميات في هذا المجال كثيرة ومتشعبة وذات دلالات متعددة والاسباب التي تدعوا لمثل هذه الشراكة ايضا مختلفة برغم عدم قناعة البعض بها ، لأنها ستكون بداية لمشروع قد يقود الى مربع المحاصصة الاول والعودة بالبعض للبحث في حقيبة الحكومة عن استحقاق طائفي او اثني وماشابه .
العبارات وحدها لاتنتج حكومة وكثرة التصريحات التي تنطلق من البعض مطالبة بإبداء المرونة ايضا لاتنتج حكومة ، والقول بأن هذه الجهة او تلك متمسكة بالسلطة والمطلوب منها التخلي عن ذلك قول غير دقيق ، بل الظاهر في الامر ان الاغلبية تنتهج هذا النهج في التصريحات ووضعت نصب اعينها هدفا معينا لاتريد ان تحيد عنه ، في حين غاب عن البعض ان لغة الارقام في المسألة الديمقراطية تعد قياسا راجحا للحديث عن الاستحقاقات وهي مقياس لهوية المتنافسين ،وكل هذا يجب ان يأخذ سياقه الصحيح ، واذا ما اخذ ذلك المقياس طريقه للتطبيق سنجد انفسنا امام عملية سلسة وبسيطة في الاختيار .
شكل التصريحات ونوعيتها يوحي بحالة من التشويش والارباك في المفاوضات الجارية بين الاطراف السياسية مما يجعل صعوبة الاهتداء بها ، فهي في اشد التناقض ، فتصريح يقول اننا وصلنا الى طريق مسدود في هذه القضية ،والاخر يظهر متفائلاً وان الامور ماضية الى الحسم ،وآخر يقول ان المباحثات غير جدية ،ومنهم من يقول ان الحديث يجري في العموميات، وآخر يقول ان تحالفنا قوياً ومتماسكاً ، واخر يصفه بأنه على حافة الانهيار ، بين هذا الكم الهائل من المتناقضات في التصريحات نجد الكثير من الغموض يدور حول مصير العملية السياسية وشكل الحكومة القادمة ومتى ستتشكل وكيف ؟ .
وبين اختلاف اهل البيت ومصالح اهل الجوار تجد يد التدخل الخارجي ضالتها لترسم بعض من ملامح الشكل القادم للحكومة ، فذلك الاختلاف بوابة للتدخل الخارجي بشكله الاقليمي او الاممي او الامريكي صاحب المشروع الديمقراطي في العراق .
شكل الحكومة تتجاذبه العديد من المعطيات بل تتدخل في رسم ملامحه ايضا ، وهذه المعطيات تمتد بين رغبات البعض بالامساك بالسلطة بعيدا عن المقاييس الانتخابية وبين نوع الحكومة التي يراد تشكيلها ( يشترك فيها الجميع - حكومة بدون معارض-، حكومة استحقاق انتخابي – حكومة شراكة – حكومة مكونات .. وغيرها ) وبين اجندات محلية واقليمية ودولية ، وبهذه الطريقة يصعب جدا الخروج بشكل معين للحكومة ، بل قد تخرج بلاشكل مما يعطيها شكلا هلاميا يتغير حسب مراحل عمرها الدستوري..! ولاندري مقدار قدرتها على الصمود الا اذا اخذ طريق التراضي مسلكا دائما لها، مما يجعلها مشلولة اليدين ونكون حينها فعلا عدنا الى المربع الاول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة