الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانحطاط والتقدم و منهجان .. لايلتقيان

محمد رجب التركي

2010 / 7 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ان الميل الي تصديق صور التفكير غير العلمية وغير المنطقية يزداد في عصور الانحطاط والركود والعجز عن التجديد واليأس من تحقيق الذات والفشل في تغيير الواقع .كما و ان الاستغراق في تمجيد الاجداد والهروب الي الماضي الذهبي الجميل هو ايضا شكل من اشكال العجز عن النجاح في الحاضر وعن التخطيط لمواجهة مشكلات الواقع او اللحاق بقطار المستقبل
واليكم بعض الصور التي تدل علي شيوع التفكير غير العلمي :
- زيارة الاضرحة والبحث عن كرامة الاولياء والاستعانة بالاحجبة التمائم والمعمول لة عمل او المربوط ...وهي امور تشغل قطاعا عريضا من المواطنين
- بعد حرب اكتوبر التي خاضها الجيش المصري بكفاءة عالية من خلال تخطيط علمي ومحكم وباستراتيجية واضحة الرؤية والاهداف ...خرجت بعض وسائل الاعلام مروجة للخرافة بتحدثها عن ملائكة كانوا يحاربون في صفوف جنودنا وعن سحب كانت تظلهم وعن رصاص عجز عن اختراق صدورهم لانم يضعون القرآن الكريم في جيوبهم
- الحديث الذي استمر اسابع عديدة عن ظهور السيدة العذراء في سماء مدينة القاهرة وذهاب مئات المواطنين لرؤيتها واصطحابهم للمرضي الميئوس منهم والتأكيد علي ان الشفاء تحقق لهم بعد رؤيتهم لها
- تأكيد الكثير من المثقفين علي ان بقاء المرأة في المنزل ورعايتها لشئونة هي من وظائفها الطبيعية ...اما العمل خارج المنزل فلقد خلق اللة الرجل للقيام بة دون المرأة لطبيعتها انها ناقصة عقل ودين
- الاعلانات عن عيادات لعلاج المواطنين من المس الشيطاني ومن السحر والجان
- اعتقاد الكثيرين ان هناك من لها عين صفراء بسبب الحسد ينتج عنها كوارث
- الايمان بان بعض الشقق والمنازل يسكنها الجن والعفاريت التي تؤذي من يحاول اخراجهم
- نشر البعض علي فترات مختلفة اكتشاف اسم الجلالة والرسول مكتوبين باللغة العربية علي نبات او علي بيضة دجاجة في اماكن مختلفة من العالم
- تأكيد البعض في وسائل الاعلام علي ان الشعب المصري مسالم بطبيعتة او ان الطفل المصري هو اذكي طفل في العالم دون ان تكون هناك اي ابحاث علمية علي ذلك
هذة صور لبعض مايشيع وينشر وهو ليس علي السنة العامة فقط وانما علي السنة من نالوا حظا وارفرا من التعليم ...وقد يقول البعض ان هذا النوع من التفكير موجود في بعض الدول المتقدمة وهذا صحيح ولكنة لايشكل ظاهرة عامة منتشرة مثلما هو حادث عندنا ...كما وان انتشار بعض صور التفكير الخرافي في المجتمعات المتقدمة لايشكل خطرا علي مسيرة هذة المجتمعات لانها ظاهرة هامشية ومحدودة .
منهجان مختلفان ولا يلتقيان ابدا ...لماذا ؟؟؟
- منهج التفكير الديني مبني علي التسليم والايمان ...اما منهج التفكير العلمي فهو مبني علي الشك واعادة النظر والتجريب
- وبيما تتعلق التجربة الدينية بكل مايفوق قدرة الحواس علي ادراكة ..فان العلم لايتعلق الا بكل ماتستطيع الحواس او الاجهزة المكملة ادراكة وملاحظتة
- الدين معني بالاصلاح الروحي والاخلاقي اساسا ..بينما العلم معني بفهم الكون والظواهر اطبيعية والانسانية
- الدين يؤثر علي مشاعر الانسان من خلال القصص الرمزي والحكمة ..بينما العلم يؤثر علي حية الانسان من خلال اكتشاف القوانين والنظريات والعلاقات بين كل ماهو مادي في الطبيعة
- الخبرة الدينية لها صفة الخصوصية حيث يؤثر كل دين علي من يؤمنون بة ..بينما العلم يكون لة صفة العمومية حيث يتعلق بالناس في كل مكان ومن كل الاتجاهات
ومن هنا فان المنهج الديني لة مجالاتة وغاياتة التي تختلف تماما عن المنهج العلمي ومجالاتة وغاياتة . وعندما تدخل الدين في اوروبا في مرحلة ما في شئون العلم اساء ذلك الدين وادي الي عرقلة مسيرة العلم وترك جراحا وضحايا كثيرين كما تسبب في حروب وصراعات كان بالامكان تجنبها
وليس هنا ادني شك في ان الامم التي اخذت بالتفكير العلمي منهجا للتعامل في شئونها ومشكلاتها واشاعتة بين مواطنيها ...استطاعت ان تحقق تقدما في مجالات الحياة المختلفة وحسنت بواسطتة من نوعية حياتهم وقللت من الامهم ومشكلاتهم واحسنت التعامل مع مواردها ...وتبدو نتائج الاخذ بهذا المنهج واضحة في الاخذ بمبدا التخطيط لحل مشكلات تلك المجتمعات كالتخطيط الاقتصادي والتخطيط الاجتماعي والتخطيط التربوي والتخطيط العمراني ...ولا يوجد مجال ارتقي فية الانسان الا ودخل فية المنهج العلمي في التفكير ...اما الامم التي تشيع فيها اساليب التفكير غير العلمي بين مواطنيها واجهزتها ومؤسساتها فقد اضطربت احوالها واساءت استخدام مواردها واخفقت في حل مشكلاتها وكانت منجزاتها محدودة ومشوهة وغيرمستدامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى ل


.. مقترح لحظر بيع السجاي?ر للمولودين بعد عام 2009 في تركيا مدى




.. مناسك الحج.. الجزيرة ترصد توافد الحجاج لرمي جمرة العقبة في أ


.. تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حزب الله -أبوطالب- في مدينة ج




.. تقرير استخباراتي أميركي يكشف حجم الخسائر المادية بالبحر الأح