الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكل يعرف مازن لطيف

علي جاسم

2010 / 7 / 3
الصحافة والاعلام


ليس غريب ان تكون هناك علاقات وثيقة بين شريحة المثقفين فالجميع يعرف بعضهم البعض ، وحتى ان لم يكن هناك لقاء او معرفة مباشرة بينهم الا انهم يعرفون بعضهم ، وهذا الامر ينطبق على كافة الفعاليات الاخرى ، الرياضيون والشعراء والاطباء والمحاميون ، والاعلاميون ..الخ الكل له علاقة بالاشخاص الذين ينتمون مع توجهه وفكره وتحصيله العلمي ، الا ان المثقفيين يختلفون عن سواهم لانهم لايمتكون هوية محددة وثابتة فقد يكون طبيب او محامي اومهندس او صحفي لكنه ينتمي لشريحة المثقفين بسبب انتاجه الثقافي ، وهكذا هو الحال بالرغم من التقلبات الشديدة التي حصل بالبنية الاجتماعية نتيجة ما مرت بنا من مشاكل عديدة الامر الذي ساهم بخلق فجوة كبيرة بينهم ، فالعديد من المثقفين غادر البلاد طوعاً واجباراً والبعض الاخر نأى بنفسه في غرفة مظلمة واوصد الباب حتى لا يصطدم برجالات الامن انذاك ، وهكذا تشتت الثقافة ولم يصبح للكتاب قيمة الا عند اللذين يمتلكون بعد ثقافي لا تقيده الحواجز ولا اصوات الرصاص المبعثرة في كل مكان.
وحتى اليوم ونحن نعيش في زمن الحرية والديمقراطية ثمة خلل في المنظومة الفكرية والثقافية وثمة مجموعة حلقات مازالت مفقودة ، لان مثقفينا لم يستوعبوا بعد التجربة الجديدة والنادرة وللاسف الشديد ما زالوا عاجزين عن فعل شيء ينظم البيت الثقافي ويلملم اشلائه المبعثرة في العواصم الغربية التي اصبح خارج نطاق التغطية الفكرية وبعيدة كل البعد عن واقعها المرير ، ولم يعد لكتاباتها قيمة او طعم لانها كتبت على ضوء ما تسمعه من هنا وهناك وليس على اساس مارأته في عينها وعاشته يومياً ، هذه التجاربة المغتربة لا تستطيع ان تنقذ ما تحطم وهي غير قادرة على النهوض بالواقع الثقافي.
لي صديق وهو عضو في اتحاد الادباء ولابد من القول انه عضو نشيط جداً ولديه شبكة علاقات كبيرة ، اتحدث معه كثيراً عن نشاطات الاتحاد ودائماً يدافع عن الاتحاد ونشاطاته وانا ادرك جيداً بان صديقي ينطلق في دفاعه هذا من حرصه على المشروع الثقافي اضافة الى انه يعمل بجهد شخصي من اجل اصدار الكتب والمطبوعات ، لديه دار للطباعة والنشر في شارع المتنبي ، يعمل بمفرده وبجهد شخصي وكأنه مؤسسة ثقافية متكاملة ، وحسب علمي فانه ساهم في طبع العشرات من الكتب خلال هذه السنة وبجهد شخصي يضايق نفسه مالياً من اجل اتمام نشر المطبوع وتوزيعه وتسليط الضوء عليه إعلامياً ، كونه إعلامي ايضاً يعمل في قناة فضائية، اراه كل صباح نتحدث عن الواقع الثقافي والسياسي والفكري نقرأ الصحف سوياً يطلعني على بورصة الكتب واخر المطبوعات يجري اتصالات بشكل مكثف من اجل المساهمة في انجاح نشاطات اتحاد الادباء إعلامياً، يعير الكتب ثم يهديها دون ثمن ،الفكر، الكتب ،الثقافة، الطباعة هي كل مايشغله وتحتل جزء كبير من حياته.
لم اذهب في ملتقى ثقافي الا وكان اسمه معروف فالجميع يعرفه وهو يعرف الجميع المثقفون ، السياسيون ، الشعراء ، المحامون ، الصحفيون ، الكل يعرفونه لديه علاقات مع الجميع اتحدث قبل ايام مع احد اقاربي وهو ينتمي لحزب اسلامي عن بعض الامور الثقافية في المرحلة الراهنة واذا به يطرحه اسم صديقي وقلت له حينها بانه صديقي وزميلي في العمل امتدحه كثيراً وقال انه كاتب جيد ومثقف ممتاز، وشاب نشيط جداً ، اقاربي الاخر وهو شيوعي سمع اطراف الحديث وقال من مكانه انا اعرفه ايضاً انه كان يبيع الكتب الممنوعة في حقبة التسيعنات في شارع المتنبي ويجازف بحياته رغم التشدد الامني انذاك ، استغربت فالجميع يعرفه ، يرن هاتفه بإستمرار واكثر المكالمات من اصدقائه المثقفين العراقين المغتربين ، لقد فعل صديقي هذا ما تعجز عن فعله مؤسسات اعلامية ثقافية كونه ساهم في طباعة الكتب من جهة واعادة المثقف المغترب لزيارة بلاده او الاتصال بواقع شعبه من جهة اخرى، واعداد برانج ثقافية والعمل في عدد من المواقع الالكتروينة فضلاً عن النشر في الصحف والمجلات العراقية ، كل وقته للعمل .. انه مازن لطيف الشاب الذي ادرك جيداً بان معرفتي به امر جيد بالنسبة لي كون ارشدني الى جادة الصواب بعد ان كنت عاجز عن فعل شي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سعدون هليل ابو محمد
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 7 / 3 - 11:17 )
عزيزي علي
لاتنسى ايضا : سعدون هليل ابو محمد في شارع المتنبى


2 - نورس المتنبي
وديع شامخ ( 2010 / 7 / 3 - 15:40 )
مازن لطيف نورس المتنبي مرحى لك ولكل الاصدقاء في شارع الثقافة

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا